عملية الـسادس من شعبان.. بدء انطلاقة عام موجع لعمق عاصمة العدوان
إكرام المحاقري
ستة أعوام حملت في طياتها جرائم وحشية بحق الإنسان والحياة في اليمن، كانت بدايتها عبارة عن تعنت إجرامي غير مبرر لقوى تحالف العدوان، وتعاقبت الشهور والسنوات حتى تغيرت معادلة الصراع، واقتلبت أوراق المفاوضات التي لطالما استغلتها قوي العدوان بسبب سيطرتها العسكرية في المنطقة.
ومن خلالها فقد وضعوا الشعب اليمني في زاوية الإستسلام منذ ان اقروا قرار الحرب على اليمن، وفي نهاية المطاف تبقى السياسات الخارجية غير مرغوب بها في الوسط اليمني، وهذا حال تواجد قوى الاحتلال، لكن ماذا عن النهاية الغير مرغوب بها لتحالف العدوان من تل أبيب وواشنطن؟! وماذا عن مصير حكومة الفنادق واسيادهم في الأنظمة الخليجية؟!
وكأن المسيرات اليمنية قد اعتادت إختراق الكرامة السعودية وهذا حال الباليستيات والمجنحات وحال المقاتل اليمني الذي وهب روحه فداء للدين والوطن، وتبقى معادلات قوى العدوان حبرا على ورق بوجود التقنية اليمنية الحديثة التي احرقت النفط السعودي واودت بقيمته إلى حضيض السعر العالمي.
وليس في كل مرة تسلم الجرة، فالجرة السعودية تناثرت إلى قطع صغيرة عقب اتخاذها قانون السياسات الغربية في قمع الشعوب الحرة التي اختارت لنفسها ديموقراطية الإنسان المستقل.
فحين نسمع شجب من المجتمعات الدولية، ونلتمس عمالة واضحة من الأمم المتحدة، ونلحظ سقوط مدوي لمن يتغنون بالديموقراطية العالمية حين يحاربون الشعوب المستضعفة، هنا لا بد من الوقوف مع نهاية الغيب المحتومة للعدو في اليمن!!
والذي بات يفتش عن بقعة وجغرافية أخرى من أجل أن يضع فيها بيضته الثمينة ذات المشروع الدموي، بعيدا عن من مرغوا أنفه في التراب وجعلوا من هيبته الوهمية أضحوكة للعالم في زمن يقال فيه بأن البقاء للأقوى، هنا يمكننا الإجادة بكل إيمان بأن البقاء هو لليمن، في حين سيشهد العدو زلزال تبتلعه الأرض من شدته، ذاك هو زلزال دول محور المقاومة والتي لها نفس القضية في تحرير الإنسان والمقدسات.
فعندما أتقن العدو الاحكام في خنق وحصار الشعب اليمني رسم لنفسه خارطة نجاة، وتامل الوصول إلى أخر بقعة في عالمها الضيق خلال عدة أسابيع، لكن العمليات الموجعه والمتعاقبة للقوة الصاروخية اليمنية والتي حولت النفط السعودي إلى كتلة من لهب مشتعل ودخان متناثر، واحاطت بالاقتصاد السعودي حتى جعلت من مستواه تحت خط الخطر الاقتصادي المعلن بالسنتهم..
ليس هذا فحسب؛ فالعدو لم يحسب حساب ما يقوم به من شراء لاسلحة وآليات عسكرية متطورة وحديثة، هي في الاخير مغنم لصالح الجيش واللجان الشعبية اليمنية، وهم اليوم يُقتلون بها في كل جبهة من جبهات المواجهة، ولها دور بارز في تطهير مناطق كثيرة من دنس الاحتلال..
وهكذا تبقى الحرب ورقة ثابتة في يد السياسي والعسكري اليمني، حتى تتخذ واشنطن الإجراءات اللازمة لرفع الحصار وكف العدوان عن اليمن، حتى وإن كان هذا مستحيل حيث والصهيوني “بايدن” مازال في بداية مواصلة مشوار سلفه الأمريكي “ترامب” في حلب المملكة السعودية وتدمير الشرق الأوسط.
لكن ليست هذه معضلة في حال حددت القوة الصاروخية اليمنية اهدافا استراتيجية في تل ابيب وحيفا وغيرهن من المستوطنات الصهيونية، فـ العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص..
بعيدا عن سياسة الأمم المتحدة، فـالسادس من شعبان قد دشن دخول العام السابع من عمر العدوان، وليست العملية الأولى وليست الأخيرة، وإن غدا لناظره قريب.