انفلات أمني وتردي الخدمات الأساسية.. عدن تئن من حكامها

يمانيون/تقارير

على مدى سبعة أعوام والمناطق الجنوبية التي تخضع لسلطة التحالف تعاني من تردي في الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء والتعليم والاقتصاد ناهيك عن الفوضى الأمنية التي تشهدها تلك المناطق.

سبع سنوات عجاف مظلمة يقضيها المدنيين توزعت ما بين الاغتيالات والاغتصابات والاختطاف والاخفاء القسري بالإضافة الى تدهور معيشي غير مسبوق.

ففي الآونة الأخيرة شهدت محافظة عدن اشتباكات مسلحة بين قوات أمنية تابعة للانتقالي في خور مكسر بعدن

وأفادت مصادر محلية ان اشتباكات عنيفة دارت بين الطرفين متسببين في تضرر أحد منازل المواطنين وترويع العامة وإقلاق السكينة، موضحة أن الخلافات بين الجنود تطورت الى اشتباكات عنيفة خلفت 5 جرحى وتضرر منزل مواطن نتيجة تعرضه لقذيفة آر بي جي.

ويأتي ذلك وسط انقسامات ببن القوات الأمنية التابعة للإنتقالي الجنوبي والتي سببها الصراع على الأرض ونهب ممتلكات المواطنين.

فوضى امنية تعطل القضاء بعدن

وفي الثامن من فبراير الجاري دفعت الفوضى الأمنية الممنهجة في مدينة عدن تعليق العمل نهائيًّا، في المحاكم والنيابات، بمديرية البريقة.

وبحسب مصادرَ محلية، فَـإنَّ هذه الخطوةَ تأتي بعد يوم من اقتحام “محكمة البريقة”، من قبل ميليشيا وعصابات ما يسمى المجلس الانتقالي التابع للاحتلال الإماراتي، وتعرض القضاة للاعتداء والتهديد بالسلاح.

وفي فيما يخص الوضع الأمني يزداد الانفلات الأمني مع تعدد الجماعات المسلحة والتشكيلات العسكرية ذات الجنسيات المختلفة توسعت ظاهرة الاختطاف للفتيات والنساء والشباب خلال الخمس السنوات الماضية في مدينة عدن في ظل سيطرة الانتقالي وفي فبراير الجاري اختفت طالبة في قسم الصحافة والإعلام بكلية الآداب جامعة عدن بظروف غامضة.

وقالت أسرة الطالبة اسماء باسم عبد الله، “إن ابنتها خرجت من المنزل صباح الخميس متجهة لكلية الإعلام بخور مكسر ولم تعود إلى المنزل”.

وأوضحت الأسرة أنها لم تستطيع التواصل مع ابنتها لأن هاتفها مغلق دون العلم عن مكان تواجدها، محملة الأجهزة الأمنية مسؤولية اختفاء ابنتها.

وكانت قد اختطف مسلحين تابعين للانتقالي في يونيو 2021م، الطالب نبيل صالح حبيبات من كلية الآداب قسم الإعلام جامعة عدن، واقتياده إلى جهة مجهولة.

وفي سياق الانفلات الأمني نجا قائد عسكري من محاولة اغتيال في مدينة عدن.

وقالت مصادر محلية إن القيادي في القوات البحرية اللواء الخضر شناع نجا من انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون في سيارته التي انفجرت أثناء توقفها أمام منزله في حي الخبراء الروس بمديرية خور مكسر.

وأوضحت المصادر أن الانفجار تسبب في تضرر السيارة والمنازل المجاورة لها.

وكان مدير الدائرة المالية في وزارة الداخلية العقيد نايف الحميدي، نجا قبل أسبوع من تفجير مماثل استهدف سيارته أثناء توقفها أمام منزله في مديرية التواهي.

عدن في ظلام دامس

اما عن تردي الخدمات الأساسية فتشهد العاصمة المؤقتة عدن على مدى ثلاثة أيام متتالية انقطاع شبه كلي للتيار الكهربائي الأمر الذي زاد من معاناة المواطنين.

مصادر مقربة من المؤسسة العامة لكهرباء عدن، أفادت أن الانقطاع ناجم عن عدم صرف الوقود المخصص لتشغيل المولدات الكهربائية التي تمد مدينة عدن بالطاقة.

يأتي ذلك بعد يوم من تأكيد مسؤول الإعلام بمؤسسة كهرباء عدن “نوار أبكر” -في منشور له على فيسبوك- أن إدارة ما تسمى منحة المشتقات السعودية أوقفت تموين كافة محطات الكهرباء بعموم المحافظات المستفيدة، وذلك لمطالبتهم المؤسسة العامة للكهرباء بتوريد عشرة مليارات ريال يمني إلى الحساب المشترك، منوها بأن الحساب المشترك بداخله 17 مليار ريال يمني منذ قرابة عام، وهو مخصص -بحسب عقد المنحة- لتنفيذ برامج صيانة وتأهيل وتوريد زيوت للمحطات الحكومية، ولم ينفذ من ذلك شيء.

ولفت “أبكر” إلى أنه لا وجود لأي مؤشرات من شأنها انفراج أزمة الكهرباء في كلٍّ من (عدن – أبين – لحج – شبوة – حضرموت – المهرة – مأرب)، مندداً بالصمت الحكومي إزاء الانقطاع الكلي للكهرباء الذي ستشهده المحافظات الآنف ذكرها.

وفي ذات السياق هددت ثلاث شركات للطاقة المشتراة بإيقاف الكهرباء في كافة الأحياء السكنية بمدينة عدن، الخاضعة لسيطرة “الانتقالي الجنوبي” التابع للإمارات.

وطالبت شركات الطاقة المستأجرة “السعدي، الأهرام، العليان” محافظ عدن التابع لـ”الانتقالي” يوم أمس الثلاثاء، بدفع متأخرات العامين الماضيين التي تصل لقرابة 40 مليون دولار.

وتوعدت شركات الطاقة السلطات المحلية بإخراج كافة محطات الكهرباء عن الخدمة ابتداء من يوم الاثنين القادم إذا لم يتم تسديد مستحقاتها.

يأتي ذلك ومدينة عدن قادمة على فصل الصيف الذي سيضاعف معاناة الأهالي والسكان جراء انقطاع وتردي خدمة الكهرباء بالمدينة.

وتعاني عدن وبقية المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف من تصاعد تردي الخدمات الأساسية وعلى رأسها الكهرباء التي تتعدد أسباب انقطاعاتها بين انعدام الوقود وتلف المولدات وغير ذلك من المبررات التي عدها محللون مؤشرات لتلاعب متعمد بملف الكهرباء ضمن حرب التجويع والتركيع التي يستهدف بها التحالف وأطرافه تلك المناطق ومواطنيها.