اليدومي وجماعته في نهاية الطريق..ضحايا بائسون!
عبدالرحمن الأهنومي
ما يتعرض له حزب الإصلاح في شبوة هي مكافأة نهاية الخدمة، وتلك هي نهاية الطريق الذي سلكه الحزب منذ اليوم الأول للعدوان على اليمن ، أكثر من ثلاثين غارة نفذتها الإمارات على معسكرات تابعة للإصلاحيين أو من يسمونهم بالجيش الوطني الذي قاتل مع الدويلة وتحالفها على اليمن وقتلوهم بالطيران كما تقتل الحيوانات
أما مرتزقتها على الأرض فقد اقتحموا البيوت ونهبوها وداسوا علم الجمهورية اليمنية بالأقدام.
لا تتركونا في منتصف الطريق ، بهذه المناشدة توجه محمد اليدومي رئيس حزب الإصلاح إلى تحالف العدوان “السعودية والإمارات” في العام 2015 ، وقتها اعتقد اليدومي بأن التحالف الإجرامي هذا ذاهب إلى مفاوضات مع قيادة الشعب اليمني في صنعاء ، ماذا يمكن اليدومي قوله اليوم وبعدما طوت حرب الثمان سنين أيامها ولياليها وبات الإصلاح ومليشياته هدفا لطائرات التحالف نفسه!
وحده الإصلاح الإخواني الذي جاهر بيانا عيانا بتأييد الحرب الإجرامية الغادرة ، فحينما بدأت طائرات عاصفة الحزم السعودية الإماراتية تقذف حممها وصواريخها على طول اليمن وعرضه قتلا وتدميرا في مارس 2015 ، أصدر حزب الإصلاح بيانا رسميا أعلن فيه تأييده لتحالف العرب والعجم ولحربه على اليمن ، بل واعتبر عاصفة الحزم حرب وطنية عظمى مقدسة.
كان مؤسفا انخراط وتجند حزب الإصلاح بكافة كوادره والمحسوبين عليه في صفوف تحالف العدوان السعودي الإماراتي وفي الحرب الإجرامية على الشعب اليمني ، ومؤسف اليوم ما يتعرض له من قتل وتنكيل وقصف وتصفية بل وإبادة بطائرات عاصفة الحزم السعودية الإماراتية وبمرتزقتها أيضا.
حين بدأ العدوان في مارس 2015 ، أيد حزب الإصلاح الإخواني ما أسمي بعمليات عاصفة الحزم ، مرحبا ومسهلا ومهللا بما أسماه التحالف العربي الذي أعاد للعرب أمجادهم حد زعمه ، يكاد الإصلاح أن يكون المكون السياسي الوحيد الذي جاهر بموقفه الخياني ذاك ، ومنذ ذلك الحين انخرط الحزب بكوادره وقادته ومليشياته للقتال مع تحالف العدوان السعودي الإماراتي ضد الشعب اليمني ، واليوم يدفع ثمن التجند الأعمى مع عدوان مارق أراد احتلال اليمن ونهب ثرواته.
عشرات الآلاف من المنتمين والمحسوبين على الإصلاح قاتلوا وقتلوا مع تحالف العدوان في جبهات الحرب المستعرة ، بل وذهب الإصلاحيون إلى القتال في جبهات الحدود دفاعا عن مدن”المملكة” وأراضيها ولقي الآلاف حتفهم وهم يقاتلون دفاعا عن السعودية ضد اليمن وفي مواجهة مقاتليه الأبطال.
شن تحالف العدوان السعودي الإماراتي الحرب الإجرامية على اليمن بهدف احتلاله ونهب ثرواته وفرض وصايته على الشعب اليمني ، وقاتل الإصلاح كبندق مأجور مع تحالف العدوان السعودي الإماراتي ضد الشعب اليمني ، متجندا ومنخرطا في جبهات الحرب على الحدود وفي الأطراف وفي المحافظات ضد اليمنيين ومع الإمارات والسعودية!
وحين كانت طائرات عاصفة الحزم تقتل الناس في الأسواق والأعراس والعزاء وفي الطرقات وفي الأحياء والمدن ، وكانت تدمر البنى والمنشآت والمعائش ، وكانت تذبح اليمنيين من الوريد إلى الوريد ، كان الإصلاح يعتبر تلك العاصفة الهوجاء هي الحرب الوطنية المقدسة ضد المجوس وضد الإيرانيين المحتلين إلخ تلك التعريفات التي كان يقدمها للحرب الإجرامية.
قام الإصلاح بتجنيد كوادره على الأرض كجواسيس يقومون بالرصد وجمع المعلومات ورفع الإحداثيات لعمليات عاصفة الحزم السعودية الإماراتية، وكانت الطائرات تحصد اليمنيين حصدا في كل مكان بفعل تلك الإحداثيات التي تجند الإصلاحيون لها.
لم تكن الصورة ملتبسة على أحد حينها بل كان الجميع يعرف بأن السعودية والإمارات تشن حربا إجرامية غادرة وظالمة على الشعب اليمني، فقد كانت الجرائم تشهدها اليمن طولا وعرضا، لكن حزب الإصلاح كان يبارك ويصفق وينتشي لكل تلك المذابح والدمار والفظاعات ، متوهما بأن سلمان ومحمد بن سلمان وبن زايد فاعلي خير مع الحزب الذي رهن نفسه وكوادره بالعدوان الأجنبي وقطع كل روابط وخطوط وصاله باليمن وشعبه الذي يتعرض للحرب والحصار ، واليوم يدفع مغبة ذلك الموقف المختل والخياني.
اليوم تستخدم دويلة الإمارات مليشياتها من المأجورين السلفيين والمرتزقة المجندين من الضالع وعدن وغيرها من المحافظات الجنوبية ، كأداة لتصفية حزب الإصلاح ومليشياته التي قاتلت وقتلت في جبهات السعودية والإمارات وتجندت في حربهما ضد الشعب اليمني ، وصارت مليشيات الإصلاح الإخواني هدفا للطائرات من الجو ونهبا للمليشيات المنافسة على الأرض ، ما يجري هي تصفية كاملة لكل ما يمت بصلة للإصلاحيين من التحالف نفسه الذي استخدمهم أدوات لحربه ضد الشعب اليمني ، وباستخدام أدوات اخرى سيكون مصيرها إلى المصير نفسه الذي يواجهه الإصلاح اليوم.
تعرضت مليشيات الإصلاح للقصف الجوي مرارا وتكرارا ، تعرض المحسوبين عليه للإقصاء من المناصب ، جاء الإماراتيون واحتلوا سقطرى وجزر أخرى يمنية ، قامت الإمارات بتصفية الإصلاحيين في عدن ومطاردتهم وزجهم في المعتقلات السرية ، تكشفت الحقائق أكثر حينما ذهبت السعودية لاحتلال المهرة ودويلة الإمارات لاحتلال سقطرى وحضرموت وجزر ميون والساحل الغربي وغيرها من المناطق.
أقيل علي محسن الاحمر والمقدشي وأقيل الكثير من المحسوبين على الإصلاح وجيء بالعليمي وفريقا آخر لا ليحلوا محل هؤلاء بل لينفذوا قرار السعودية والإمارات بتصفية الإخوان ومليشياتهم.
الطريق الذي اختاره رئيس حزب الإصلاح الإخواني محمد اليدومي حينما وجه النداء إلى من أسماهم الأشقاء في الإمارات والسعودية “لا تتركونا في منتصف الطريق” نهايته اليوم تكتب نهاية الإصلاح بعشرات الغارات على تجمعاته ، وبنهب منازل المحسوبين عليه ، وبحرب تصفية لوجوده في شبوة ، وجزاؤه كجزاء سنمار..وهذه نهاية متوقعة لكل من يتجند ضد بلده وأهله وشعبه ويؤيد العدوان الأجنبي عليهم.