أعطوني مقاتلاً يمنياً ..!
يمانيون – متابعات
أعطوني مقاتلاً يمنياً….! عبارة لطالما تدرجت تحتها آلاف المعاني والعبر، كيف لا والتاريخ وأبناء التاريخ يشهد من هو ذاك المقاتل ببسالته وشجاعته لا يأبى الموت ولا يفهم الخوف.
ما تشهده اليمن في الوقت الراهن من الحرب عليها من تحالف دولي من قوى ظالمة برئاسة أمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول ذات الأموال الهائلة والأسلحة الحديثة على دولة وحيدة لا تملك سوى رجال أقوياء، لخير برهان على عظمة هؤلاء المقاتلون الذين لا يمكن الاستهانة بهم ومحاربة أرضهم وشعبهم.
ما لا يعرفه الكثير من سر تَفوق المقاتل اليمني على مر العصور هو أن اليمنيون بطبيعتهم الفطرية (مقاتلون)، كما لا ننسى أنهم ما يزالون محافظون على غيرتهم الإيمانية واليمانية في العرض والوطن، فما بالك عندما يواجهون أشر أعداء الأرض والإنسانية، وهذا ما حكت به الصور والشواهد ضد كل من يغزو اليمن.
ونأتي هنا لنستذكر بعض الحكايات التي حُكيت عن المقاتل اليمني التي تسمى في قاموس القتال (المقاتل الحقيقي) قال هتلر: أعطوني جندياً يمنياً وسلاح ألماني وسوف أجعل من أوروبا تزحف على أناملها…. وقال جمال عبدالناصر: لن تستطيع أي قوة أن تضرب الشعب اليمني فهي مقبرة الغزاة…. ووصف الكاتب عبدالباري عطوان: بأن اليمنيين فيهم الكثير من صفات الجِمال العربية الأصيلة، يصبرون ويصبرون، ولكنهم في نهاية المطاف يعقرون من اعتدى عليهم وحاول إهانتهم- وإنتهاك حرمة وطنهم.
وكما هو الملآحظ-العدوان على اليمن لم يسبق أن حصل عدوان كهذا على مر التاريخ، فهناك ضرب بشتى أنواع الأسلحة فتكاً، وجلب واستئجار مقاتلون من أكثر من مكان لمحاربة شعب أبى أن يركع أو يستسلم لأمريكا و”إسرائيل”.
ولا يخفى على الجميع بأن المقاتلين الذين تم استئجارهم من قبل تحالف العدوان وكذا الجنود السعوديون لا ينقصهم تدريب أو سلاح، بل إن تجهيزهم كمقاتلين يفوق التصور، ومع هذا سريعاً ما يتلاشى ذلك المقاتل المأجور أو الجندي السعودي أمام مبارزة المقاتل اليمني البسيط المفتقر إلى التحديثات المسلحة والدعم المادي مقارنة بالمقاتل السعودي أو الأمريكي أو غيرهم، بل يمضي الحال في أغلب الأحيان إلى أن المقاتل اليمني يواجه حتى وإن لم يملك إلا الحجارة، وهذا ما تم توثيقه في وسائل الإعلام الحربي اليمني في إحدى ميادين القتال في انتهاء المؤونة على المقاتل اليمني، وإكمال قِتاله بالحجارة.
ومن منطلق الواقع المشهود، ومنذ العصور الأولى وحتى يومنا هذا لا نبالغ إن تحدثنا بأن المقاتل اليمني أشبه بالمعحزة، كيف لا- وهو يتصدى بأسلحته الخفيفة والضعيفة أفتك الأسلحة الثقيلة والحديثة؛ وهو من يقاتل إلى آخر لحظة في سبيل أن لا يُهزم أو يستسلم لأولئك الطغاة المجرمون.
وكما هو الحال لا تقتصر مهارة المقاتل اليمني على الجبال الوعرة فحسب، بل هو ماهر ومتمكن أيضاً في الأودية والبحار والمناطق الساحلية ومتكيف مع اختلاف التضاريس بأنواعها، وكل هذا التمكين يعود إلى العقيدة الإيمانية بحقيقة الدفاع عن العرض والوطن التي لا مساومة عليها.
أما لو نظرنا إلى ما يأكله المقاتل اليمني لعلّ إن غذاءه هو السر في قوته، لرأينا العجب العجاب مقارنة مع باقي المقاتلين في العالم، فاليمنيون لاسيما المقاتلون يأكلون ما هو حاصل من الغذاء البسيط، ويصل بهم الحال أحيانا عند الحصار أن يأكلوا ما تبقى من الخبز الجاف أو أوراق الشجر، وهذا عندما يصل بهم الحال إلى الجوع الشديد وهو ما يجب فعله ليستطيعوا إكمال قتالهم مع أعدائهم.
ماذا لو أتينا لنسأل عن المقاتل الأمريكي؟.. لرأينا أن الغالب من أبناء الشعوب العربية والغربية يقول: من هذا الذي يستطيع أن يهزم المقاتل الأمريكي! و أمريكا بخبث تفكير اليهود لها، جعلت الشعوب ترى أمريكا على أنها قوة عظمى لا تقهر ولا تهزم، ومقاتليها أقوياء ولا مثيل لهم، والحقيقة إن أمريكا ظاهرها قوة وباطنها ذل وضعف، وكل ما نشاهده من أفلام سينمائية على أنها قوة ومقاتليها أقوياء، ويملكون أجساماً ضخمة، ويتحملون العناء والظروف كلها سراب، لأن الواقع يشهد على أنهم لا يستطيعون المواجهة وجها لوجه، لاسيما إذا كان مقاتل يمني يملك من الوعي بعداوة أمريكا واسرائيل ما تكفي، وكم يتمنى المقاتل اليمني لو أن هناك حرب ميدانية بينهم وبين المقاتل الأمريكي أو “الإسرائيلي”، لأظهروا حقيقة ما غاب عنه لأكثر من سنوات على أن أمريكا دولة قوية وعظمى، وهي أضعف من بيت قش.
وبكل فخر واعتزاز نقول إن المقاتل اليمني لا نظير له، وخصوصاً في وقتنا الحالي، ويعود الفضل الكبير بعد الله سبحانه وتعالى إلى السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي زود الشعب اليمني لا سيما المجاهدين بالثقة بالله والوعي والأيمان؛ وجعلهم ينظرون إلى أمريكا واسرائيل عدوة الشعوب، وما أسهل وأحب مواجهتها.
حان الوقت لأن يفهم العالم وخصوصاً دول تحالف العدوان على أن المقاتل اليمني لا يمكن أن يُهزم أو يستسلم، وها قد جُيشت علية أكثر من دولة لإركاعه ولكن دون جدوى.
بل حان الوقت أن يفهم العالم أن مقاتلين بهذه الشجاعة والإستبسال والعقيدة هي من ستجعل من أعدائها راكعون لها غير مركّعين.
: منى المؤيد