غوتيريش وآل سعود وحقوق الأطفال
عبدالفتاح علي البنوس
لم يأت البرتغالي أنطونيو غوتيريش بجديد -عندما ظهر على الملأ في تصريحاته المدفوعة الأجر التي أطلقها لتأمين حصوله على ولاية جديدة كأمين عام للأمم المتحدة- سوى الذهاب بكل سفاهة ووقاحة إلى تصنيف أنصار الله ضمن ما يسمى باللائحة الأممية الخاصة بمنتهكي حقوق الأطفال ، في فضيحة أممية جديدة ، تذكرنا بفضيحة سلفه الكوري الجنوبي بان كي مون والذي سبق القيام له بشطب الكيان السعودي من قائمة العار الخاصة بقتلة الأطفال بعد أن قام بإدراجها في وقت سابق قبل أن يظهر ليكشف عن ضغوطات سعودية مورست عليه تضمنت التهديد السعودي الصريح بإيقاف الدعم الذي تقدمه السعودية للأمم المتحدة وهيئاتها ومشاريعها، دفعته إلى شطب هذا الكيان الإجرامي من قائمة العار .
غوتيريش الذي حظي بالتأييد الأمريكي لتجديد ولايته نفذ ما طلب منه الأمريكي والإسرائيلي بتصنيف أنصار الله ضمن لائحة قتلة الأطفال ، اللائحة التي لا تخضع للمعايير الإنسانية ، ولا تستند إلى وقائع وشواهد حية وموثقة بالصوت والصورة ، باتت خاضعة للمصالح والمكاسب السياسية والمادية ، فهل يعقل أن لا تضم هذه اللائحة السعودية والإمارات وتحالفهما الإجرامي الذين ارتكبوا وما يزالون المجازر والمذابح البشعة في حق أطفال اليمن ، المذابح الموثقة والمرصودة من قبل العالم وفي مقدمة ذلك الأمم المتحدة ؟!!!
من حق غوتيريش أن يحصل على ولاية ثانية، ولكن الذي ليس من حقه أن يكون ذلك على حساب المتاجرة بأرواح ودماء أطفال اليمن ، وتبرئة القتلة وتوجيه أصابع الاتهام لأنصار الله بانتهاك حقوق الأطفال في اليمن في مغالطة مفضوحة ، فأين غوتيريش من سلسلة الجرائم التي ارتكبها التحالف السعودي السلولي في حق أطفال اليمن في عدد من المحافظات اليمنية وفي مقدمتها مجزرة حافلة طلاب ضحيان ؟!! هل يعقل أن يتعمد غوتيريش تجاهل كل هذا الصلف والتوحش والإجرام الذي استهدف الطفولة في اليمن مع سبق الإصرار والترصد ؟!!
ما الذي سيحصده من وراء هذا القرار المدفوع الثمن الذي يمثل لعنة في حقه وفي حق الأمم المتحدة ؟!! ها قد تم تجديد فترة عمله كأمين عام للأمم المتحدة ، ولكنه خسر نفسه وفقد احترام الآخرين له وللأمم المتحدة التي يمثلها هذا المرتزق الأفاك ، تلكم الهيئة المأزومة التي أثبتت عمالتها وارتزاقها وارتهانها للإملاءات والسياسة الأمريكية والمطالب السعودية ، وتحولت إلى أداة رخيصة تعمل لحساب قوى النفوذ والمال والنفط والتسلط .
يتهم الضحية بالقتل ويعمل على تبرئة ساحة الجلاد ، السعودية وتحالفها الغارقون في الإجرام والوحشية ، الذين يمثلون أعداء للإنسانية والذين انتهكوا كل الحقوق واستباحوا بعدوانهم وحصارهم كل الحرمات ، صورهم غوتيريش حمائم ورسل محبة و سلام ، متجاهلا الحقائق الدامغة التي تؤكد وبما لا يدع أي مجال للشك على أن السعودية والإمارات العدو الحقيقي للطفولة خاصة وللحياة عامة في اليمن خاصة ودول المنطقة عامة ، يستقون معلوماتهم من قناة العربية وتقارير المراكز والهيئات التابعة للمرتزقة ، وكان بإمكانهم تشكيل لجان ميدانية للتحقيق في الجرائم الوحشية التي تمثل الانتهاك الصارخ لحقوق الأطفال ، ولكنهم لا يريدون ذلك ، لأنهم مجرد أدعياء بالدفاع عن الحقوق والحريات يستخدمونها كشماعة للحصول على المكاسب النفعية وخدمة للمصالح السياسية للدول الكبرى التي تهيمن عليهم وتدفع بهم لتولي هذه المناصب .
بالمختصر المفيد، غوتيريش والأمم المتحدة بتصنيفهم لأنصار الله ضمن لائحة منتهكي حقوق الأطفال ؛ صنفوا أنفسهم شركاء في قتل أطفال اليمن وانتهاك حقوق الأطفال، ولم يعد عليها بعد اليوم أي تعويل في تحقيق السلام في اليمن ، بعد أن قدمت نفسها كغريم لكل اليمنيين رجالا ونساء ، كبارا وصغارا ، ولم تعد تمتلك صفة الحياد التي تدعي أنها تمثله ، وبات من حقنا كشعب معتدى عليه أن ندافع عن أرضنا وعرضنا ونواصل معركة تطهير أرضنا من دنس الغزاة ورجس العملاء ، فالسلام لن تصنعه سوى فوهات البنادق والعمليات النوعية للقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير داخل العمق السعودي والإماراتي .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.