45 عاما على اغتيال الوطن
عبدالفتاح البنوس
من عرفوا الرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي رضوان الله عليه، وحالة الرخاء التي شهدها اليمن خلال فترة حكمه القصيرة، والمشروع التنموي الرائد لبناء الدولة اليمنية الذي كان بصدد تنفيذه على أرض الواقع، يدركون جيدا حجم الخسارة وفداحة المصاب الذي تعرضت له البلاد والعباد باغتياله، ومن الطبيعي أن يكّن أبناء الشعب اليمني الحقد والكره والغل لكل القوى التي شاركت في التخطيط والتنفيذ لتلكم الجريمة الكبرى وفي مقدمتها المملكة السعودية اليهودية وأذرعها وعملائها وأدواتها القذرة في الداخل اليمني، هؤلاء يجب على كل يمني حر أبي أن يناصبهم العداء ويكشف للقاصي والداني فداحة جريمة الاغتيال التي قاموا بها والتي لم تغتل الرئيس الحمدي وشقيقه فقط ولكنها كانت بمثابة اغتيال للوطن ووأد لأحلام وتطلعات شعب بدأ يتنفس عبق الحرية ويلمس ثمار مسيرة البناء والنهضة التي خطها الرئيس الحمدي رضوان الله عليه .
45عاما مضت على الجريمة السعودية بحق الشهيد الرئيس إبراهيم محمد الحمدي وشقيقه عبدالله بتواطؤ قذر ومشاركة أكثر قذارة من أحذية وقباقيب وعملاء اليهودية السعودية، أزعجهم كثيرا استقرار اليمن، واستقلال قراره السياسي وإرادته السياسية، هالهم بناء دولة يمنية قوية ومتطورة تعتمد على مواردها وكوادرها وثرواتها في بناء ذاتها والانتقال إلى مصاف الدول المتطورة مع نهاية السبعينيات، أقلقتهم توجهات الرئيس الحمدي البناءة ومواقفه الوطنية والقومية الأصيلة، وامتلاكه للقرار السياسي وعدم خضوعه لأي إملاءات سعودية، وزاد انزعاجهم كثيرا عقب قيامه بقص أجنحة أدواتهم التي كانت تتمثل في الجناح القبلي ممثلا بالمشائخ والوجاهات، وفرضه هيبة الدولة وسيادة النظام والقانون ، لذا لم يترددوا في التخطيط لاغتياله قبل يوم واحد من توجهه إلى مدينة قعطبة للالتقاء بالرئيس سالم ربيع علي لإعلان الوحدة اليمنية .
لقد شكل الـ 11 من أكتوبر 1977م نكبة كبرى لليمن واليمنيين، ففي هذا اليوم تم اغتيال الرئيس المسؤول القدوة في الوطنية والنزاهة والأمانة والإخلاص لله والوطن والشعب، اغتالوا مشروع الدولة اليمنية الحديثة، واستبدلوه بمشروع العصابات والشلليات الخاضع للوصاية والتبعية السعودية، اغتالوا أحلام وتطلعات أبناء الشعب اليمن في العيش الكريم والحياة الهانئة، وعملوا بكل حقد وغل على تغييب تاريخ وحقبة الرئيس الحمدي من المناهج الدراسية والتناولات الإعلامية، حتى صوره وخطاباته عملوا على حجبها لكي لا يعرف الشعب فداحة الجريمة التي ارتكبوها بكل خسة ونذالة وتوحش ، ولكن مشيئة الله اقتضت أن تفضحهم وتكشفهم على حقيقتهم، وتزيل الغموض والتعتيم الذي أحاط الجريمة التي ظلت مغيبة حتى العام 2011م .
بالمختصر المفيد، ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي جرح نازف في الجسد اليمني لن يندمل إلا بالثآر والقصاص من القتلة وفي مقدمتهم آل سعود، وأقترح بأن يتم في ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي من كل عام إعلان الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام في عموم أرجاء الوطن وفاء وتخليدا لقائد وزعيم فذ أخلص لله وللوطن والشعب، وقدم روحه في سبيل الله دفاعا عن القيم والمبادئ النبيلة ومشروع الدولة اليمنية الحرة المستقلة القرار والإرادة، الدولة التي سعى رضوان الله عليه من أجلها، قبل أن تمتد إليه أيادي الغدر والإجرام والخيانة والعمالة لوأد هذا المشروع باغتيال الرئيس الحمدي في مثل هذا اليوم من العام 1977م.
الرحمة والخلود للرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي وكافة الشهداء الأبرار، والخزي والعار لآل سعود وكل من تآمر معهم على ارتكاب جريمة اغتياله، ولا نامت أعين الجبناء، وعاش اليمن حراً أبيا مستقلا.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .