السعودية بين فكي الابتزاز والمناورة في اليمن
يمانيون – متابعات
تبدو السعودية في وضع حرج وغير محسود عليه في اليمن، فهي من ناحية تسعى للخروج من المستنقع ومن ناحية اخرى لا تريد تجاوز الخطوط المرسومة امريكيا ، فهل تنجح الرياض بالجمع بين التناقضات؟
في المسار الرسمي، تكثف السعودية تقاربها مع صنعاء على أكثر من جبهة.
انتهت توا من ابرام صفقة تتعلق بالأسرى، كما تتحدث التقارير الاعلامية،ورفعت مستوى التواصل بين صنعاء والرياض إلى زيارات متبادلة للوفود بعد أن ظلت لسنوات مقتصر ة على الاتصالات السرية ، والأن وكما يبدو من الاستراتيجية الجديدة التي اعلنها العاهل السعودي في خطابه الخاص باستراتيجية العلاقات الداخلية والخارجية أنها تسعى للانتقال إلى مستوى جديد من العلاقة في ظل قبولها بشروط صنعاء لتمديد الهدنة،لكن كل هذه الخطوات قد تنهار بلمح البصر وقد تتحول إلى مغارة شأنها شان مفاوضات تمديد الهدنة التي تتعثر كلما قطعت شوطا في التقدم..
قد تبدو هذه الخطوات بنظر خبراء محاولة سعودية لإطالة أمد المفاوضات ومحاولة اللعب على المتغيرات، لكنها في الحقيقة تبدو ابعد من ذلك بكثير، وتعكس عدم قدرة السعودية التي اضطرت لصرف نصف مليار دولار لأوكرانيا ككفارة عن قرارها تجاوز واشنطن وخفض انتاج النفط،على التحرر من القيد الامريكي.
في مشاورات مسقط التي ترعاها اطراف اقليمية كانت المفاوضات قد اقتربت على نهايتها قبل أن ترسل الولايات المتحدة مبعوثها مجددا إلى المنطقة وبدئه مناقشة بنود خارج المتفق عليها كالضمانات وغيرها ، لتنهار بلمح البصر وتعود لنقطة الصفر، وهو الحال الذي غير التوجه السعودي من سير توطيد العلاقة مع صنعاء إلى التصادم مجددا بتوجيه الفصائل التابعة لها لرفع الجاهزية القتالية بالتزامن مع اعلان واشنطن عن اجراءات جديدة مع السعودية لم تتضح ما اذا كانت ستحمل رسائل تصعيد أو دعم..
أيا تكن اهداف التحركات السعودية وما اذا كانت تحاول تفعيل الحرب الاهلية بين اليمنيين وانقاذ نفسها من مستنقع الحرب، تشير المعطيات على الارض إلى أن السعودية قد لا تتورط مجددا في الحرب وأنها تدرك بان اي مسار تصعيدي سوى من قبل التحالف الذي تقوده أو الفصائل التابعة لها ستكون عواقبها اكثر ايلاما كما تقول صنعاء، و اعلان رفع الجاهزية القتالية لفصائلها قد لا تخرج عن مساعي ابعاد تلك الفصائل من تصادم عسكري بات وشيك في محافظة حضرموت النفطية والمحاذية للأراضي السعودية وقد تكون ضمن ترتيبات لإعادة فرض سيناريو جديد يلبي الاجندة الاقليمية والدولية في الهلال النفطي لليمن.