أحداث متسارعة .. لتفكيك ما تبقى للإصلاح بمأرب
يمانيون – متابعات
تسارعت وتيرة الاحداث الميدانية في مدينة مأرب، اخر معاقل الاصلاح شمال اليمن، خلال الايام القليلة الماضية، بالتزامن مع حراك سياسي لعزل محافظها، فمالذي يحدث في مأرب؟
ما أن تنطفي المعارك مع القبائل حتى تشتعل من جديد.
بالأمس الأول كانت فصائل الاصلاح وقبيلة الدماشقة وبعدها ال فجيج وفصائل طارق صالح واليوم ال عقار وال حتيك، وجميع هذه المعارك تدور حول قبائل عبيدة والاكثر تحالفا مع المحافظ سلطان العرادة، وهي لا تخرج اطلاقا عن السيناريو الواسع في المدينة، بدء بالاغتيالات وتفجيرات مخازن الاسلحة وصولا إلى الضغوط لإخراج فصائل الحزب من هضبة حضرموت النفطية المجاورة ناهيك عن الاحداث في اخر معاقله بتعز، وجميعها كما يعترف قادة الحزب ومنظروه ضمن مخطط يهدف للانقضاض على ما تبقى من سلطة في المدينة، ولا يخفي هؤلاء وقوف طارق صالح أو من وصفهم بـ”الدتق”..
هي اذا معركة شاملة بدأ ت بإخراج العرادة من المشهد واحتجازه قسرا بالسعودية ومعه تم اخراج قادة الفصائل التي يستند عليها الاصلاح بمن فيهم تنظيم القاعدة ، اذ نقلت السعودية قائد هذا الفصيل ابو الحسن المصري إلى الكويت، في حين تتكفل اجهزة المخابرات الاقليمية بمعية عناصر محلية بتصفية ما تبقى من قيادات محلية كان يعتمد عليها الحزب واخرهم محمد الجرادي ابرز مؤسسي ما عرف بـ”الجيش الوطني” ، ولم يجد الحزب امام هذا الزخم المتسارع سوى محاولة دفن فضائحه واخرها تفجير مخازن اسلحة المنطقة العسكرية الثالثة التي تعد اهم مخزن عسكري شمال اليمن مع اقتراب وصول لجنة عسكرية مشتركة للجرد وهو ما يعكس مخاوف الاصلاح والعرادة من مصير مماثل للعكيمي ..
بالنسبة للإصلاح وضع مأرب حسم، وكل ما عليه الان سوى النفاذ بجلده أو البحث عن تحالفات خارج السعودية والامارات لإنقاذ ما تبقى من سلطته، فالتحالف كما يبدو قد حسم امره بشأن الاصلاح الذي ظل يتربع على السلطة منذ 2011، وبدأ تنفيذ المخطط فعليا بإخراج فصائل الحزب من ابين وشبوة والضغط الان في مأرب وتعز ، فالتحالف يحاول اضعاف الاصلاح على كافة المستويات خشية أن يستعيد عافيته ويبدا انتقام من التحالف ذاته.
لم يكن استهداف الاصلاح أو ما تبقى من نفوذه في مأرب سوى جزء من المشهد الحالي في معاقله بتعز وحضرموت وحتى المهرة وجميعها مؤشرات على أن ملف “الاخوان” قد طوي تماما ولم يتبقى سوى اللمسات الاخيرة لإغلاقه، وهو لا يختلف من حيث التوقيت عن المسلسل الذي يتعرض له الانتقالي جنوبا وجميعها تهيئ الطريق للنظام الجديد الذي تعيد السعودية والامارات تشكيله وفق لأجندة جديدة وبما يتواءم مع مرحلة ما بعد السلام الشامل في اليمن كون الاصلاح والانتقالي اوراق مستهلكة بينما تتطلب المرحلة اوراق نظيفة.