حذر نائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء علي الموشكي، تحالف العدوان على اليمن من عسكرة البحر الأحمر، وجاء تحذير اللواء الموشكي تزامنا مع قيام دول العدوان بدء مناورة في البحر الأحمر.
وقال نائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء علي الموشكي، في تصريح أمس: نحذر من عسكرة دول العدوان للبحر الأحمر وإجرائهم مناورة بالقرب من مياهنا الإقليمية.
وبدأت يوم أمس مناورات عسكرية في البحر الأحمر بقيادة أمريكا ومشاركة العدو الصهيوني والسعودية ودويلة الإمارات والبحرين وعمان، إضافة إلى مصر، وقالت مصادر إن القوات البحرية الأمريكية بدأت أمس الثلاثاء، مناورات في البحر الأحمر تجمع بين 60 دولة تشمل دول تحالف العدوان على اليمن والعدو الصهيوني، والسعودية وباكستان ومصر والإمارات والبحرين.
وتضم المناورة الدول المطبعة مع كيان العدو الصهيوني والتي تشارك في العدوان على اليمن، بينما أفادت وسائل إعلامية صهيونية بأن بحرية العدو الصهيوني تشارك في مناورة بحرية كبيرة في الخليج، والبحر الأحمر، بمشاركة دول عربية وإسلامية.
وأشارت وسائل إعلام عربية إلى أن المناورة التي يطلق عليها IMX-22، تنظمها وتشرف عليها القيادة الوسطى في الجيش الأمريكي، تشارك فيها 60 دولة، ولفتت إلى أن قائد المناورة من الولايات المتحدة، ونائبيه من بريطانيا وباكستان.
ويشارك في المناورة إلى جانب العدو الصهيوني، كلٌ من مصر، والأردن، والإمارات، والسعودية، والبحرين، والمغرب، والسودان، واليمن، وباكستان، وبنغلادش.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، شاركت إسرائيل إلى جانب الإمارات والبحرين، في مناورة نُظمت من قبل القوات البحرية الأمريكية، في البحر الأحمر.
جاء ذلك في أعقاب توقيع اتفاقات الخيانة والتطبيع مع العدو الصهيوني من قبل الإمارات والبحرين وتبعتهما السودان والمغرب، برعاية وإشراف أمريكي. عسكرة البحر الأحمر أم توطين للعدو الصهيوني
هل هي عسكرة البحر الأحمر التي حذر منها الجانب الوطني ؟ أم هي محاولة أخرى لتمرير الكيان الصهيوني عبر بوابة ما يسمى بالمناورة، للتسرب إلى مجاميع العدوان؟ أو ربما تأتي في سياق الضغط على القوات المسلحة اليمنية للإفراج عن السفينة «روابي» الإماراتية المحتجزة بعد قيامها أعمالاً عدائية تضر بالشعب اليمني، واختراقها المياه الإقليمية الوطنية.
أمريكا ومن معها، إسرائيل وباقي تحالف العدوان، بدأوا مناورة عسكرية واسعة مشتركة، في البحر الأحمر قرب المياه الإقليمية اليمنية، مناورة تنم عن غطرسة واستكبار واستباحة لسيادة الدول الأخرى، فضلا عن كونها كشف الغطاء عن المشاركة الفعلية للكيان الصهيوني في الحملة العدوانية على اليمن.
المناورة التي بدأت فجأة في الثلاثين من يناير الماضي وتستمر حتى الـ١٧ من الشهر الجاري، تظهر مستوى التهديد الأمريكي لاستقرار الشعوب وانتهاكها لثوابت العلاقات الدولية وفق مقتضيات التكامل وحسب ما تؤكد عليه تشريعات الأمم المتحدة.
بالنظر إلى ظروف وزمن هذه المناورة، تبدو المؤامرة واضحة لتشديد الخناق أكثر على اليمنيين، بعد أن فشلت حملتهم العسكرية في كسر شوكتهم وإخضاعهم لرغبات المعتدي.
إذ أثبتت القوات المسلحة- بعد سبع سنوات من العدوان والحصار- أنها تزداد قوة وإصراراً على استكمال مسيرة التحرر من الهيمنة وامتلاك حق السيادة الكاملة المطلقة على الأراضي اليمنية، وهذ أمر يبدو مزعجا للأمريكان والصهاينة، وقد جاءت عملية «إعصار اليمن» بنسخها الثلاث لتزلزل ما بقي لدى قوى الاستكبار من امل في إمكانية سحق هذه الأمة، لتحرك- حسب القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية- 50 سفينة واكثر من تسعة آلاف مرتزق إلى البحر الأحمر للمشاركة في هذه المناورة.
القوات المسلحة- وعلى لسان نائب رئيس هيئة الأركان العامة في صنعاء اللواء علي الموشكي- حذرت من هذا العمل، وقال اللواء الموشكي: نحذر من عسكرة دول العدوان للبحر الأحمر وإجرائهم مناورة بالقرب من مياهنا الإقليمية.
أكذوبة الدفاع عن الأمن القومي العربي
في مارس 2015 شن تحالف العدوان على اليمن حربا غاشمة ما زالت مستمرة إلى اليوم، شارك في التحالف بقيادة أمريكا: السعودية ، الإمارات، ،البحرين، السودان، المغرب، علاوة على دول عربية مثل مصر وأوروبية مثل بريطانيا وفرنسا اللتان تساندا تحالف العدوان بأدوار متعددة ، أطلق التحالف على نفسه التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن ، وقد شن العدوان على اليمن تحت مسمى عاصفة الحزم.
كان من بين الذرائع التي روجتها دول تحالف العدوان، الدفاع عن الأمن القومي العربي ، وأن الحرب هدفها إعادة اليمن إلى الحضن العربي ، كل الدول التي تشارك في العدوان على اليمن وقعت اتفاقيات خيانية مع كيان العدو الصهيوني وباتت اليوم تقيم علاقات وتحالفات عسكرية وأمنية وسياسية واقتصادية مع كيان العدو الصهيوني، ما انكشف هو أن التحالف المسمى عربيا هو تحالف صهيوني أمريكي بامتياز، وأن الحرب على اليمن في حقيقتها هدفها تطويع اليمن ليكون ضمن المحور الصهيوني، أما الأمن القومي العربي فقد بات شعارا كاذبا، إذ أن جيوش هذه الدول تتشارك المناورات والتحالفات والتنسيقات مع جيش العدو الصهيوني.
يبقى من السخافة حديث تحالف العدوان على اليمن عن أمن قومي عربي في ظل الخيانات الكبرى والاستزلام من هذه الدول العربية للعدو الصهيوني ، وإذا كان العدو الصهيوني يسرح ويمرح في البحر الأحمر وفي البحر العربي وفي عواصم الخليج ، وإذا كانت ما تسمى «بالدول العربية» قد انخرطت في علاقات خيانية مع العدو الصهيوني، فقد فقدت عربيتها نهائيا وبتنا أمام تحالفات صهيونية في مواجهة الشعوب العربية الأصيلة.
وفي ضوء هذا الواقع، صارت كيانات الخليج عبارة عن مناجم نفيسة وآبار نفط للقوى الغربية وللعدو الصهيوني ، بعدما قامت بتوقيع اتفاقيات خيانية مع العدو الصهيوني أكسبته الحضور والتوسع ، وقد سخرت هذه الكيانات الخيانية في الخليج- إضافة إلى بعض الأنظمة العربية ما يسمى «الجيوش العربية» التي لا عقيدة لها، ولا تستطيع التمييز بين العدو الخارجي ومواطنيها لخدمة العدو الصهيوني وخوض حروبه ضد شعوب الأمة.
دول تحالف العدوان على اليمن استخدمت شعار الأمن القومي العربي لشن العدوان العسكري وفرض الحصار الغاشم على اليمن ، ولتدمير اليمن وقتل شعبه واحتلال أرضه خدمة للعدو الصهيوني وتنفيذا للأجندات الأمريكية ، وما نراه اليوم من قتل وخراب ودمار وحصار يتعرض له الشعب اليمني لم يكن إلا لأجل تطويع اليمن وإلحاقه بالحلف الصهيوني لا العربي.
ثم منذ متى كانت دول تحالف العدوان- بدءاً بالسعودية والإمارات والبحرين- حاملة للمشروع العربي حتى رفعت بيرقه حينما شنت العدوان على اليمن ومعها أمريكا وبريطانيا والإمارات والبحرين والعدو الصهيوني وحتى السودان والمغرب ومصر ، حتى وهي تردد بوقاحة أنها تدافع عن الأمن القومي العربي ذهبت لتعلن التطبيع مع العدو الصهيوني ولتقيم معه المناورات والتحالفات العسكرية والاقتصادية وفتح السفارات والملحقيات والتبادل الاقتصادي.
دول تحالف العدوان على اليمن تسعى إلى توطين العدو الصهيوني في المنطقة بعدما تخلت عن فلسطين وقضية الشعب الفلسطيني وعن تحرير القدس والمقدسات ، ويا لسخرية القدر، فالدول التي تقتل الشعب اليمني وتدمر بناه وتحاصره تتشارك العدو الصهيوني كل شيء وتبيعه كل شيء ، وتدعي في الوقت نفسه أنها حاملة للمشروع العربي وحامية حمى الوطن العربي!!
هذه المناورة هي جزء من سلسلة مناورات صهيونية أمريكية بمشاركة العرب الخونة ، تنتمي إلى التحالف نفسه الذي يشن العدوان على اليمن ، هو التحالف أو المحور الذي يقود الصهاينة إلى المنطقة ويقوم بتوطينهم ، وبدعوى الحفاظ على الأمن القومي العربي ، نحن أمام تحالف صهيوني مكشوف يقود حربا على اليمن ، ويوطن كيان العدو الصهيوني في المنطقة.