الأمن الفلسطيني يعتقل مقاومين في الضفة.. والفصائل تستنكر
اعتقلت السلطة الفلسطينية، قبل ساعات من اليوم الثلاثاء، الأسير المحرر مصعب اشتية، الذي تلاحقه قوات العدو الصهيوني منذ مدة طويلة.
وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة في نابلس، اعتقل اشتية مع إثنين آخرين كانا برفقته، ما أثار رد فعل غاضبة في نابلس، اندلعت على إثره اشتباكات وإطلاق نار.
وأغلق شبان عدداً من الشوارع بالإطارات المطاطية، وأطلقوا النار في الهواء، تعبيراً عن رفضهم لاعتقال اشتية.
وأصدرت عائلة المطارد مصعب اشتيه، بياناً، قالت فيه عن استنكارها الشديد وإدانتها الكاملة لاقدام قوات كبيرة من جهاز الأمن الوقائي على محاصرة المطارد والمطلوب لقوات الاحتلال مصعب اشتية، ورفيقه المطارد عميد طبيلة، والاعتداء عليهم، الليلة الماضية.
ونفت العائلة، “نفياً قاطعاً” ما تروجه الأجهزة، بأنهم قاموا بتسليم مصعب لهم، محملةً أجهزة الأمن “المسؤولية الكاملة عن حياة ابننا البطل مصعب اشتية، وما تلى ذلك من أحداث واعتداء على أبناء شعبنا ونطالب بالاطمئنان عليه وعلى صحته بعد اعتداء عناصر الأحهزة الأمنية عليه”.
واشتية هو أسير محرر، اعتقل ثلاث مرات، وأمضى في سجون الاحتلال 4 سنوات.
وأدرجت قوات العدو الصهيوني اسمه ضمن المطلوبين لها منذ شهر حزيران/يونيو 2021، وداهمت منزل عائلته في بلدة سالم شرق نابلس عدة مرات بهدف اعتقاله.
كما نجا اشتية من عدة محاولات اغتيال، أبرزها لدى محاصرة مجموعة من المقاومين داخل حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس، في 24 تموز/ يوليو الماضي، واستشهاد محمد العزيزي وعبد الرحمن صبح.
إلى ذلك، زعمت وسائل إعلام إسرائيلية، أن مخابرات الاحتلال “كشفت خلية” تابعة لحركة حماس، في الخليل ونابلس في الضفة الغربية، “كانت تستعد لتنفيذ عمليات مرتبطة بالحركة في غزة”.
وقالت إن الشاباك اعتقل 7 من نشطاء حماس في نابلس والخليل، وضبط عددا من الوسائل القتالية.
هذا وادعى الشاباك أن المعتقلين حاولوا تدبير عمليات تفجيرية ضد قوات الاحتلال، في الفترة الأخيرة التي شهدت تصعيداً في التوترات الأمنية داخل مناطق الضفة الغربية، وفقاً لموقع “واي نت” الإسرائيلي.
وأشار الموقع إلى أن عملية التجنيد جرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من قبل شخص في قطاع غزة، زاعمة أنه ينتمي لحركة حماس.
فصائل المقاومة تدين اعتقال اشتيه
من جهتها، دانت فصائل فلسطينية في غزة ومجموعات المقاومة في الضفة الغربية المحتلة، اعتقال أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، المُطارَدَيْن مصعب اشتية، وعميد طبيلة، في مدينة نابلس.
وقالت حماس إن “اعتقال المطاردين اشتية وطبيلة، وصمة عار جديدة على جبين السلطة وسجل تنسيقها الأمني الأسود” مع الاحتلال.
كما طالبت حماس بالإفراج الفوري عنهما وعن كل المقاومين والمعتقلين السياسيين، مشيرة إلى أنه “بينما يستمر العدو في عمليات القتل والاعتقال والتهويد والاستيطان، تتماهى السلطة معه باستمرار التنسيق الأمني وقمع أبناء شعبنا وملاحقة واعتقال المقاومين، في سلوك خارج عن كل أعرافنا الوطنية”.
من جهتها، قالت حركة المقاومة الشعبية في فلسطين، في بيان لها إن اعتقال “أمن السلطة للمطارد مصعب اشتية، يمثّل إساءة لنضال شعبنا، واستمراراً لنهج التنسيق الأمني مع الاحتلال الصهيوني، وملاحقة كوادر المقاومة”.
ودعت الحركة، السلطة إلى وقف الملاحقة الأمنية بحق المقاومين والانحياز إلى شعبنا ومقاومته، والإفراج الفوري عن المطارد اشتية وتوفير الحماية له من الاحتلال “الصهيوني”.
كذلك، اعتبرت حركة الأحرار أن “اختطاف أجهزة أمن السلطة للمطارد مصعب اشتيه وعميد طبيلة جريمة جديدة تضاف للسجل الأسود للسلطة في محاربة المقاومة والتعاون مع الاحتلال”.
وقالت إن “هذه الجريمة هي وصمة عار جديدة على جبين قيادة السلطة التي تعدت مسار التنسيق الأمني إلى الشراكة والتناوب في قمع شعبنا وتكبيل يديه”.
وشددت الحركة على أن “السلطة والاحتلال هما وجهان لعملة واحدة في العدوان على شعبنا ومقاومته في الضفة وهذه الجريمة هي جزء أساسي من دورها في تغييب رموز ومقاومي شعبنا بهدف إخماد المقاومة المتصاعدة وكسب رضا الاحتلال”.
من جانبها، استنكرت مجموعات عرين الأسود في مدينة نابلس، اعتقال المطارد للاحتلال مصعب شتيه “أبو محمد” على يد السلطة، مؤكدة أن “البنادق موجهة للاحتلال ولن تنحرف عن مسارها نتيجة عمل بعض الأشخاص الذين يريدون الفساد في مدينة نابلس”.
وأضافت في بيان: “يرجى العلم بأننا لحد الآن صامتون ولم نتخذ أي إجراء تخريبي نتيجة هذا الاعتقال ونحن قادرين على ذلك”.
وأردفت: “نحذر السلطة من أن المساس بمصعب من قبل الاحتلال سوف تليه عواقب وخيمة على المدينة بسببكم لأنكم لم تحموه، وأن مدينة نابلس هي من ستخسر ولن تفتح أبوابها إلا بخروجه.