“الهوية الإيمانية عقيدة وثقافة وممارسة” في ندوة فكرية بصنعاء
يمانيون../
عُقدت بصنعاء اليوم ندوة فكرية وسياسية بعنوان “الهوية الإيمانية عقيدة وثقافة وممارسة”، نظمها تحالف الأحزاب والقوى السياسية المناهضة للعدوان بالشراكة مع المكتب السياسي لأنصار الله.
وفي الندوة أشار نائب رئيس مجلس النواب عبد السلام هشول زابية إلى أن الشعب اليمني بفضل الهوية الإيمانية أفشل مؤامرات العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي رغم ما حُشد لها من إمكانيات عسكرية ومادية ولوجستية.
وقال” بفضل الهوية الإيمانية استطاع أحرار اليمن وفي طليعتهم الجيش واللجان الشعبية دحر العدوان في الجبهات انتصاراً للحق، في حين انحاز المرتزقة لتحالف العدوان الذي أكدت الجرائم التي يرتكبها منذ سبع سنوات أن هدفه النيل من الوطن وسيادته واستقلاله”.
ولفت هشول إلى أن الشعب اليمني بوقوفه إلى جانب قيادته الثورية انطلق للدفاع عن اليمن في مواجهة العدوان وكسر شوكته .. وأضاف:” نحن جزء من محور المقاومة والحملات الإعلامية الساعية لتشويه ما وصلنا إليه من قوة وإرادة وعزيمة وصمود، لن تنال منا، في حين وضع الكيان الصهيوني والأنظمة السعودية والإماراتية والقطرية ومن لف لفيفهم في خاصرة الأمة خدمة لأجندة قوى الهيمنة والاستكبار”.
وأشاد بمواقف سلطنة عمان من الحرب التي يشنها تحالف العدوان على اليمن من خلال حرصها على إحلال السلام العادل والشامل.
فيما أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله محمد شوكة، أن الندوة تأتي في إطار تعزيز الهوية الإيمانية التي هي في الأساس هوية الشعب اليمني التي من خلالها تصدى لمخططات الأعداء عبر التاريخ.
وقال “يُراد لليمن اليوم من قبل الأعداء أن يكون دولة تابعة خاضعة وهذا محال ولن يتم لأن الشعب اليمني متسلح بالقيم والمبادئ الإيمانية التي استعصت على تحالف العدوان الذي يحاول طمس الهوية اليمنية من التاريخ والجغرافيا والتراث والفكر والأدب”.
ولفت شوكة إلى أن اليمن منذ فجر التاريخ يحمل هوية إيمانية وأبنائه من أوائل من آمنوا إيماناً صادقاً بالرسالة المحمدية .. موضحا أن قيم الهوية الإيمانية متأصلة في وجدان أهل اليمن، وهي قناعتهم التي تعاظمت بانبلاج فجر الإسلام الذي حمل رسالته قائد البشرية محمد بن عبدلله صلى الله عليه وآله وسلم.
وبين أن صمود الشعب اليمني في وجه العدوان مستمد من قوة الإيمان الراسخ في قلوب اليمنيين الذي من خلاله استطاعوا كسر صلف العدوان وغطرسته .. مؤكداً أن الشعب اليمني اليوم في معركة تحرر ولن يقبل أن يكون أداة بيد الخارج.
ودعا عضو المكتب السياسي لأنصار الله إلى ضرورة تكاتف الجهود وتعزيز التحشيد ورفد الجبهات لمواجهة العدوان وإفشال مخططاته وتعزيز صمود المرابطين في مختلف الجبهات .. مشيداً بمواقف الأحزاب والقوى السياسية المناهضة للعدوان إلى جانب الوطن، وهي ما سيسجلها التاريخ في أنصع صفحاته.
وقٌدمت خلال الندوة التي أدارها النائب الثاني لتحالف الأحزاب المناهضة للعدوان محمد الشرفي، ثلاث أوراق، الورقة الأولى المقدمة من رئيس تحالف الأحزاب المناهضة للعدوان المهندس لطف الجرموزي بعنوان “الهوية الإيمانية ودورها في بناء الدولة اليمنية الحديثة”، أكدت على ترابط الهوية الوطنية والهوية التاريخية مع الهوية الإيمانية.
ولفت المهندس الجرموزي إلى مواجهات قائد الثورة بشأن الهوية الإيمانية، ومنطلقات الرئيس الشهيد صالح الصماد من خلال مشروع بناء الدولة اليمنية الحديثة ” يد تحمي .. ويد تبني”، ومنها الهوية الإيمانية كإحدى المرتكزات الأساسية.
وتطرق إلى الهوية الإيمانية في مشروع بناء الدولة اليمنية الحديثة من خلال الرؤية الوطنية والهوية الإيمانية في محاور البناء الاجتماعي والأمن والدفاع والسياسة الخارجية والأمن القومي ومنظومة إدارة الحكم ضمن مصفوفة الرؤية.
فيما ركزت ورقة العمل الثانية المقدمة من عضو الهيئة التنفيذية للأحزاب المناهضة للعدوان فرحان هاشم، على الهوية الإيمانية في تعزيز مفاهيم الحرية في السيادة والاستقلال .. مشيراً إلى أن الهوية الإيمانية تأتي في سياق تنفيذ موجهات قائد الثورة.
وأكدت الورقة أن الهوية الإيمانية، هي خصوصية الشعب اليمني الذي تميز بطبيعة العلاقة والحرية والاستقلال، كونها تشمل حقيقة الشيء المطلق وكل ثابت وجوهري ومشترك .. لافتاً إلى أن الهوية ترفض الخضوع للمحتل الغازي عبر التاريخ.
وأوضح هاشم أن الاستقلال هدفه استكمال تحرر الدول والاتجاه نحو البناء الداخلي، ما يتطلب تحقيق الاستقلال وعدم العيش تحت الوصاية والتبعية والقبول بالهيمنة والاستعباد.
ولفت إلى أن الهوية الإيمانية شكلت العقيدة الصحيحة للشعب اليمني في التحرك والصمود والثبات في مواجهة قوى العدوان .. معتبراً دعم القضية الفلسطينية، موقفاً مبدئياً ينطلق من الهوية الإيمانية للشعب اليمني الذي يرفض استغلال الشعوب لأجندة الكيان الصهيوني.
وتناولت الورقة الثالثة المقدمة من عضو الهيئة التنفيذية لتحالف الأحزاب سند راجح قراءة في فضائل الهوية الإيمانية وارتباطها بالمجتمع اليمني .. مشيراً إلى أن الهوية الإيمانية في الثقافة القرآنية وخطابات قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، التي عززّت من فهم الهوية الإيمانية.
وأوصى المشاركون في الندوة بتضمين الهوية الإيمانية في الدستور والقوانين المنظمة لحياة المجتمع في اليمن لتعزيز بناء الدولة اليمنية الحديثة وتفعيل الخطاب الإعلامي والثقافي والإرشادي لترسيخ مفاهيم الهوية الإيمانية.
وأكدت توصيات الندوة أهمية مراجعة المناهج التعليمية ومعالجة القصور وحذف المفاهيم الزائفة التي تتعارض مع الهوية الإيمانية الجامعة وكذا معالجة الإختلالات التي ولدت سلوكيات منافية للأخلاق والمبادئ.
وكان المشاركون في الندوة التي حضرها النائب الأول لتحالف الأحزاب والقوى المناهضة للعدوان سفيان العماري وممثلو الأحزاب المناهضة، قرأوا الفاتحة على روح رئيس تحالف الأحزاب المناهضة للعدوان السابق عبدالملك الحجري.