السعودية.. واستنجادها بالعالم..!
مجيب حفظ الله
يتحدث العالم كله عن ما بات يعرف بالاستنجاد السعودي بالعالم كله لإنقاذ المملكة من قوافل المسيرات والصواريخ البالستية التي بات الرياض وسائر المدن السعودية قبلة يومية لها..
لم يعد الصراخ والعويل هو الظاهرة السعودية الوحيدة التي يلاحظها العالم في معارك ما وراء الحدود بل صار هناك ظاهرة أكثر وضوحاً وجلاءً وهي بلوغ العجز السعودي التام عن صد هذه القوافل المتفجرة التي تغزو سماء المملكة كل يوم..
الكذب السعودي بشأن اعتراض الصواريخ البالستية وتفجير المسيرات في الهواء بات بلا طعمٍ ولا مذاقٍ للسعوديين قبل غيرهم فأصوات الانفجاريات لم تعد السلطات في المملكة قادرةٍ على إخفاءها..
جولة ابن سلمان الأخيرة التي تشمل جميع العواصم الخليجية قرأها المحللون الاستراتيجيون من زاويةٍ أخرى غير تلك التي حاولت أبواقه إضفاءها عيها..
حيث رأى الكثير من خبراء السياسة والمراكز البحثية الغربية أن هذه الزيارة هي للاستنجاد ببقية دول الخليج لتعويض النقص في المنظومات الدفاعية السعودية التي لم تعد قادرةً على الإطلاق على صد الهجمات اليمنية بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة التي باتت تستهدف مواقع أكثر حساسية وإستراتيجية..
على هذا الصعيد تساءلت افتتاحية صحيفة “رأي اليوم اللندنية” عن إمكانية استجابة واشنطن وبقية عواصم الخليج لما اسمته بالاستغاثة السعودية لطلب شحناتٍ مضاعفة من الباتريوت..
مجرد التفكير في أن هذا هو مطلب السعودية فإن هذا يعني ان درجة العجز السعودي عن صد هجماتنا قد بلغت مستويات لم تعد عندها الرياض قادرة على تحمل المزيد من الضربات المؤلمة والمؤثرة بل وابعد من ذلك باتت الرياض تخشى من ضربةٍ تقصم ظهرها كما تتحدث الكثير من الاستقراءات السياسية في هذا المجال..
لم يقتصر الأمر على ما جاء في صحيفة رأي اليوم فصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكيّة المُفضّلة لدى ابن سلمان تبنت هذه الرؤية وقالت أن المملكة “تعيش وضعًا خطيرًا” بسبب نفاذ مخزونها من الصّواريخ الاعتراضيّة..
وأكدت الصحيفة الأمريكية ان الرياض طلبت من أمريكا ودولٍ خليجيّة أُخرى تزويدها بشَكلٍ عاجل بمنظومات صواريخ “باتريوت” الأمر الذي يعكس وفقاً لفقهاء السياسة حالة الانهِيار المتصاعد الناتج عن التصعيد اليمني في الداخل السعودي وتحديداً العُمُق الاستراتيجي السعودي.
المثير للسخرية في هذا الاستنجاد السعودي ان ابن سلمان طلب منظومات دفاعية اسعافية من دولة قطر التي حاصرها لأكثر من اربع سنوات وحاول أن يمرغ أنوف أمراءها وشعبها في التراب..
هذا الكلام ليس دفاعاً عن النظام القطري فهو الآخر يتآمر على الكثير من البلدان العربية تماهياً مع المشروع الصهيو أمريكي.. لكنه يعكس حقيقة ابن سلمان الذي لا يملك أدنى مقومات الإباء والنزاهات وكرامة الشجعان..
تضيف افتتاحية رأي اليوم اللندنية التي يرأس تحريرها الكاتب العربي عبدالباري عطوان، أن هذا الطلب السعودي يُذكّرنا بنظيره الإسرائيلي، عندما هرول وزير الحرب بيني غانتس إلى واشنطن مصحوبًا برئيس أركان جيشه إفيف كوخافي بعد الهزيمة الكُبرى لقوّاته في معركة “سيف القدس” في مايو الماضي..
على هذا الصعيد اعترف مسؤول سعودي للصّحيفة الأمريكيّة بأن عدد الهجمات التي وصفها بـ الحوثيّة على المملكة ازداد بشَكلٍ كبير سواءً بالصّواريخ أو الطائرات المُسيّرة، فيما أكّد المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن أنّ حركة “أنصار الله” نفّذت نحو 375 هُجومًا على السعوديّة في عام 2021 الأمر الذي أدّى إلى إفراغ مخزونها من الصّواريخ الاعتراضية..
تنتهي الصحيفة اللندنية في افتتاحيتها إلى أن المفارقة أن الصواريخ والطائرات المسيرة التي وصفها بأنها مصنعة في الكهوف تتغلب في هذه المعركة على احدث التكنولوجيا العسكرية في العالم وفخر الصناعة العسكرية الأمريكية.