فلسطين قضيتنا الجوهرية
يمانيون- بقلم/ د. تقية فضائل
إن الأحداث الدموية التي شهدتها أرض فلسطين في الأيام الماضية حركت الضمائر الحية وهزت الأفئدة في أنحاء العالم ﻻسيما لدى الشعوب العربية والإسلامية الحرة والأبية؛ فارتفعت الأصوات هنا وهناك في وجه العدو الإسرائيلي الغاصب وصدرت العديد من الخطابات الرسمية من العديد من البلدان العربية والإسلامية وكذلك خرجت الجماهير العربية والإسلامية في تظاهرات شعبية حاشدة في دول عربية وإسلامية و بعض الدول الأوروبية وهذا دليل قاطع على أن بوصلتنا مازالت موجهة نحو فلسطين الحبيبة وحريتها وكرامتها وأن العدو الصهيوني ليس إﻻ كيانا غاصبا ﻻ مشروعية لوجوده وقد فشل فشلا ذريعا هو ومن يقف معه في حرف البوصلة و إيهام الجميع أنهم الأحق بأرض فلسطين متجاهلا الحقائق الواقعية والتاريخية والثقافية التي تفند دعواه وتظهر زيفها وبطلانها.
وقد صدرت عدة خطابات رسمية تستنكر ما أقدم عليه الكيان الإسرائيلي من العديد من الدول واستهجنت الاعتداءات الإجرامية على حي الشيخ جراح وساكنيه وكذلك الاعتداء على المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى نهاية شهر رمضان ، ويمثل خطاب السيد حسن نصر الله و السيد القائد عبد الملك الحوثي – حفظهما الله- أقواها وأكثرها صرامة وقد حملت رسائل تهديد للعدو الإسرائيلي الغاصب المجرم و بأن قوى المقاومة ستقف مع الشعب الفلسطيني بكل ما أمكنها من مال وموقف وسلاح وغير ذلك وهي على أهبة الاستعداد لأي مطلب يحتاجه الفلسطينيون ، وهناك خطابات قوية من رؤساء السنغال وماليزيا وإيران وغيرها من الدول الإسلامية أكدوا أحقية أهل فلسطين في الحياة الآمنة في بلادهم ولن يكون ذلك إﻻ بخروج الاحتلال الإسرائيلي الوحشي .
أما التظاهرات الشعبية فهي في لبنان والأردن حيث حاول الشباب تخطي الحدود واستشهد بعضهم برصاص العدو الصهيوني وقد حمل الشباب العلم الفلسطيني ورفعوها على الحواجز الحدودية رغم محاوﻻت منعهم ، وشهدت بغداد تظاهرة شعبية حاشدة، وتظاهرت الجاليات العربية والإسلامية في ألمانيا ورفعوا العلم الفلسطيني والشعارات المنددة بالاحتلال والشعارات المؤيدة للفلسطينيين ، ولن ننسى إطلاق الصواريخ من سوريا العروبة والعزة والكرامة وهي الأقوى والأكثر أثرا وعمقا.
هذا كله يدل دلالة واضحة وقطعية أنه مهما طال زمن الاحتلال وتعددت محاولاته المستمرة بشتى السبل والوسائل لطمس القضية الفلسطينية ونهب أرض فلسطين ومنحها لشذاذ الآفاق من اليهود الغزاة المعتدين وكان آخرها صفقة المعتوه ترامب بجعل القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي وتهجير الفلسطينيين إلى صحراء سيناء ومنحهم الجنسية المصرية وغير ذلك من البنود التي تنزع حقوق الفلسطينيين في أرضهم ومنحها للإسرائيليين المتعددي الجنسيات ، وهذه المحاولة وما قبلها باءت بالفشل ؛ فهم لم يستطيعوا و لن يستطيعوا نيل مرادهم ، إضافة إلى أن تحريرفلسطين تعد أولوية لدى المقاومة الفلسطينية و الشعوب العربية والإسلامية، خاصة لدى دول محور المقاومة التي ازدادت قوة وتماسكا وصلابة وأصبح لها ثقلها ويحسب لها ألف حساب، وما على اليهود ومن ينتصرلهم إﻻ مراجعة مواقفهم وخططهم التي لن تنجح مادامت بوصلتنا تتجه إلى فلسطين بقوة ولن تنحرف مهما حدث.