نعم صدق بينيت عندما قال إن “إسرائيل” أمام خِياراتٍ صعبة وتقترب من الانهِيار.. لماذا بات هذا الانهيار وشيكًا.. وهل ستكون ساعة الصّفر بقصف منصّات الغاز في المتوسّط.. متى وكيف؟
عبدالباري عطوان
لم تُفاجئنا التّصريحات التي أدلى بها نفتالي بينيت رئيس الوزراء الإسرائيلي وقدّم فيها نظرةً تشاؤميّة، وتساءل من موقع اليأس: هل سنتمكّن من المُحافظة على “إسرائيل”.
بينيت لم يُجِب عن هذا السّؤال الذي بات يدور في أذهان مُعظم المُستوطنين الإسرائيليين هذه الأيّام حيث عبّر حواليّ 70 بالمئة منهم في استِطلاعٍ نشرته صُحف إسرائيليّة عن قلقهم وخوفهم على مصير الكِيان الذي يعيشون فيه.
لا بينيت ولا نِتنياهو ولا ديفيد بن غوريون، ولو خرج من قبره وعادَ إلى الزّعامة مجددًا، يستطيع أن يُحافظ على وجود دولة الاحتِلال، كما أن أمريكا وأوروبا الدّاعمان الرئيسيّان لها وبوليصة التأمين لاستمرارها ووجودها مُنشغلان حاليًّا في حرب أوكرانيا الاستنزافيّة التي ستطول ولن يخرجا منها إلا مهزومين، أو غير مُنتصرين على الأقل.
كيف يُمكن أن تعيش “ إسرائيل” وتُحافظ على وجودها ولبنان وقِطاع غزّة وسورية تعيش حصارًا تجويعيًّا خانقًا، ولا تجد شُعوبها لقمة العيش، ولا الدّواء، ولا الكهرباء، وأكثر من 80 بالمِئة من هذه الشّعوب تحت خطّ الجُوع وليس الفقر فقط.
“إسرائيل” تسرق الغاز الفِلسطيني وتجد دُوَلًا عربيّةً تشتريه وتسوّقه، بينما اللبناني ممنوعٌ عليه أن يستخرج غازه من البحر المتوسّط، والذّريعة مُعضلة ترسيم الحُدود، والخوف من سِلاح المُقاومة، ومِثل هذا الوضع لا يُمكن، بل لا يجب أن يطول.
“حرب الجياع” القادمة التي سيشعل فتيلها حتمًا رجال المُقاومة في جنوب لبنان وقِطاع غزّة قد تبدأ في أيّ وقت، ولا نستبعد أن تكون منصّات الغاز الإسرائيليّة المسروق في البحر المتوسّط هي هدفها القادم لصواريخ المُقاومة، والمُناورات الإسرائيليّة التي جرت في قبرص والمياه اليونانيّة استعدادًا لمُواجهتها لن يكون لها أيّ قيمة، فالقرار بالهُجوم جرى اتّخاذه في غُرفة الصّفر والضّغط على زناد الصّواريخ، والحرب خدعة.