شجرة البن . . ثروة قومية يجب الاهتمام بها
محمد صالح حاتم
يرتبط ذكر شجرة البن بتاريخ اليمن وحضارتة وهويتة، فليست شجرة عادية مثلها مثل أي شجرة او منتج نباتي او محصول غذائي،بل لها مكانة كبيرة لدى اليمنيين منذ مئات السنين.
ونظرا ً لأهمية شجرة البن اليمني فقد ألفت فيها المؤلفات والكتب، ونظمت فيها القصائد والملاحم الشعرية، وتغنى بها الشعراء والفنانون،وذكرها الرحالة والمكتشفون في اسفارهم ورحلاتهم.
كانت القهوه اليمنية وتقديمها للضيوف والوافدين والمسافرين من شيم ونخوة الأنسان اليمني،بل ويعتبر البن اليمني من افضل الهديا التي يمكن تقديمها للأصدقاء والأصحاب العرب والأجانب نظرا ًلجودته ومذاقه الفريد والمتميز وهو ما اكسبة مكانة وشهرة عالمية.
وقد انتشرت زراعة اشجار البن في عدة محافظات يمنية، وتزايد انتاج البن اليمن فكان يصدر إلى عدة دول عربية واسلامية ودول اوروباء وامريكا وكل بقاع العالم، وارتبط اسم ميناء المخاء بمحصول البن فاشتهر بأسم (موكا كافي).
وتعتبر شجرة البن رمزا خالدا ًيفتخر به الانسان اليمني وهو ما جعلها ضمن الشعار الرسمي للجمهورية اليمنية (الطير الجمهوري)، ولكن وفي السنوات الاخيرة فقد بداءات زراعة اشجار البن تتضأل وتنحسر وتحلّ محلها شجرة القات، وليس هذا وحسب بل أن اسواقنا المحلية اكتضت بمنتجات البن المستوردة من البرازيل والحبشة، وهو ما ساعد على تدمير واهمال زراعة البن.
وبسبب السياسات الخاطئة التي اتبعتها الحكومات السابقة في ظل ما كان يسمونه التجارة الحرة والتي لم نسفيد منها بل ضربت المنتج المحلي وقضت علية وازدهرت تجارة المنتج المستورد ومنه البن.
فهذا الاهمال والتدمير الذي تعرضت له الزراعة بشكل ٍ عام والبن بوجة ٍ خاص يندرج ضمن برنامج تنفيذ السياسات الخارجية التي تعمل على جعل الشعوب العربية شعوبا ً مستورده مستعمرة اقتصاديا ً منزوعة القرار ومسلوب السيادة.
فالبن يعد منتجا ً استراتيجي وثروة ً قومية يجب الحفاظ عليه، والاهتمام به ودعمه،وكما اوضح مدير عام البن لو تم تصدير ٥٠ ألف طن في العام بأعتبار قيمة الكيلوا الواحد ٢٠دولارا ًسنرفد الخزينة العامة للبلد بمليار دولار، وهذا يعتبر مبلغ كبير جدا جدا ً يعني بحساب اليوم يعني ٦٠٠ مليار ريال يمني يمكن تغطي مرتبات الموظفين لثمانية اشهر مع العلاوات والحوافز حسب كشوفات 2014م.
فهذه ثروة قومية يجب الاهتمام بها ودعمها وتنميتها التنمية الحقيقية، وان يكون لها استراتيجية وطنية، مثلها مثل النفط والغاز والمعادن والثروة السمكية وغيرها من الثروات الطبيعية التي تمتلكها اليمن..