تظاهرات حاشدة في أبو ظبي.. وصحيفة أميركية تقول أنه كان قد تم التخطيط لتنفيذها في الأيام المقبلة
يمانيون/متابعات
تظاهر آلاف اللاجئين الأفغان في مخيم للإيواء بأبو ظبي احتجاجا على ما وصفوه بظروف شبيهة بالسجن، بعد تأخير اعادة توطينهم في أمريكا منذ هجرتهم من بلادهم إلى ابو ظبي.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية في تقرير لها إنه كان قد خُطط لتنفيذ هذه الاحتجاجات في الأيام المقبلة، لكنها اندلعت في وقت متأخر من ليلة الأربعاء بعد أن نشر اللاجئون أنباء عن قيام الشرطة السرية الإماراتية باعتقال منظِم اسمه عبد الجلال كاكار.
وذكرت الصحيفة أن احتجاجات الأفغان لتوطينهم في أميركا ستزيد الضغوط على المحادثات المتوترة أصلا بين واشنطن وأبو ظبي حول مستقبل المخيم الذي أنشئ لإيوائهم لأسابيع لكنه أصبح محطة انتظار مجهولة المصير.
ونقلت وكالة رويترز عن أحد المحتجين قوله إن السلطات الإماراتية احتجزت بعض الأفغان مع بدء المظاهرات.
وكان الاف الافغان قد غادروا مخيماتهم واتجهو نحو مكتب دبلوماسي أمريكي ويرفعون لافتات مكتوب عليها “نريد الحرية”، بينما انضمت نساء الى جانب الرجال حاملات اطفالهن ولافتات مكتوب عليها أنا أعاني نفسيا”.
وانتقد أحد منظمي الاحتجاجات -طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية- الولايات المتحدة لأنها تركتهم عالقين لشهور في ظروف صعبة دون أخبار عن قضايا الهجرة الخاصة بهم، مضيفا “نحن محبوسون ومسجونون هنا، نحن سجناء في غرفنا، مستقبلنا غير واضح”.
ونقلت وكالة رويترز عن احد المتظاهرين :” أنهم طلبوا مرارا وتكرارا من السفارة الأميركية الحضور والتحدث إليهم عن سبب بطء العملية وإلقاء الضوء على مستقبلهم، مضيفا أن ممثل السفارة أخبرهم أن معالجة أوراقهم قد تستغرق سنوات، وأن بقية الأشخاص غير المؤهلين ليس لدى الولايات المتحدة أي برنامج لهم.
وقال أحمد محبي -وهو مستشار أميركي سابق في مكافحة “الإرهاب” بأفغانستان ساعد الفارين من هناك- إن الرحلات الجوية الأميركية التي تنقل الأفغان من الإمارات توقفت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وانتقد عملية إعادة التوطين الأميركية للأفغان الموجودين بالإمارات، قائلا “لا توجد شفافية”.
وهناك حوالي 10 آلاف أفغاني في المجمع المغلق بإحكام محاصرون في مساكنهم بسبب ما وصفها المسؤولون بأنها مخاوف من انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19)، وقد اشتكوا من محدودية الوصول إلى مسؤولي الهجرة الأميركيين، وانعدام فرص التوظيف وفرص التعليم لأطفالهم.
واشتكى العديد من اللاجئين الذين خدموا إلى جانب القوات والدبلوماسيين الأميركيين من إجلاء آلاف الأفغان الذين لا تربطهم صلات تذكر بالولايات المتحدة إلى أميركا وسط الفوضى التي أعقبت الانسحاب، فيما ظلوا هم محاصرين خارج البلاد.
وطبقا رويترز، رفض مسؤولو البيت الأبيض هذا الأسبوع تقديم تحديث بشأن أوقات معالجة التأشيرات، لكنهم قالوا إن عدد العاملين في البرنامج تضاعف 4 مرات.
وكان المسؤولون قالوا -قبل سقوط كابل- إنه تم تقليص أوقات الانتظار من عدة سنوات إلى ما يقارب 9 أشهر.
ويأوي المخيم في الامارات آلاف اللاجئين الذين ليس لديهم حاليا مسار قانوني للوصول إلى أميركا، بمن في ذلك أعضاء الوحدات شبه العسكرية المدعومة من وكالة المخابرات المركزية التي ساعدت في تأمين مطار كابل ولكن لم يتم توظيفهم بشكل مباشر من قبل الوكالات أو المتعاقدين الأميركيين.
وقالت واشنطن إن الأفغان الذين لا يتوافقون مع معايير معينة ضرورية لدخول الولايات المتحدة سيتم نقلهم إلى دول أخرى، ولم تتطوع أي دولة لاستقبال هؤلاء اللاجئين الأفغان، لكن الولايات المتحدة تأمل أن يساعد الاتحاد الأوروبي أو كندا.
وخارج الإمارات العربية المتحدة، تقطعت السبل بآلاف الأفغان في دول جنوب شرق أوروبا مثل ألبانيا واليونان، أو في أجزاء أخرى من العالم، بما في ذلك أوغندا والمكسيك وتشيلي.
وكانت واشنطن قد اعترفت بحوالي 75 ألف أفغاني صعدوا على متن رحلات عسكرية أميركية إلى الولايات المتحدة العام الماضي بموجب وضع مؤقت يعرف باسم “الإفراج المشروط لأسباب إنسانية”، لكن المسؤولين يقولون إن الأفغان الذين يبقون في بلد ثالث يتعين عليهم إكمال عملية الهجرة المنتظمة قبل دخول الولايات المتحدة، والتي قد تستغرق سنوات.