Herelllllan
herelllllan2

اتّصال مرتقب بين بوتين وبايدن..أي مسارٍ ستسلكه المحادثات؟

يمانيون/تقارير

حظيت أوّل قمة جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الأميركي جو بايدن في حزيران/يونيو الماضي في مدينة جنيف السويسرية بأصداء إيجابية، إذ أكّد الطرفان حينها نيّاتهما في التفاهم بشأن مختلف القضايا.

وبعيد لقائه بوتين، شدد بايدن على أنّ “نبرة اللقاء برمته، كانت جيدة وإيجابية”، مشيراً إلى أن “آخر شيء يريده بوتين هو حرب باردة جديدة”، فيما اعتبر بوتين أنّ المحادثات كانت “بنّاءة”.

كما أشار الطرفان إلى أنّ روسيا والولايات المتحدة “أثبتتا أنهما حتى في أوقات التوتر، قادران على إحراز تقدم في تنفيذ الأهداف المشتركة وضمان القدرة على التنبؤ في المجال الاستراتيجي، والحدّ من مخاطر النزاعات المسلحة، وخطر الحرب النووية”.

ذوبانٌ بطيء للجليد بين موسكو وواشنطن

وحول التطورات التي أحدثتها قمة جنيف في العلاقات بين موسكو وواشنطن، أوضحت صحيفة “واشنطن بوست” في مقال نُشر في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أنّ العلاقة الروسية الأميركية بشكل عام لا تزال “صورة مختلطة”، مع خلافات وشكوك حادة حول العديد من القضايا.

ووصفت الصحيفة التقدم الذي يحرزه البلدان في بعض أجزاء الأجندة الأمنية التي حددها الرئيسان في قمتهما في جنيف، بأنّه “ذوبانٌ بطيء للجليد”، بين موسكو وواشنطن.

تهديدات متبادلة

إلاّ أنّ “ذوبان الجليد” الذي وصفته صحيفة “واشنطن بوست” أخذ منحًى مغايراً في القمةً التي عقدها الطرفان عبر الاتصال المرئي في الـ 7 من كانون الأوّل/ديسمبر الفائت، وبدت نتائج تلك المحادثات كأنها “تكويمٌ للجليد”.

عقب المحادثات التي استغرقت ساعتين كاملتين، احتلت خلالها الأزمة في أوكرانيا موقعَ الصدارة، بدا وكأنّ بايدن وبوتين، انتهجا لهجةً مغايرةً عن اللهجة الدبلوماسية التي طغت على محادثات جنيف، حيث غلب على تصريحاتهما طابع التحذير والتهديد.

الرئيس الأميركي جو بايدن، أعلن بعيد الاتصال المرئي، ‌أنّه ستكون هناك عواقب وخيمة، وعواقب اقتصادية لم يُرَ مثلها أبداً إذا قامت روسيا بغزو أوكرانيا.

وأشار بايدن إلى أنّه إضافةً إلى فرض عقوباتٍ اقتصاديةٍ، فإنَّ “هجوماً روسياً جديداً على أوكرانيا سيدفع نحو تعزيز الوجود العسكري في مناطق دول حلف شمال الأطلسي في شرق أوروبا”.

أمّا بوتين، فلفت إلى نهج كييف المدمّر، والذي “يهدف إلى التفكيك الكامل لاتفاقيات مينسك، والاتفاقات التي تم التوصل إليها، وفق صيغة نورماندي”، معرباً عن قلقه الشديد بشأن الإجراءات الاستفزازية لكييف ضد دونباس.

اجتماعان بين بوتين وبايدن في غضون 3 أسابيع

ولم يستغرق الوقت طويلاً، حتى عاد الرئيسان للاجتماع في اتّصال هاتفي دام نحو 50 دقيقة، في الـ 31 من الشهر نفسه، من أجل مناقشة الموضوع نفسه: “التوتر العسكري المرتبط بأوكرانيا”.. لينتهج الطرفان خلال محادثاتهما أيضاً، اللهجة نفسها: “التحذير والتهديد”.

هذا الأمر تبيّن في تصريحات بوتين، الذي حذّر نظيره الأميركي من أنه “في حال قرّر الغرب فرض عقوبات على روسيا بسبب الوضع في أوكرانيا، فإن ذلك قد يؤدي إلى قطع العلاقات مع أميركا”.

كذلك أكّد الجانب الروسي أنّ “روسيا ستتصرف مثلما كانت ستتصرف واشنطن في حال ضرورة ضمان مصالحها الأمنية”.  أمّا بايدن، فشدد على أنّ “الولايات المتحدة مع حلفائها وشركائها سترد بشكل حاسم في حال قيام روسيا بغزو إضافي لأوكرانيا”.

أي طابع سيأخذه الاتصال الهاتفي اليوم بين بوتين وبايدن؟

الأزمة بين واشنطن وموسكو، باتت حدّتها تتصاعد شيئاً فشيئاً، إلى أن انعكس ذلك بمزيدٍ من التحشيد العسكري، وبمزيدٍ من التعقيد في الردّ الأميركي حول مقترحات الضمانات  الأمنية التي قدّمتها روسيا.

وفي هذا الخصوص، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال محادثةٍ هاتفيةٍ مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين، تمّت بميادرة أميركية، اليوم السبت، إنَّ الحملة الدعائية للولايات المتحدة وحلفائها حول “العدوان الروسي” على أوكرانيا تسعى إلى تحقيقِ أهدافٍ استفزازيةٍ.

وأشار لافروف إلى أنّ ردَّ فعل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على مسودة المعاهدة الروسية الأميركية والاتفاق مع الناتو، بشأن الضمانات الأمنية التي قدمناها، “يتجاهل البنود الرئيسية بالنسبة لنا”.

بدوره، أكّد بلينكن أنّ “الحل الدبلوماسي للأزمة الأوكرانية لا يزال متاحاً، إلا أنه يجب على موسكو تخفيف التصعيد، والانخراط في مناقشاتٍ بحسن نية”.

إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أنّ الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن، بصدد إجراء اتصال هاتفي أيضاً مساء اليوم السبت.

ويأتي ذلك في وقتٍ توقّع بايدن خلال اجتماع لحلف شمال الأطلسي أنّ “روسيا قد تهاجم أوكرانيا يوم الأربعاء المقبل” الواقع في الـ 16 من شباط/فبراير، وفق ما أفاد به موقع “بوليتيكو” الأميركي.

وفي وقت تُجلي العديد من الدول، بينها الولايات المتحدة رعاياها من كييف، فأيّ طابع ستأخذه المحادثات بين بوتين وبايدن؟ وأيّ مسارٍ سيسلكه البلدين، هل مزيدٌ من التصعيد، أم توافقٌ نحو التهدئة؟

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com