قائدنا الشهيد
عفاف محمد
حسين البدر ..قائدنا الشهيد.. من حُجبت عن الكثير سيرته حتى رحل .
عرفه البعض بعد أن فارق جسده الطاهر هذه الحياة .
قالوا عن عظمة شأنه الكثير، وكتب الكثير، وسردوا لنا حكايات تفوح روحانية وطهراً
قرأنا كلماته، سمعنا خطاباته وكان صداها عميقاً عميقاً ،عرفناه من خلالها إنسان غير اعتيادي لم تنجبه ولادة في هذا الزمان.
عندما ننوي الحديث عنه ترتبك الحروف وتخجل من مقامه فأيها قد يوفيه حقه ؟!
هل نسميه بدر الزمان، أو قمر الدجى، أو حليف القرآن ، أو حسين العصر، أو منقذ الأمة، أو غيرها من تلك التي تنطبق على خصاله الكريمة عسانا نصل إلى وصف نفسه العظيمة، وحكمته البليغة، وعلمه الواسع، ونسبه الشريف، وحصافته النادرة ، وكياسته المبهرة ، وأسلوبه المؤثر ومعرفته الشاملة ونظرته الثاقبة، وكلماته الجزلة، ومعانيه المنتقاة، وحسن بيانه، وتفسيره الصائب، وتواضعه الجم، ودماثة خلقه ..
هو بحق نادرة من نوادر هذا الزمان، ترك لنا أثراً عظيماً بعد رحيله..
ذاك المجتهد الفاضل من امتلك لياقة علمية فائقة، كان أعلم أقرانه المعاصرين، تفرد بميزات جعلت منه بحق شهيد القرآن ، القرآن الذي هو دستورنا في الحياة الذي هو منهجنا القويم .
بعد أن كان قد حُرّف وبدّل دون المساس بآياته، إنما بتفسيره، كذلك فعلت الوهابية المقيتة حرّفت المعاني وبدّلت المفاهيم العظيمة في سور القرآن بما يخدم أعداء الدين الإسلامي .
ليس بغريب أن تُقام تلك الحروب الشرسة في صعدة الشموخ وتضج الدنيا على تلك الأسرة المثقفة العلمائية ، ويسمى مشروع الشهيد القائد نسبة إلى لقبه بالمشروع الحوثي والذي ربطوه مبالغة بالمد الإيراني!!
و قامت قائمتهم ولم تقعد وحاربوه ست حروب وحشية، ونشروا الأكاذيب كي يرعبوا الناس وينفروهم من هذا المشروع المقدس، الذي قالوا عنه حركة حوثية، إلا أن الوقع اليوم يحكي فشلهم الذريع .
فمن يشاهد ما وصلنا إليه اليوم من عز وشموخ وفخر وانتصار للدين وللوطن ومن يتأمل في تلك المسيرات والفعاليات التي يحتشد فيها الشعب اليمني في المناسبات الدينية والوطنية يسبح لله في ملكه ويتساءل كيف أن هذه الأعداد الهائلة أضحت اليوم في صف الحوثي أو بتعبير اصح انصار الله !!
وما ذلك إلا دليل على محجتهم البيضاء وقوتها، وصفاء سرائرهم، وصدق نياتهم، وأقوالهم، وأفعالهم، ومتانة علاقتهم بالله جل شأنه الذي هو مؤيدهم بالنصر .
هنا يقف الكلام ويحتار كيف يصف المشهد وكيف تترجم تلك الشخصية القيادية العلمية المثقفة الربانية وكيف توصف وأي كلم قد ينظم في سيرته العطرة ؟!
فقط تاريخه المجيد من يرسم ملامحه
وفقط كلماته من تشق طريقاً لترسم المستقبل
وفقط شعاره من يرتد صداه ويمتد فيكسوا النفوس عزة وإباء وشموخاً ،وفقط إرثه الفكري والثقافي من يعكس تحرك الأمة اليوم ضد المشاريع الاستعمارية وضد الطغاة والمتجبرين .
في ذكرى استشهاده سلام الله عليه ثم سلام الله عليه ألف سلام .