تَعِسَ المطبِّعون!
حمدي دوبلة
تعس المطبعون وسيئت وجوههم ولُعنوا بما أقدموا عليه من خيانة لأمتهم ومقدساتهم، وهاهم اليوم يعيشون الخزي والعار ويحسون بالألم كلما تلقى العدو ضربة على أيدي أبطال فلسطين، وكأن تلك الصفعات موجهة إليهم وإلى وجوههم الشوهاء قبل أن تصل إلى نتنياهو وقطعانه.
ظن نتنياهو ومعه عصابات المستوطنين ومن ورائهم المطبعون والخانعون والمتزلفون من حملة الجنسية العربية وممن ينتمون ظلماً وزوراً إلى أمتنا الإسلامية بأن كيان الاحتلال في مهمة روتينية لقتل ما يشاؤون من الفلسطينيين وتدمير وتخريب ما يحلو لهم من المنازل والبنايات السكنية ومن ثم العودة سالمين إلى القواعد والثكنات كما جرت عليه العادة .
في ما مضى كان الصهاينة يسرحون ويمرحون ويعيثون الفساد في الأرض ويزهقون الأرواح وينتهكون الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة الغربية في الوقت الذي يريدون وبالطريقة التي يختارون، وكانت المقاومة الفلسطينية في كل مغامرة ومراهقة جديدة للعدو ترد بإمكانيات محدودة وعلى نطاق ضيق لكن المواجهة اليوم حملت مفاجآت لم تكن في الحسبان واستطاع المجاهد الفلسطيني أن يتصدر بفدائيته وتضحياته طلائع أحرار الأمة بل وينوب بسلاحه البدائي عن كل العرب والمسلمين في معركة الكرامة والعزة والشرف والدفاع عن الأعراض والقيم والمقدسات .
اعتاد الكيان الصهيوني منذ أكثر من سبعين عاما على خوض معاركه الإجرامية في أراضي العرب والمسلمين فيما تنعم أراضيه وقطعان مستوطنيه بالأمان والهدوء بدءا باحتلاله ارض فلسطين قبل أكثر من سبعة عقود فيما سُمِّي بالنكبة، ومرورا بنكسة الست ساعات عام67، وانتهاء بحروبه العدوانية الأربع على غزة منذ 2008م واقترف طيلة هذا التاريخ جرائم مروعة بحق الفلسطينيين والعرب فأزهق الأرواح واحتل الأرض وأخرج الملايين من ديارهم بغير حق وجعلهم مشردين في مختلف أصقاع الأرض دون أن يدفع أي ثمن أو يقابل بأي رد واضح باستثناء حالات نادرة على غرار رد مجاهدي المقاومة الإسلامية في لبنان عام 2006م والتي أجبرته على الخروج منهزما من الجنوب اللبناني لكن ظلت عاصمته بعيدة عن الخطر والتهديد الحقيقي.
الوقائع والأحداث على الساحة الفلسطينية حاليا في معركة سيف القدس وما تسطره فصائل المقاومة من ملاحم غيرت المعادلات وقلبت الموازين وفاجأت العدو الذي جاء هذه المرة متسلحا بتوقيع المزيد من الخانعين والمستسلمين على اتفاقيات التطبيع المشؤومة، لكن ذلك لم يغن عنه شيئا وإنما أثبت مجددا حقيقة أن المظلوم وصاحب الحق قادر على الرد والمواجهة وأن يفتح أبوابا للنصر بحجم الظلم والصلف والغرور الذي يمارسه المحتل عليه مهما كانت الظروف والمواقف من حوله.
أبطال المقاومة الباسلة في فلسطين يمثلون بعطائهم وبطولاتهم مصدر فخر وإلهام لكل الشعوب العربية والإسلامية وآن لهذا الإلهام أن يتحول إلى صحوة عارمة لاستعادة الحق المغتصب وقبل ذلك الإطاحة بمشروع التطبيع المهين والمضي قدما لتحرير المقدسات التي دنَّسها اليهود عقودا طويلة أمام أنظار العالم وأحاديثه الممجوجة عن الإنسانية.
– ما يجري اليوم في غزة – على الرغم من فداحة ما يقترفه العدو من مجازر بحق النساء والأطفال – حتما جعل قطعان المحتلين على علم وإدراك عميق بأن مشروع التطبيع فاشل وأن أصحابه ليسوا سوى حثالة ولا يمكن لهم بأي حال من الأحوال أن يقفوا حجر عثرة أمام مسيرة التحرر والخلاص وإعادة الحق إلى أصحابه وأن أبطال فلسطين هم وحدهم القادرون على ذلك وإن النصر حليفهم طال الزمن أم قصر “ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله”.