الأبعادُ والدلالاتُ في خطاب الرئيس مهدي المشاطالأبعادُ والدلالاتُ في خطاب الرئيس مهدي المشاط
د. شعفل علي عمير
عندما يكون الخطابُ نابعاً من مصدر الشعور بالمسؤولية حتماً ستكونُ القدرة على تحمل متضمنات الخطاب من أهم مقتضيات الشعور بالمسؤولية، لا سِـيَّـما عندما يكون هذا الخطابُ منسجماً مع متطلبات الأُمَّــة وتطلعات الشعب؛ ذلك لأَنَّ القائد عندما يكون جزءًا من الشعب يعكسُ معاناتهم كفرد وليس كقائدٍ فهو بذلك يمثل متطلبات الشعب ورسائل الأُمَّــة في أقواله ورسائله وأفعاله.
وفي الخطاب الذي ألقاه الرئيسُ مهدي المشاط، نجد أنه خطابُ ذلك المسؤول الذي عكس في كُـلّ محاوره ما تتطلع له الأُمَّــة من مطالِبَ محقة وكأنه صوتُ الشعب بلسان القائد، ولهذا فَـإنَّ دعوةَ الرئيس مهدي المشاط لرفع المعاناة عن شعبنا اليمني المظلوم وربط عملية السلام الحقيقية بوقف العدوان ورفع الحصار ودفع رواتب الموظفين يمثلُ لسانَ حال كُـلّ الشعب ومطلبَ كُـلّ فئات المجتمع، هذا من جانبٍ.
ومن جانبٍ آخر، أشار الرئيس المشاط في خطابه إلى الاهتمام بجانب الإنتاج بشقَّيه الزراعي والصناعي؛ باعتبَاره جزءًا من مواجهة المتغيرات والأزمات الدولية والتي تؤثر سلباً على واقع اليمنيين في ظل استمرار العدوان والحصار وحتى لا نكون ضحيةً لهذه الأزمات فقد أكّـد الرئيس مهدي المشاط على الاهتمام بالإنتاج الزراعي وتحقيق الاكتفاء الذاتي في كُـلّ المجالات حتى تكون لدينا القدرةُ لمواجهة المتغيرات الدولية ونستطيع أن نحقّق الاستقلال الكامل لقرارنا السياسي والذي عادة ما كان مرهوناً بالأجندة الخارجية نتيجة التبعية الاقتصادية للخارج.
ومن أهم دلالات الأثر والتأثر بالمتغيرات الدولية هي ما شهدته الساحة الدولية من حراك وتغيرات في المزاج الدولي بعد زيارة الوفد الوطني إلى روسيا دلالة على التأثير والتأثر بمحيطنا الدولي وأن القضية اليمنية أصبحت من أهم القضايا على الساحة الدولية، لا سيَّما بعد العروضِ العسكرية الضخمة التي شهدتها الساحةُ اليمنية ودلالاتها وأبعادها ورسائلها التي أكّـدت للعالم أن الشعب اليمني لن يركعَ لغير الله ولن يتنازل عن حريته وكرامته ولن يفرِّطَ في استقلاله الكامل غير المنقوص.
وفيما يخص واجبنا تجاه أمتنا العربية والإسلامية التي تعكسُ إرادَة الشعب وتوجّـهاته في هذا النهج أكّـد الأخ الرئيسُ أن مناصَرةَ الشعب الفلسطيني تُعد من الثوابت الدينية والإنسانية للشعب اليمني؛ باعتبَار القضية الفلسطينية لا تخُصُّ الشعب الفلسطيني فحسب، بل هي قضية الأُمَّــة العربية والإسلامية؛ لأَنَّ مقدسات المسلمين مسؤولية كُـلّ مسلم وهي القضية المركزية للأُمَّـة وفي الوقت التي يتسابق فيه بعض الحكام العرب للتقرب إلى إسرائيل وأمريكا بالعدوان على اليمن ودخول القوات الأمريكية إلى الأراضي اليمنية برضا ومساعدةٍ مِمَّا يسمون أنفسهم (مجلساً رئاسياً، وجيشاً وطنياً) كان مصدَاقاً لما حذر منه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- في كثيرٍ من محاضراته عن خَطر دخول القوات الأمريكية إلى البلد وهنا يظهر الفرز الذي نؤكّـد عليه أن الصراع بين الحق والباطل حتمي ومُستمرٌّ، فالشعبُ اليمني والجيش والقائد مقابل العملاء والمرتزِقة والمليشيات.