لعبة تمزيق الجيش اليمني إنكشفت .. هادي والمقدشي وراء الاغتيالات
يمانيون ../
باتت اليمنُ في وضْعٍ لا تُحسَدُ عليه، فالعدوانُ أوشك ينهي شهرَه العاشر، فيما المؤامرات والدسائس ما تزالُ تحاكُ ضده حتى اليوم من قوى الشر والعمالة والتكفير، فبعد الهزائم العسكرية المتوالية التي تلاقاها السعودي في عمق المدن الحدودية وعلى مستوى الجبهات الداخلية في عدد من المحافظات مُني فيها الأخرى قوى العدو ومرتزقتهم بخسائر فادحة في الآليات والعتاد والأرواح.
واكبها صمودٌ أسطوريٌّ للشعب اليمني وجيشه ولجانه الشعبية الذين تصدرون المشهد، وكانوا في نظر دول الهيمنة أقوى وأشجع جيش في العالم، حتى باعتراف العدو نفسه حين صرَّح ناطقه العسيري بذلك قبل أسابيع مبرراً فشل تحالفهم خلال 10 أشهر نتيجة القوة الضاربة التي يمتاز بها، ما يوحي بأن محاولة تدمير الجيش اليمني بدأت عبر مخطط يسعى لتنفيذه العدوان السعودي الأمريكي من خلال عناصره الاستخباراتية كداعش والقاعدة وتغذيته للصراعات الهامشية ومسلسل الاغتيالات اليومية والأعمال الإرهابية عبر المفخخات والأحزمة الناسفة وغيرها.
ومن ناحية أخرى، ما سُمّي بإعادة هيكلة الجيش والقوات المسلحة، والتى قصد بذلك إتاحة تولي أمريكا اختراقه وتطهيره من العناصر الوطنية والفاعلة في صفوفه، وتمثلت الاستراتيجية الثالثة فى حرب استنزاف لا تنقطعُ للجيش اليمني عقب ثورة 21 سبتمبر، إذ اشار السيد عبدالملك الحوثي إلَى أن مؤامرة أمريكية وإسرائيلية خبيثة هدفها إضعاف وتدمير الجيوش العربية ومن ضمنها الجيش اليمني إما بأيدي التنظيمات الاستخباراتية مثل داعش والقاعدة أو بالزج بها في صراعات هامشية لا ضرورة لها ولا فائدة منها.
وفى خضم الأحداث المشتعلة، اتجه العدوان وجهوده المبذولة إلَى محاولة إيجاد المناخ والبيئة الملائمة لإضعاف الجيش اليمني ودوره في تحقيق انتصار مشهود له عالمياً وتحقيق أمن قومي إقْليْمي يمني عربي على مستوى المنطقة، وقد وُضِعت عدة استراتيجيات متشابكة ومتكاملة ومتزامنة، تقضي الأولى منها بالدفع بالتنظيمات الارهابية كداعش والقاعدة إلَى تنفيذ سلسلة اغتيالات وتصفية عدد من القيادات والكوادر العسكرية المدربة في جميع المحافظات اليمنية دون استثناء خلال الفترة الماضية من سنوات الربيع العربي ومن ثم استئناف عملياتهم مجدداً في إطار المحافظات الجنوبية عقب السيطرة عليها من قبل قوات العدوان السعودي الأمريكي – وطالت عمليات الاغتيال مؤخراً كوكبةً من الضباط في محافظة عدن- رغم قتالهم في صف الغزاة، بيد أن مشروعهم يهدف إلَى القضاء الكلي على الجيش اليمني السابق واستبداله جذريا بعصابات عميلة تحمل اسم جيش اليمن.
أيضاً تشمل الثانية في خطط العدوان إنشاء جيش من المرتزقة، التكفيريين، العملاء والعناصر الاجرامية تكون مهمتها بالتنسيق مع قوات الغزو قتال وكسر الجيش اليمني تحت يافطة “جماعة الحوثي وعفاش” وإقامة معسكرات للغزاة في كل مناطق ترزح لسيطرتهم لاحقاً.
تصريحُ السفير الأمريكي السابق فايرستاين إثبات جلي لحقيقة المؤامرة التي تحاك ضد شعبنا والجيش اليمني عن تبنيه بالتنسيق مع عبدربه منصور هادي وعلي محسن مشروع إعادة هيكلة الجيش اليمني تحتَ ما أسموه تصحيحَ عقيدته القتالية فضلاً عن المطالبة بالتخلي عن صواريخ سكود وغيرها من أسلحة الردع.
كذلك اعتراف عبدربه منصور بذلك من خلال تصريحه يوم أمس الأول من داخل قاعدة العند الجوية في لحج بقوله إن مرتزقة العدوان ذوي الغالبية الداعشية في تعز والمحافظات الجنوبية هم الجيش اليمني الحقيقي، ثم إن المقدشي صرَّح أمس الأربعاء من محافظة مأرب بأن الجيش اليمني قد انتهى تماماً وأنهم بصدد بناء جيش جديد بإشراف الغزاة والمحتلين.
ما يؤكد نواياهم كأذرُع لتحالف العدوان السعودي الأمريكي وشركاء معاً للبدء بمشروعهم “الإجهاز على الجيش اليمني”، وقد حذر السيد حسين بدرالدين الحوثي ومن ثم السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي من مؤامرة أمريكية وإسرائيلية خبيثة هدفها إضعاف وتدمير الجيوش العربية ومن ضمنها الجيش اليمني، حيث يستميت العدوان مقدما التضحيات وشتى سُبل الدع- محاولاً استبدالَهُ بجيش أخر عميل من المرتزقة والدواعش والعملاء ذوي الولاء المطلق لواشنطن والرياض وجعل ذلك، وإنهاك قدرات الجيش واللجان الشعبية، من خلال إشعال جبهات عدة هنا وهناك، وما يتبعها من تفجيرات عنف وإرهاب يقصد بها خلق حالة من الهلع في صفوف اليمنيين، أولوية أهداف عدوانهم على اليمن، وبالرغم من كبوته حيال الحرب السعودية الأمريكية والإسرائيلية على اليمن، لا يزال مؤمناً بأنه والجيش يستطيعان تغيير المعادلة على الأرض وما صمودهم وانتصاراتهم الجلية على الأرض طيلة تسعة أشهر إلا دليلٌ على ذلك.