اليمنيون.. خيارُ شعوب الأرض
عبد القوي السباعي
يقولُ الرسولُ الأعظمُ -صلى الله عليه وآله وسلم-: (أتاكم أهلُ اليمن مثل السحاب خيارُ من في الأرض)، هكذا كان الشعبُ اليمني، وما يزال، وهكذا سيظل أكرمَ شعوب الأرض وخيارَها وأكثرَها عزةً ومروءةً ونخوة وشهامة، وأعرقها مقاماً، وأشجعها اجتراحاً للمآثر والبطولات.
فاليمنُ الميمونُ هو التجسيدُ الحقيقي للأصالة والحضارة والتاريخ، هو القوة والبأس الشديد، هو موطن الإيمان والحكمة، هو أرضُ الكرامة، وبلد المحبة والسعادة، هواؤه حرية.. ونسيمُه عزة.. وترابُه كرامة.. وكلّ ذرةٍ في ثراه الطاهر ينبعث منها عبير الشموخ والأنفة والإباء.
ولو عددنا فضائلَ اليمن وشعبِها على مر الزمن، سواءً في الكتب السماوية، أَو كُتُبِ التاريخ وكتابات العلماء والفلاسفة وتوصيفات المتحدِّثين أَو في أقوال الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم-، لا يمكن لنا أن نحصيَ لها عدداً، ليس لأنها (بلدة طيبة) فحسب، بل ولاعتبارات كثيرة، كما جاء في قوله (ص): (إذا هاجت الفتنُ فعليكم باليمن فإنها أرضٌ مباركة)، ليأتيَ مصداقاً لكل ذلك، واقعُ كيف أن الشعبَ اليمني الذي عاش ويعيش على مدى ثماني سنوات من تحالف عدواني وتكالب أعرابي دولي عليه؟، قد أثبت خلالها على أنه شعبٌ جديرٌ بأصالته وخيريته، وهو يقارع البغي والعدوان والحصار والطغيان بثباتٍ راسخ رسوخ جباله، وصبر لم يفتر أَو يتزعزع، وعزم لم يَلِنْ، وإرادَة لم تقهر، وأثبتت الأرض أَيْـضاً على أنها مباركة.
وهكذا.. أرضٌ أثبتت طيبتَها وبركتَها، وشعبٌ أثبت بحق أنه خيارُ شعوب الأرض، إذ واجه العدوانَ الكوني بكل شراسته ووحشية ترسانته الحربية، وتحمّل علاوةً على ذلك، الحصارَ الظالمَ وآثارَه وتداعياته وانقطاعَ المرتبات ونتائجَها وترادف الأزمات المتوالية عليه، دون أن يركع أَو يستسلم للمعتدي الغاشم والغازي الأرعن، بل ضحّى ويضحّي كُـلّ يوم بالغالي والنفيس، فينزفُ من دمائه ودماءِ فلذات أكباده بغزارةٍ لا منّاً ولا فضلاً، فسقى الأرضَ عزةً وكرامة حتى ارتوت.
وها هي اليمن، اليوم كما كانت بالأمس وستظل قبلةَ الأخيار، بلادَ الأحرار وموطنَ الأبرار وخيرة الخيرة من بني البشر في هذا الزمان، وكلّ الأزمان، تمضي ويمضي فيها شعبٌ عظيم في ظل قيادة عظيمة، قيادة يمنية ثورية حرة ومجاهدة، نحو المجدِ والنصر بكل إيمان وثقة، وبكل إصرار وتَحَــدٍّ.
شعبٌ جديرٌ بكل هذه الفضائل وحَمْلِ كُـلِّ هذه الصفات، إلا أنهم يوماً لا ولن تنتابهم حالةٌ من العجب والغرور، أَو الزهو والتعالي والفخر على غيرهم، لعلمِهم أن الفضلَ في الدين لا يزيدُ صاحبَه إلا تقًى وتواضُعاً، كالشجرة المثمرة التي تدنو أغصانُها لتعطيَ أجودَ الثمر، فلا تشمَخُ كالشجرة العاطلة من الثمر.. حفظ اللهُ اليمنَ واليمنيين من كُـلّ مكرٍ ومكروه.