المنظمة الأممية للتجارة بالحقوق الإنسانية
زيد البعوه
أثبتت الأحداث والسنين أن منظمة الأمم المتحدة عبارة عن سوق سوداء دولية للمتاجرة بحقوق الإنسان في السوق العالمية ووفق قوانين سياسة البورصة الأمريكية القائمة على الطغيان والإجرام والأطماع الاستعمارية، لأن مشاريعها ومواقفها وأعمالها تتنافى وتتصادم مع القوانين التي تتحرك باسمها، وتلك العناوين التي ترفعها وتتغنى بها ليست سوى إعلانات إعلامية للترويج لنفسها في أوساط الشعوب باسم حقوق الإنسان والسلام والحرية ونشر قيم العدالة والتسامح والتعايش وغير ذلك من العناوين البراقة التي لا يرى لها الإنسان في واقعه أي نتائج حقيقية ملموسة سوى ضجيج إعلامي لا وجود له في أوساط المجتمعات البشرية التي تحلم بحماية حقوقها بشكل حقيقي أو على أقل تقدير أن تتركها الأمم المتحدة وشأنها بدلاً من المتاجرة بحقوقها ومظلوميتها في المؤتمرات والمحافل الدولية وبيع دمائها مقابل النفط وحسب ما تشتهيه إدارة البيت الأبيض.
كُشفت حقيقة الأمم المتحدة غير الإنسانية من خلال دورها الخبيث في العدوان الأمريكي السعودي على اليمن القائم على النفاق بشكل مفضوح حيث تجلى للجميع مدى زيفها وكذبها على مدى أكثر من ست سنوات وهي تدور حول نفسها وتبيع وتشتري في مظلومية الشعب اليمني ولم تقدم له سوى التصريحات الإعلامية المشحونة بالقلق المزيف والوعود الكاذبة التي تتحدث عن السلام وعن حقوق الإنسان، ولكنها لم تتحرك بجدية ولا بحيادية لوقف العدوان على اليمن وفك الحصار الاقتصادي والتخفيف من معاناة الإنسان اليمني، ناهيك عن أن تقوم بدورها في العمل على محاكمة الدول التي ترتكب ابشع الجرائم بحق اليمنيين وفي مقدمتها أمريكا والسعودية وبريطانيا والإمارات وغيرها من الدول المشاركة في العدوان على اليمن التي تقتل اليمنيين وتدمر منازلهم وترتكب بحقهم أبشع الجرائم بدون أي ذنب.
من أبرز وأهم المواقف السيئة والمخيبة للآمال والتي تتعارض مع قيم العدالة والإنسانية للأمم المتحدة في اليمن هو استرخاصها لدماء وأرواح أطفال اليمن وتلاعبها بما يسمى القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال، حيث اعترف الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون عام 2016م أن المنظمة تعرضت لضغوطات سعودية لرفعها والدول المشاركة معها في العدوان على اليمن من قائمة منتهكي حقوق الأطفال، وكانت النتيجة أنه تم رفع السعودية ومن معها، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل وصلت الوقاحة بالأمم المتحدة في عهد أمينها العام القديم الجديد غوتيريش أن عمل على إدراج أنصار الله في القائمة السوداء مقابل صفقة عقدها مع السعودية والإمارات وأمريكا وبريطانيا أهمها أن يبقى أميناً عاماً للأمم المتحدة لفترة ثانية، وهذا يعد جريمة بحق أطفال اليمن وبحق الإنسانية بشكل عام.
حيث تحولت القائمة السوداء الأممية لمنتهكي حقوق الأطفال إلى ورقة سياسية لا إنسانية تلعبها أمريكا والدول المتحالفة معها عبر الأمم المتحدة للضغط على الشعب اليمني الصامد بهدف إجباره على الرضوخ والاستسلام لدول تحالف العدوان وإذا لم يقبل اليمنيون بالوصاية الأمريكية يتم إدراجهم في قائمة منتهكي الأطفال حتى ولو كان أطفالهم هم من يقتلون ويشردون وهم المحاصرون بينما الدول التي تعتدي على اليمن وترسل طائراتها وأسلحتها لتدمير اليمن وقتل اليمنيين وارتكاب أبشع الجرائم بحق أطفال اليمن يتم مسحهم من هذه القائمة بدون أي مبرر وهذه جريمة أممية قضائية سياسية لا إنسانية تتحمل مسؤوليتها الأمم المتحدة التي جعلت من مظلومية أطفال اليمن قضية للابتزاز والاستغلال السياسي بدلاً من وضع حد للجرائم الوحشية التي ترتكب بحقهم.
أطفال الشعب اليمني الذين عانوا ولا يزالون من العدوان الأمريكي السعودي والحصار الاقتصادي المفروض ومن سياسة الأمم المتحدة القائمة على النفاق والمكر والخداع ضجوا وعبروا عن غضبهم من قرار غوتيريس وخرجوا في مسيرات جماهيرية في مختلف المحافظات اليمنية، مؤكدين أن هذا القرار يعد جريمة لا إنسانية ترتكبها الأمم المتحدة بحقهم بل هي أشد بشاعة من الحصار الاقتصادي والجرائم الأخرى التي ترتكبها طائرات تحالف العدوان منذ ست سنوات لأنها جريمة مركبة تلبس ثياب الإنسانية المزيفة وتهدر دماء أطفال اليمن برعاية أممية ولكن أطفال اليمن فضحوا الأمم المتحدة وسياستها وأثبتوا لجميع سكان الأرض من مختلف الأجناس البشرية أن الأمم المتحدة مجرد منظمة سياسية لا مكان فيها لقيم ومبادئ الإنسانية وأنها شريك أساسي للطواغيت والمستكبرين في كل ما يعانيه الإنسان اليمني وغير اليمن من ظلم وعدوان.