الشهيد القائد وإطلاق المشروع القرآني.. جانب من أخطر التحديات وأهم الإنجازات التي غيّرت واقع الأمة
يمانيون – إسماعيل السراجي
برز الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي بمشروعه القرآني التوعوي والعملي الرامي لبناء أمة جديرة بمواجهة أعداءها والاعتماد على نفسها في شتّى المجالات، في مرحلة كانت الأمة في حالة من التيه الكبير، وبعيدة كل البُعد عن الثقافة القرآنية، ومقيّدة بأنظمة تخدم المشروع الأمريكي المهيمن على معظم دول العالم وعلى وجه الخصوص الدول العربية وأبرزها اليمن التي كانت سياسة نظامها، إبّان حكم علي عبدالله صالح تنسجم بشكل كبير مع التوجهات الأمريكية، وتحت وصايتها وتخدم مشروعها، حتى وصل الحال إلى أن تتلقى الأوامر والتوجيهات من الإدارة الأمريكية بما يخدم مصالح ومشروع الأخيرة ويضرّ بهوية وثقافة الشعب اليمني وباقتصاد بلده وإضعافه عسكريا والتحكم بجيشه.
كان الشهيد القائد يرى أن الأمة في ذلك الحين قد وصلت إلى مرحلة من الانحطاط الكبير، بأن أصبحت بشكل كامل تحت سيطرة أعداءها، بعكس المُراد لها، باستثناء حركات المقاومة في لبنان وفلسطين، ما دفعه إلى التحرك لانتشالها من وضعيتها تلك، بدءً من منطقة مرّان بصعدة مقر إقامته، في أواخر القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين، وعمل كما تحدث السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في فعالية تأبين الشهيد القائد سنة 1434هـ، بالدرجة الأولى إلى دعوة الأمة إلى القرآن الكريم، وتعزيز الثقة بالله من خلال القرآن الكريم.
الصعوبات والتحديات التي واجهت الشهيد القائد بداية اطلاق المشروع القرآني
لقد واجه الشهيد القائد صعوبات عدّة وتحديات كبيرة قبل وبعد اطلاق المشروع القرآني، على المستوى الثقافي والعسكري، فكان بداية تحركه مليء بالمعوقات والتهديدات، إذ كان أي تحرك عملي أو حتى توعوي في مواجهة الهجمة الأمريكية على الأمة ومقارعة استكبارها، يجعل من هذا التحرك هدف “مشروع” في نظر السلطة العميلة للنيل منه واستئصاله، كون السلطة في ذلك الحين تُعد أداة قمع في يد الإدارة الأمريكية وهذا ما أثبتته الأحداث منذ العام 2004 وما قبله وحتى العام 2009، خلالها شنّت السلطة بمرحلة حكم علي عبدالله صالح 6 حروب ظالمة على محافظة صعدة بغرض انهاء هذا المشروع، وبضوء أخضر أمريكي، عندما استشعر الأخير خطورة هذا المشروع عليه، ولم يكن المشروع بالأساس يستهدف النظام بالداخل بل يهدف لإنهاء الهيمنة الأمريكية على الأمة.
على المستوى الثقافي، كانت الشعوب حين ذاك تعاني من انحراف كبير في ثقافتها البعيدة عن منهجية القرآن وأعلام الهداية، وكانت الثقافة الوهابية تغلب عليها وتغلغل الفكر الوهابي في أوساط الشعوب والمجتمعات العربية والإسلامية، والحال نفسه على غالبية الشعب اليمني كمنهج فُرض عليه بتسهيلات من السلطة الظالمة، إذ مكنته من الانتشار في معظم جغرافية اليمن وانشاء مراكزه الخاصة وتدجين الشعوب على ثقافة اللا وعي بالمخاطر الحقيقية المُحدقة بالأمة
وحرف مساره من العداوة لأمريكا وإسرائيل إلى معاداة المشاريع المناهضة للأخيرتين، وبهذا أصبح المشروع القرآني كأبرز خطر على الفكر الوهابي ما دفع قادة الأخير إلى تحريك منابره وقادته للتحريض عليه حتى وصل بهم الحال إلى تكفير الشهيد القائد وكل من تحرّك في إطار المشروع القرآني ومحاربته بكل الوسائل إلى حد المشاركة العسكرية بعناصر مسلحة إلى جانب السلطة الظالمة في حروبها الست.
الشهيد القائد.. الشعور بالمسئولية وتحطيم جدار الصمت
حمل الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي همّ الأمة بكلها، في وقت كان غالبية “علماؤها” تائهون في مسائل جانبية بعيدة كل البُعد عن المسائل الكُبرى وغارقون في وحل الخنوع لدول الاستكبار، ويغلب عليهم الصمت تجاه قضايا الأمة وأمام مشاريع الأعداء، وكان من أهم ما سعى له وحقق نجاحا فيه، كما بيّن قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد سنة 1435هـ، هو إحياء الشعور بالمسئولية الدينية في مرحلة تسعى قوى الطغيان إلى إماتتها وإخماد جذوتها، ولم يشعر الكثير من المسلمين أنهم يتحملون مسئولية دينية تجاه بقية أمتهم الإسلامية.
أيضا، يُشير قائد الثورة، إلى أن من أهم انجازات الشهيد القائد، هو أنه حطّم جدار الصمت وكسر حاجز الخوف، وأعاد الأمل والثقة في مرحلة عصيّة، بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، والتحرك الأمريكي والغربي غير المسبوق
وفي ظل هجمة عسكرية وإعلامية وسياسية غير مسبوقة على أمتنا الإسلامية، والكثير صمتوا واستسلم الكثير ورَهِبوا، والكثير احتاروا، وغلبت عليهم حالة الحيرة وانسدّ الأفق أمامهم، أما الشهيد القائد كما يضيف قائد الثورة، فقد حطّم جدار الصمت وحاجز الخوف في تلك المرحلة وأعاد الأمل والثقة بالله وحاول أن يذكّر الأمة بكل المقومات التي تجعل منها أمة تستطيع أن تتحرك لتنهض بمسئوليتها.