وأعدّوا لهُم ما استَطعتُم مِن قُوة
مطهر يحيى شرف الدين
تتزامن العروض العسكرية لجيشنا الوطني مع ذكرى استشهاد الإمام الحسين والإمام زيد -عليهما السلام- في شهر محرم الحرام.
وفي تلك المواجهات بين محوري الخير والشر انتصرت الأقوال والشعارات الحسينية الزيدية وتُرجمت إلى أفعال ومواقف وانتصرت الدماء الطاهرة المباركة على سيوفٍ تنكرت للإسلام وللرسالة المحمدية وللدين واتخذت من الجور والاستعباد وَالمنكرات منهجاً وسلوكاً سائداً يُغضب كُـلّ مؤمنٍ حرٍ شريف غيور على دينه وقيمه، فكان لا بد وأن يهيئ الله سبحانه من يُعلي كلمته وينتصر لدينه ويدافع عن القضية التي لا تزال إلى اليوم هي المحك وهي المعيار ليميز الله الخبيث من الطيب، وكان لا بد أن تقتضي حكمة الله بأن يكون هناك أئمة أهل البيت نماذج كي يتأسى بها الأحرار في كُـلّ عصر يسيرون على ذلك النهج سيرةً وجهاداً وتحَرّكاً وموقفاً.
القضية التي يدافع عنها جيشنا ولجاننا الشعبيّة اليوم هي ذات القضية بأهدافها السامية والمقدسة والتي خرج؛ مِن أجلِها الإمام الحسين والإمام زيد -عليهما السلام- إباءً وَفداءً وتضحيةً وأمراً بمعروف ونهياً عن منكر وَإقامة للدين الإسلامي حق الإقامة، وقد أصابته على مدى الأزمنة والعصور أوساخ الثقافات الغربية الوهَّـابية الدخيلة ومحاولاتها تهميش الرموز الإسلامية أئمة أهل البيت -عليهم السلام- من نستلهم منهم واجب الجهاد في سبيل الله إعلاءً لكلمة الله وعزةً وكرامةً وسيادة للأُمَّـة الإسلامية، ويعز على الشعب اليمني العظيم وأبنائه الأحرار أن يروا الذل والهوان والصغار قد أصاب الأُمَّــة كما عزّ ذلك على الإمام الحسين والإمام زيد أن رأوا استعباداً لعباد الله وانحرافاً عن دين الله وذُلاً واستكانةً تغضبُ الله.
اليوم وبعد ثماني سنوات من العدوان الغربي الأعرابي الظالم على اليمن أرضاً وإنساناً تظهر للعالم أجمع راية الحق خفاقة شامخة أبيّة من أرضٍ طيبة ومن ميادين الجهاد يحملها رجال الرجال من جيشنا ولجاننا الشعبيّة وقد كسروا قيود الارتهان لأعداء الله ورسوله وكسروا شوكة التحالف وَالطغيان ولسان حال من يحمل راية الباطل يقول: لا طاقة لنا اليوم برجالٍ رأيناهم يتخذون من المواجهة والقتال سبيلاً للحياة الأبدية الحقيقية فلا يخافون ترسانة عسكرية ولا قصفاً ولا يخشون تحالفاً دوليًّا ولا يقيمون أي وزنٍ أَو اعتبار للقوى العظمى التي أصبحت في نظرهم مُجَـرّد استعراضات إعلامية ودعايات تروجها أدوات الاستكبار العالمي عبر أذرعها التي عاثت في الأرض الفساد انتهاكات وجرائم ومجازر بحق الشعوب المستضعفة في العالم العربي والإسلامي.
اليوم وبعد ثماني سنوات من القصف الصهيوأمريكي الجوي الغادر وَالجبان والزحف البري المتقهقر والتربص البحري المفضوح والمؤامرات والمخطّطات المكشوفة أهدافها، والخبيثة مقاصدها يخرج حامي الوطن والمدافع عن سيادته وكرامته الجيش اليمني شامخاً قوياً أنفاً وسيفاً مسلطاً على رقاب الطغاة الظالمين الذين أصبحوا اليوم يهابون جيشنا الواثق بنصر الله لما فيه من بأسٍ شديد ورباطة جأش ويقظة وعنفوان وغيرة وحمية على دين الله، ومثلهم في ذلك كمثل الإمام الحسين والإمام زيد -عليهما السلام- اللذَين كانا أمام خيارين اثنين إما الاستسلام والخنوع للطغيان الأموي فيصبحا ذليلين مستكينين وإما أن يجاهدا في سبيل الله ليكونا رمزاً للشموخ والعزة والكرامة وأسوةً لكل الأحرار في كُـلّ زمانٍ وعصر وكأن لسان حال جيشنا يقول: هيهات منا ذلةً واستكانة وهيهات منا هواناً وانبطاحاً وهيهات منا أن نكون عملاءَ مرتهنين لليهود وَالأعراب الأشد كفراً ونفاقاً وتطبيعاً وعمالةً لأعداء الله ورسوله، ونفوسٌ أبية وأنوفٌ حميّة من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام.
نعم هكذا هم رجال الرجال المجاهدون المخلصون من تحملوا واجب المسؤوليات الدينية والوطنية بما فيها من إعلاء لكلمة الله ونصرة لدين الله وإقامة للمنهج الحق وصلاح للأُمَّـة استلهاماً وتأسياً بسيرة ومنهج الإمام زيد -عليه السلام- حين قال: لا قُدست أُمَّـة لا تأمر بالمعروف ولا تنهى عن منكر ولا تأخذ على يد الظالم ولا تعين المحسن ولا ترد المسيء عن إساءته.
يقول الله سبحانه: “وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ”.