بسام السعدي.. القيادي المقاوم الذي هيّأ للانتفاضة رداً على جرائم الاحتلال
يمانيون../
اقتحمت وحدات خاصة تابعة للاحتلال الإسرائيلي، يوم أمس، منزل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بسام السعدي واعتقلته مع صهره أشرف الجدع في منزله في مخيم جنين، بعد الاعتداء عليهما واقتيادهما إلى جهة مجهولة.
وقد أفاد مستشفى “ابن سينا” في جنين بأن زوجة السعدي نُقلت إلى قسم الطوارئ بعدما ضربها جنود الاحتلال خلال اعتقالهم زوجها.
وحذرت فصائل المقاومة الفلسطينية الاحتلال من المساس بحياة السعدي، معلنة الاستنفار ورفع الجاهزية لدى الوحدات القتالية العاملة، ولا سيما أن الدماء في منزل الشيخ السعدي تؤكد إصابته قبل اختطافه.
وأطلقت الفصائل حملة تضامن واسعة مع السعدي، مؤكدة أنه مثال يحتذى به في “التضحية والجهاد”، معلنة أنها “لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام اعتداءات الاحتلال”.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن “خشية من التصعيد بعد اعتقال بسام السعدي”، مؤكدةً أنّ “الجيش الإسرائيلي اعتقل السعدي الذي أُخذ جريحاً، وثمة تقارير عن إصابة بليغة في بطنه”.
وزادت حملة الاعتقالات التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية في الآونة الأخيرة. وباعتقال السعدي، يكون الاحتلال قد نفذ خلال اليومين الماضيين حملة اعتقالات كبيرة طالت ما يقارب 50 ناشطاً في الضفة.
من هو بسام السعدي؟
الأسير بسام راغب عبد الرحمن السعدي (62 عاماً) من مخيم جنين. ولد بتاريخ 23/12/1960، وهو أحد أبرز قادة حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية المحتلة.
اعتقل السعدي مرات عديدة في سجون الاحتلال على خلفية عضويته ونشاطاته في صفوف حركة الجهاد الإسلامي، وأمضى ما يزيد على 15 عاماً في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي.
وكان الاحتلال قد أبعده ضمن مجموعات “مرج الزهور” في مطلع التسعينات.
وقد اعتقلت زوجة السعدي، نوال سعيد سليمان السعدي “أم إبراهيم”، في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وأمضت نحو 3 أعوام في الأسر على خلفية نشاطات زوجها نفسها.
يُشار إلى أن ابنَي الشيخ السعدي، عبد الكريم وإبراهيم، استُشهدا بتاريخ 01/09/2002 و16/11/2002 برصاص قوات الاحتلال، وهما من المقاتلين في سرايا القدس في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين المحتلة، فيما اعتُقل أبناء السعدي، عز الدين وصهيب وفتحي ويحيى، عدة سنوات في سجون الاحتلال.
كذلك، استهدف الاحتلال منزل الشيخ خلال معركة مخيم جنين عام 2002 بعدة صواريخ.
تصريحات “تستفز” الاحتلال
لطالما كانت مواقف الشيخ السعدي مستفزة للاحتلال الإسرائيلي، وخصوصاً تلك المتعلقة بالمقاومة، إذ حذر مراراً من أن اعتداءات الاحتلال وجرائمه وحالة المقاومة المتصاعدة في مخيم جنين ومدن الضفة الغربية تؤسس لانتفاضة في المستقبل القريب.
وفي وقت سابق، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ بسام السعدي، في حديثه إلى “فلسطين أون لاين”، إنّ عوامل اندلاع شرارة الانتفاضة باتت متوفرة، لكنها بحاجةٍ للدعم اللوجستي وتشكيل قيادة موحدة من جميع أطياف الشعب الفلسطيني لترتيبها وإدارتها، مرجحاً أن تتصاعد الأوضاع خلال الفترة القريبة على شكل هبات.
وتابع: “في حال اندلعت الانتفاضة، فإن السلطة لن تستطيع الوقوف في وجه الشعب أو منع اندلاعها، وستقف بعيدة عن نقاط التماس والمواجهة، وهذا ما تؤكده التجارب السابقة للشعب الفلسطيني في الثورة على الاحتلال خلال الانتفاضتين السابقتين”.
وأشار السعدي إلى أن “استهداف الاحتلال للشعب الفلسطيني لم يتوقف منذ النكبة الفلسطينية، سواء بالاعتداء على المقدسات أو تهويد الأغوار واستهداف التجمعات السكنية”، مؤكداً أن “الشعب ومقاومته لن يسكتوا على هذا التغول الإسرائيلي، وأن حالة المواجهة والدفاع عن النفس ستبقى مستمرة”.
كذلك، شدد مراراً على أن إعادة هيكلة منظمة التحرير ووضع برنامج موحد للوصول إلى الأهداف والغايات التي رسمها الشعب، والتي لن تتحقق إلا بجهود “المخلصين والشرفاء في الداخل والخارج، وبالتنسيق مع أحرار العالم”، هو الطريق الأمثل للتحرر.
وأكد السعدي أنّ تحقيق ذلك يتطلب امتلاك برنامج مقاومة تقوم عليه قيادة تسعى للتحرير، يجعلها تفرض شروطها على الاحتلال.
وتابع: “لا يوجد شعب في العالم وقع تحت الاحتلال وتحرر بالكلام والاتفاقيات. إذا لم يكن هناك فعل مقاوم يضع حداً لتغول الاحتلال، فأي سلطة نشأت تحت احتلال تكون معوقة للتحرر، لأنها ستنشغل بأشياء بعيدة عن التحرر وعن تطلعات شعبها”.