Herelllllan
herelllllan2

التعاون.. مبدأ إسلامي هام أضاعه المسلمون والعرب وتمسك به الغرب

يمانيون/ تقرير خاص

على ضوء الآية الكريمة ” وتعانوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)” بدأ السيد عبدالملك الحوثي محاضرته الرمضانية 15 رمضان1443هـ متحدثا عن مفهوم مبدأ التعاون على البر والتقوى وأهميته وثماره, كمبدأ مهم وعظيم من أهم المبادئ الإسلامية تحتاج إليه الأمة في دينها ودنياها, في كل مجالات الحياة للنهوض اقتصاديا وعسكرياً بشكل سليم ومثمر.

“التعاون” وبمفهومة القرآني يعني تجميع الجهد بشكل جماعي لإنجاز عمل أو لتنفيذ مهمة معينة ومعروف لدى الجميع أن الجهد الجماعي تكون ثماره عظيمة ومباركة وملموسة بشكل إيجابي” هكذا وصفه السيد القائد مشيراً إلى أن الوعي المجتمعي القائم على التعاون على البر والتقوى هو بمثابة حصانة للمجتمع من كل الأخطار التي تستهدفه ومن خلال ذلك سيتمكن المجتمع من النهوض بنفسه ويحافظ على قوته وتماسكه وعلى إيمانه بحيث يكون بالشكل المطلوب الذي يريده الله وهو مطلوب ومهم جدا في الصراع مع الباطل.

وفي إطار الحديث تحت هذا العنوان الواسع لفت السيد إلى حالة قائمة تسود الأمة العربية والإسلامية من جهة, وبالمقابل قارنها بالحالة القائمة في دول الغرب, حيث قال فيما يخص الأنظمة العربية, انه بدلا من التعاون على البر والتقوى اتجهت عدد منها لتوظيف إمكانيتها وثرواتها بما يخدم أعداء الأمة كما هو الحال بالنسبة للنظامين السعودي والإماراتي وغيرهم من الأنظمة صال حالهم هو التعاون على الإثم والعدوان وانهاك وإضعاف هذه الأمة لمصلحة أعدائها.

وأكد ان الذي أوصل امتنا إلى ما هي عليه من التفكك والتشرذم والضعف يرجع إلى عدم العمل بمبدأ التعاون على البر والتقوى فكانت النتيجة هي الضعف الشامل الذي جعلنا ميدانا للأطماع الاستعمارية الخارجية التي تستهدف هذه الأمة فمثل التفكك والتشرذم عاملاً مساعداً لاستحكام قبضة الأعداء على هذه الأمة.

ولمعالجة هذا الوضع السائد شدد السيد في كلمته على ان العمل الجماعي هو الذي يُعول عليه ويمكنه أن يثمر في واقع الأمة وهو من أهم ما تتطلبه المرحلة الراهنة لإخراج الأمة مما هي فيه والنهوض بها وفق ما يريده الله لهذه الأمة التي أخرجت للناس كخير أمة لو عملت بما هداها الله إليه وتعاونت على البر والتقوى.

السيد وبالمقارنة مع ما يمتلكه الغرب والمجتمعات الأخرى أوضح ان هذه الأمة (الإسلامية) منحها الله تعالى من الإمكانيات ما يمكنها من النهوض على ارقى مستوى فيما لو عملت على أساس التعاون منحها الكثير من الموارد الاقتصادية ومنحها النور والهدى وهي أمة تملك ثروة بشرية هائلة ولكنها للأسف الشديد ضعيفة بسبب رؤيتها القاصرة تجاه مفهوم التعاون والتوحد, وقال لو عملت الأمة الإسلامية على التعاون والتوحد على المستوى العسكري لما استطاع أعدائها الهيمنة عليها ونهب ثرواتها واحتلال أراضيها كما هو الحال في فلسطين ولو عملت على التعاون في المجال الاقتصادي لما كانت مجرد سوق استهلاكية لمنتجات الدول الغربية وهكذا في مختلف المجالات.

وعن نظرة الغرب والعديد من الدول غير الإسلامية لهذا المفهوم اوضح السيد القائد يحفظه الله ان لديهم توجه جماعي عام قائم على التعاون ويعملون جميعا وفق والموقف الواحد والمصالح المشتركة , ولأهميته لديهم بيدركون انهم من خلال ذلك سيتمكنون من النهوض ومن تحقيق الكثير من الإنجازات على كل المستويات, وهو ما قدمه بإيضاح شامل ومجمل يوصف الحالتين القائمتين في النظرة لهذا المفهوم في حديثه عن” القضية الفلسطينية” وكيفية التعامل معها, مشيرا إلى كثير من الأنظمة العربية تساهم في الظلم على الشعب الفلسطيني، أما الذين دخلوا في التطبيع فإنهم قد دخلوا بشكل مباشر بالإضرار على الشعب الفلسطيني.

وللخطوات الأولى التي يجب اتباعها لحل القضية المركزية بين السيد القائد بقوله,  في الواقع العام للبشرية هناك مهام فردية وهناك مهام جماعية مشتركة ولكن حتى المهام الفردية تحتاج إلى تعاون والى مشاركة عملية لكي تنجح وهذا يعني أن التعاون الجماعي للقيام بأعمال مهمة يحتاج إلى تظافر الجهود الجماعي في مختلف المجالات المادية والمعنوية والعملية وقال أن الحالة السلبية في واقع مجتمعنا المسلم انه يفتقد إلى التعاون في كل شيء حتى إلى مستوى التوحد فيما بين المسلمين بحيث تكون المواقف جماعية ولكن للأسف التشرذم والتفرق اضعفهم بدلاً من أن يكونوا من اقوى الأمم فلديهم القدرات و الإمكانيات المادية والبشرية ولكنهم يفتقدون للتعاون والتوحد.

وكحالة ملموسة تشهد على عظمة التعاون وثماره الكبيرة وضع السيد القائد اليمن نموذجا تساءل السيد في كلمته ما الذي أسهم بعد الاعتماد على الله سبحانه وتعالى في صمود وتماسك شعبنا إلى اليوم، سبع سنوات، وصل فيها تحالف العدوان إلى اليأس والعجز والفشل المعترف به، الفشل الذي تحدثت عنه مختلف الدول، وأصبح واضحاً أنهم قد أصبحوا فاشلون كون دول التحالف اصطدمت بصمود ووعي الشعب اليمني المسلم الذي تحرك على أساس التعاون على البر والتقوى في مواجهة العدوان, وهي ثمرة التعاون لأبناء هذا الشعب في جهادهم في سبيل الله والتصدي لهذا العدوان, عندما تعاونوا على مستوى الأنشطة الخيرية , والمجال الاقتصادي, النشاط الاستثماري, كذلك التوجهات والسياسات, المبادرات المجتمعية, المبادرات الإجتماعية, تيسير الزواج..الخ.

وقال السيد ان الميدان الاقتصادي من اهم ميادين الصراع ولا بد فيه من التحرك بالتوكل على الله والاستقامة لكي نحظى بالرعاية والبركة من الله , مشدداً على ضرورة أن أن يتجه الجميع إلى ابتكار أعمال وتوجهات تنهض بالجانب الاقتصادي لكي نضمن لأنفسنا اقتصاداً قوياً يؤمن لنا الاكتفاء الذاتي وهذا يحتاج إلى التعاون” حيث قدم جملة من التوصيات لذوي الدخل المحدود ومن ضمنها المشاركة بالأسهم في شركات استمارية وبتلك الكلمات رسم  السيد خارطة تحد من حالة الفقر لديهم وهم كثر.

وقال أن المبادرات الاجتماعية يكون لها اثار كبيرة وايجابية وتحقق انجازات مهمة وكبيرة وهذا يتطلب تعاون ومبادرة من الجميع لبناء مشاريع خدمية لما فيه مصلحة الجميع والمبادرات الاجتماعية هي طريقة ناجحة يجب ان ان تفعل بشكل اكبر وان يتم دعمها رسميا وشعبيا.

وأكد السيد أن التوجيهات كثيرة تبين لنا ثمرة هذا الجهد الجماعي، هذا التعاون وما ينتج عنه وما يفيد لنا به وما ينفعنا في الدنيا والآخرة… لكنه لم يستفد من مسألة التعاون في أي شيء, حيث تطرق إلى بعض القضايا بالمقارنة من أبرزها على المستوى الاقتصادي حيث قال” ليس لدى المسلمين عملة موحدة، المجتمع الأوروبي لديهم عملة “اليورو” المجتمع الغربي لديهم الدولار، فأتى الغرب، حولوا العملة الأجنبية إلى عملة عالمية، حولوا اللغة الإنجليزية إلى لغة عالمية, بالإضافة إلى أنه  بات الحديث اليوم عن مسألة تعاون المسلمين جميعاً أو تعليق شيء للمسلمين عليه، شيء من المستحيل.

ولما يحققه التعاون من ثمار عظيمة كخط ثابت ينهج عليه الغرب تطرق السيد القائد إلى بعض من الأعمال والمشاريع الكبرى الذي نهض من خلالها  الغرب واعتمد عليها على سبيل المثال” فيما يخص العملة حيث يعتمد الإتحاد الأروبي على علمة واحدة وهي “اليورو” , وكذلك المشاركة في المشاريع  العملاقة كمحطة الفضاء الدول الآن في على العكس منا في واقعنا الإسلامي بعثرة وتوجه فردي إلى أبعد الحدود، فقدنا القضية الواحدة، فقدنا المسئولية التي تقع على عاتقنا جميعا, في الوقت الذي يعيش فيه العالم العربي والإسلامي وضعا مشتتا سياسيا واقتصاديا وفي كل المجالات بفعل الأنظمة والحكومات التي تماهت إلى حد كبير في ذوبان كبير مع الغرب, وأصبح الرهان عليها اليوم في نهضة الأمة والنظرة إليها بالمستحيل.

ولتحقيق مفهوم هذا العنوان الذي يريده الله منا جميعا قدم السيد جملة من التوصيات الهامة حيث قال: المسألة تتطلب في بداية الأمر نشر هذا الوعي وترسيخه بين أوساط الأمة وتعريفها بانتمائها الديني والإسلامي وقضاياها , ثم التعاون والتنسيق على أبرز القضايا والعناوين الجامعة للأمة يترجمها الصالحون والواعون ، وعلى مستوى الأخيار، وعلى مستوى الدول، وعلى مستوى الجهات الفاعلة التي لديها هذا التوجه الراشد والصحيح والسليم والطبيعي الذي ينبغي أن يتوجه به أبناء الأمة , وأي مستوى يمكن أن يتم التعاون فيه فهو مطلوب, وأن كلما تحقق بينهم من التعاون في كل المجالات في إطار القضايا الكبرى للأمة فهو مطلوب وهو مناسب وهو قائم الآن بعد أن أصبحت حالة الفرد والتقييم من الله بين أوساط الأمة ﴿ مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾.

واختتمت المحاضرة بالتحذير على أن التعاون على الإثم والعدوان أثمه كبير وضرره كبير  نهى الله عنه كونه يفسد حياة الناس في كل المجالات بل ويؤدي بالكثير من الناس إلى سخط الله وعذابه في الأخرة وكارثة على الناس وجريمة ومن خلالها يتعمم الفساد والمنكر فيتحول الواقع إلى فوضى وفساد  يترجمه الناس في مواقع التواصل الإجتماعي, ومن ابرز الأمثلة في واقعنا اليوم العدوان الأمريكي السعودي على الشعب اليمني وكذلك العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني الذي تشارك فيه أنظمة عربية بكل وضوح .

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com