تفوُّقٌ واقتدار
جمال الظاهري
رغمِ الصِّعاب ورغم العدوان والمعاناة من الحصار الذي دخل عامَه السابعَ لا يزالُ الشعبُ اليمني واقفاً بشموخ رافعاً رايةَ التحدي.. بل وصار أقوى وأصبح يهدّد المعتدين في عُمقِهم الاستراتيجي عبر منظومات ردع استراتيجية محلية متعددة، لا يكدّرُ صفوَه إلا منظر أُولئك النفر من أبنائه الذين ارتموا تحت أقدام المعتدي الحاقد على اليمن أرضاً وإنساناً وتذّكره لأُولئك الأسرى الأوفياء الذين ما يزالون يقبعون في سجون العملاء والمعتدين.
اليمن وعبر التاريخ كان محطَّ أطماع للغزاة وللحملات العسكرية والمؤامرات الخبيثة، ولكنه وعبر التاريخ كان ينهض من جديد كما رد يبتلع كُـلّ من أراد به سوءاً؛ ولذا أطلق عليه مقبرة الغزاة وها هو اليوم يعيد الكرة ويذكر من نسي أَو تناسى تاريخه ونهايات أعدائه مسجلاً ملحمة أُسطورية من الصمود والبطولات ويكرّر أمجاد شعب عريق ويثبت للعالم المتخاذل أنه عصيٌّ على التركيع والهيمنة، ولذلك وخلال سنوات العدوان وفي مسار تصاعدي تمّ تطوير الإمْكَانيات العسكرية
وتنامي قدرات الردع للجيش اليمني الوطني واللجان الشعبيّة لمواجهة هذا العدوان، وتحرير كامل التراب اليمني بالعديد من معارك التحرير وعمليات توازن الردع التي أوجعت قادة العدوان وأجبرتهم على الصراخ وطلب النجدة من الأسياد ومن المنظمات الأممية بعد أن كان الوكلاء ومباشرو الاعتداء لا يأبهون لمواثيقها وقوانينها حتى أنهم شنوا عدوانهم بدون غطاء شرعي منها.
لقد كان من أول الأهداف التي ركز عليها التحالف هو استهداف مكامن القوة وسلاح الردع بكل أنواعه، حَيثُ شنت الغارات في 7 مارس على معسكرات الصواريخ الاستراتيجية والدفاعية وعلى الطيران الحربي وهذه هي مجموع وأنواع الأسلحة التي كان يخشاها العدوّ وبالذات سلاح الصواريخ البالستية التي قد تربكه وتفشل مسعاه.
وبعون من الله ها هي تلك الأسلحة وبما أدخل عليها من تطوير وما أضيف إليها من منظومات ردع استراتيجية محلية الصنع تصول وتجول وترسم ملامح النصر وتقلب السحر على الساحر وتنزله من على كرسي الطغيان والاستكبار مجبرة له على السعي والتزلف وطلب العون؛ مِن أجلِ إيجاد مخرج له من وثبة الأسد اليمني الذي استعاد عافيته وصار يدك في عمقه الاستراتيجي ويبعثر مرتكزات قوته.
وها هي اليدُ الطولى التي كان قد أمن جانبها تعلن عن نفسها في العمق وفي أحصن وأهم قلاع قوة العدوّ السعودي ومع كُـلّ زيارة لها تعلن عن تطور واقتدار وقوة أكبر من سابقتها..
ها هو سلاحُ الصواريخ يقول بكل وضوح قادمون في عامنا السابع بعزم وغضب أكبر ولن يقف في طريقنا ولن يمنعنا من الوصول إلى الأهداف التي نريدها ما حشدتموه من قوات ومن أسلحة دفاعية، قادمون في العام السابع لنقتص لأطفالنا وشيوخنا وأُمهاتنا وشبابنا وزهراتنا الذين غدرتم بهم وطمرتموهم تحت أنقاض منازلهم والذين أحرقتموهم في الأسواق والطرقات وفي قاعات المناسبات ومجالس العزاء
قادمون في مرحلة الردع السابعة بقوة وبمفاجأة أكبر وأشد من تلك التي شهدتموها في المراحل السابقة ولم تفهموا أَو أنكم كابرتم وتوهمتم بأنها طفرات ستتلاشى، قادمون بعد أن أقمنا الحجّـة واستنفدنا الإنذارات والرسائل التي تجاهلتموها قادمون لنذيقكم بعض ما كسبتموه، قادمون بخطى واثقة بالله وبعزيمة الرجال وبابتكارات أبنائنا وإخواننا في سلاح الصواريخ البالستية اليمنية الصنع التي كنتم تسمونها مقذوفات واليوم تولولون وتصرخون وتستنجدون بالعالم؛ مِن أجلِ إيقافها.
ومع استمرار السعودية وحلفائها في عدوانهم وحصارهم على اليمن انطلقت عمليتا الردع الأولى والثانية، وها نحن ندشّـن المرحلة السابعة (الوجع الكبير) وصارت صواريخنا تصول وتجول وبأسلحة نوعية وبعدد كبير من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المُسَـيَّـرة الهجومية في كُـلّ نقطة ينطلق منها العدوان.
نعم لقد تفوقت العقول اليمنية على المستحيل وأصبحت صواريخنا البالستية وطائراتنا المسيّرة قادرة على أن تطال مواقع ومقرات عسكرية وسيادية ظنوّها محصّنة، وما زالت العملية في بدايتها والعود باستمرار ردّ مزلزل في حال واصلت قوات التحالف عدوانها وحصارها على الشعب اليمني.
وباختصار شديد، لقد أصبحت القوات المسلحة اليمنية قوةً لا يُستهان بها، فرضت وجودها في ساحة المواجهة، وانقلبت من الدفاع إلى الهجوم، معلنة مغادرتها لمربع وزمن الهزائم وحضور زمن الانتصارات.