“شهيد القرآن”
فيصل أحمد الهطفي
عندما سعت أمريكا بكل ما لديها من قوة لطمس ما تبقى لهذه الأمة من هويتها تحت مسميات كاذبة ومزيفة مصطحبة مع هذه الهجمة الأبواق الإعلامية المأجورة لقلب الحقائق وتقديم الباطل في لباس الحق.
وتحت ذريعة واهية ومسرحية كاذبة تسمى مكافحة الإرهاب تولت أمريكا قيادة الحلف الدولي لمكافحة الإرهاب ووقع على هذه القاعدة ملوك وحكام العرب والمسلمين إلا القليل النادر منهم.
وأظهرت أمريكا نفسها للعالم بأنها المنقذ والمخلِّص للشعوب والدول من آفة صنعتها ودربتها اسمها الإرهاب المتمثل في القاعدة وداعش.
وقدمت المونتاج لهجمة شنتها القاعدة في أحداث 11سبتمبر لضرب مركز مبنى التجارة العالمي والبنتاجون والذي كان ذريعة ومسرحية خدعت بها الكثير من الشعوب فحركت جيوشها ومعداتها العسكرية لضرب أفغانستان فقتلت ودمرت وأهلكت الحرث والنسل ، ثم توجهت إلى العراق فدمرت كل شيء وأنشأت السجون للتعذيب وانتهاك أعراض الرجال والنساء وسرَّبت للإعلام تلك المشاهد المقززة من سجن أبو غريب لخلق حالة من الذعر والهلع والخوف في نفوس الناس من أمريكا.
فعم الصمت وخيم الذل على الدول والشعوب فسكت الجميع ولم يجرؤ أحد على أن يتفوه بكلمة أمام الهيمنة والغطرسة الأمريكية وغابت المواقف حتى الشجب والتنديد.
وفي تلك الفترة ظهر القس الأمريكي لمحاكمة القرآن وحرقه ودنست المقدسات بما فيها القدس مسرى الأنبياء من قبل اليهود وسادت حالة من اليأس لدى الناس وغابت الحلول واصبح الكثيرون يفتقدون الحل والخلاص من هذا الواقع المهين.
وهنا لاح بريق الأمل وظهر صوت الحق مجلجلا من منطقة نائية تفتقد أبسط الخدمات، من مران محافظة صعدة شع نور القرآن والهدى يقدمه ويرسم معالمه السيد القائد حسين بدرالدين الحوثي (رضوان الله عليه) داعيا الأمة للعودة الى كتاب الله القرآن الكريم والثقة بالله ومعرفته من خلال كتابه الكريم بمنهجِ قرآني تصحيحي نسف المفاهيم والثقافات المغلوطة التي كانت من أهم الأسباب التي أقعدت الأمة ودجنتها لليهود.
هذا المنهج له سمات تحدث عنها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله في كلمة له عام 1435هجرية في الذكرى السنوية للشهيد القائد لخصت المشروع القرآني بشكل واضح منها أنه تبصيري كشف الكثير من الأحداث التي تحدث عنها الشهيد القائد، وأخلاقي قيمي يربي الناس على الأخلاق والقيم التي جاء بها الإسلام، وأنه منهج واقعي يلامس الواقع بعيدا عن الخيال، ومشروع نهضوي يرتقي بالأمة في كل المجالات.
وقال : من الإنجازات الهامة لهذا المشروع أنه سعى لتوحيد الأمة تحت الهوية الجامعة ولهذا كانت قضية القدس وفلسطين هي القضية المركزية وكذلك قضايا الأمة الإسلامية في العالم.
وهذا المشروع من سماته أنه قضى على حالة الذل وعمل على تعزيز الثقة بالله.
ولهذا كان الموقف العملي الذي أعلنه في محاضرة” الصرخة في وجه المستكبرين” هو رفع شعار الصرخة “الله اكبر -الموت لامريكا -الموت لإسرائيل -اللعنة على اليهود-النصر للإسلام” كموقف وإعلان براءة وترافق معها المقاطعة الاقتصادية للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، فعمدت السلطة الباغية بتوجيهات أمريكية لإسكات هذا الصوت بالترغيب والترهيب والسجن حتى ظهر وعرف الكثير وكشف زيف أمريكا وتشدقها بالديمقراطية أمام صرخة مكونة من عدة كلمات إلا أنها رأت فيها الخطر المحدق بأمريكا واليهود وأن هذا المشروع الديني خطير على اليهود والمنافقين
لهذا عندما عجزوا عن إسكاته شنوا الحرب الكبرى وحشدوا كل إمكانياتهم للقضاء على السيد حسين بدرالدين الحوثي ومشروعه القرآني وعندما قتلوه وأخفوا جثمانه شهيدا ظنوا أنهم قد انهوا كل شيء، لكن المشروع بقي وبقيادة السيد العلم عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله وأمريكا واليهود والمنافقين إلى الزوال والخسران.
مدير عام مكتب الهيئة العامة للأوقاف في محافظة الحديدة.