استياء وادانات واسعة في محافظة الحديدة لجريمة تدمير مسجد النور الأثري في مديرية الخوخة
يمانيون/متابعات..
أثارت جريمة تدمير مسجد النور الأثري في قرية القطابا بمديرية الخوخة بمحافظة الحديدة، استياءً كبيراً على كافة المستويات بالمحافظة.
ولاقت تلك الجريمة، التي أقدمت عليها العناصر الإرهابية في ما يسمى باللواء التاسع عمالقة التابع للعدوان الأمريكي السعودي، إدانات واسعة وتنديداً من كافة أبناء الوطن الشرفاء.
حيث أدانت السلطة المحلية بالمحافظة، في بيان تلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسخة منه، هذه الجريمة النكراء، مشيرة إلى أن تدمير مسجد النور الأثري يكشف مدى حقد العدوان وأذياله على الحضارة اليمنية، وسعيهم الممنهج لتدمير كافة المواقع والمعالم الأثرية والتاريخية والإسلامية.
وأكد البيان أن تدمير المساجد والأضرحة والمعالم الأثرية والتاريخية من قبل العدوان ومرتزقته، تنفيذ لأجندتهم الممنهجة في تدمير الحضارة اليمنية، تحت غطاء الهدنة الإنسانية التي نسفوها منذ الساعات الأولى لإعلانها.
ودعا البيان منظمة اليونيسكو، وكافة المنظمات الدولية ذات الصلة، إلى العمل على منع استهداف المعالم الأثرية، كونها إرثاً إنسانيا عالمياً لا يمكن تعويضها، واستهدافها جريمة إنسانية عالمية.
فيما أدان اتحاد الأدباء والكُتاب اليمنيين بالمحافظة هذه الجريمة التي تعد واحدة من سلسلة الجرائم التي تكشف الحقد الأعمى للعدوان ومرتزقته على آثار وثقافة وتاريخ اليمن عموماً والمناطق الجنوبية بالحديدة خاصة، وأبرزها مديريات الخوخة والتحيتا وبيت الفقيه والدريهمي.
واستعرض الاتحاد في بيان جرائم الهدم للمساجد التاريخية، ومنها مسجد الفازة التاريخي، الذي بُني في العهد النبوي وجدده الحسين بن سلامة سنة 402هـ، وآخر تجديد له كان في العهد التركي، غير أن العناصر الحاقدة ذاتها هدمته بالجرافات في أكتوبر 2018م.
وأشار البيان إلى أن قوى العدوان داهمت الجمعة الماضية، منطقة القطابا بالأطقم المسلحة وانتشرت في أرجائها، وكانت أكثر كثافة بمحيط مسجد النور الأثري قبل وصول الجرافات ما يضيف إلى جريمة هدم المسجد الأثري جريمة إرهاب وترويع المواطنين، في يوم عرفة.
ودعا الاتحاد إلى اصطفاف واسع لمواجهة سعار الحقد الذي يملأ صدور هؤلاء المجرمين، الذين يجاهرون بالإثم والبغي والعـدوان دون أي رادع.
وأكد أن وعد الله حق، وأن الله لا يخلف الميعاد، وأن أهل اليمن وأولهم أهل تهامة وفي مقدمتهم الأشاعرة هم وعد الله الحق الذين عناهم بقوله سبحانه وتعالى: “يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه”.
وفي بيان مماثل، أدانت منظمة تهامة للحقوق والتنمية والتراث الإنساني، إقدام تحالف العدوان ومرتزقته التكفيريين على هدم مسجد النور التاريخي، معتبراً استهداف المعالم التاريخية والمواقع الأثرية سعياً للقضاء على الموروث الثقافي التاريخي الإسلامي والهوية الإيمانية للشعب اليمني، وكل الشواهد التاريخية للحضارة اليمنية الضاربة جذورها في عمق التاريخ.
وناشد البيان كافة المنظمات الدولية المعنية بالحفاظ على التراث الإسلامي، وعلى رأسها منظمة اليونيسكو، عمل كل ما من شأنه حماية المساجد والمعالم التاريخية التي تتعرض للطمس والتشويه من قِبل دول تحالف العدوان ومرتزقتها.
إن هذه الجريمة تعكس ثقافة الاستعلاء والامتلاء الزائف بمشاعر التعبئة لتحقيق أهداف أعداء الله الذين يعرفون الكتاب كما يعرفون أبناءهم، ويعلمون أن هذه الديار التي يعبثون بتاريخها هي الديار التي شهدت السجدة اليمنية الأولى لله سبحانه وتعالى.
إنها الديار الأشعرية، التي دخلها الإسلام قبل الهجرة، ومن شواطئها أبحر وفد الأشاعرة إلى المدينة المنورة، وكلهم الشوق الذي عبروا عنه حين دنوا من المدينة، إذ ارتجزوا: “غدا نلقى الأحبة محمداً وحزبه”.
وبشّر بهم رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم- وأثنى عليهم وذكر فضائلهم، ومن ذلك: قوله صلوات الله عليه وسلم: “طلع عليكم أهل اليمن كأنهم السحاب، هم خيار من في الأرض”، فقال رجل من الأنصار: “ولا نحن يا رسول الله”، فسكت، وقال: “ولا نحن يا رسول الله؟”، فسكت، وقال: “ولا نحن يا رسول الله؟”. فقال في الثالثة: كلمة ضعيفة: “إلا أنتم”.
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: “الله أكبر، أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبا، الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان”.
وقوله عليه الصلاة والسلام: “أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوباً، الإيمان يمان، والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم”.
ولأنهم أهل اليمن الذين قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “كأنهم السحاب هم خيار من في الأرض” فإن فطرتهم السليمة وسرائرهم النقية ورؤاهم السوية تبصر ملء العين.
إن جريمة هدم مسجد النور الأثري بيان عملي لقوله -صلى الله عليه وآله وسلم- “والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل”، إذ بهذه الجرائم وأمثالها يعبّر هؤلاء المجرمون عن أعلى تركيزات الفكر والثقافة التي صيرهم بها أهل الفخر والخيلاء أصحاب الإبل، الأدوات التي من خلالها يفرغون ما شاء لهم الشيطان من مخزون الحقد المعتق والمتراكم عبر القرون.