تحرير مارب ضرورة حتمية
زيد البعوة
لا توجد معركة عسكرية على وجه الأرض في هذه المرحلة أكبر وأقوى وأعنف وأهم من المعركة التي تضطرم نيرانها في محافظة مارب اليمنية بين الشعب اليمني الصامد بجيشه ولجانه الشعبية وبين دول تحالف العدوان ومرتزقته، حيث تعتبر هذه المعركة محط اهتمام الجميع من صناع القرار والسياسيين والإعلاميين وحتى المواطنين البسطاء
ليس فقط على مستوى اليمن بل على مستوى العالم، وقد أثبتت التصريحات السياسية المكثفة والمتكررة للخارجية الأمريكية والخارجية البريطانية والأمم المتحدة والكثير من الأعداء وحتى الأصدقاء بشأن ما يجري في مارب، والتي تنوعت بين القلق والانزعاج ودعوات التوقف والحديث عن السلام والإنسانية والاستبشار بالنصر والتحرير، وغير ذلك الكثير من الضجة الإعلامية المحلية والعربية والعالمية التي تسلط الأضواء على معركة مارب وتحاول عبثا الحصول على معلومات دقيقة لما يحدث
ولكن المعركة لم تكشف أسرارها ومستجداتها لأحد ، العدو يخفي فشله وهزائمه ويثرثر في وسائل الإعلام عكس حقيقة الواقع وأبطال الجيش واللجان الشعبية والإعلام الحربي يشقون طريقهم ويوثقون أعمالهم بالصوت بالصورة حتى تكتمل مهمتهم
وهذه المعركة التي جعلت الجميع بلا استثناء في حالة ترقب وانتظار للمستجدات بهدف معرفة ما يحدث، ورغم شحة الأخبار عن تفاصيل ما يجري هناك ومع كل هذا الصخب والترقب يبقى السؤال الذي يدور في أذهان الجميع هو: لماذا هذا الإصرار الكبير من قبل الشعب الصامد والقيادة في صنعاء على تحرير مارب؟
بعيداً عن الحديث عن الأهمية الاستراتيجية الجغرافية والاقتصادية والعسكرية لمحافظة مارب، وبعيداً عن التوجهات والأهداف العسكرية والسياسية التي من خلالها يتم إشعال فتيل المعارك بحسب أطماع مادية أو أهداف سلطوية لهذا الطرف أو ذاك أو غير ذلك من الأمور والمواضيع التي يتعامل على ضوئها القادة العسكريون أو المحللون السياسيون أو الإعلاميون والصحفيون في تعاطيهم مع أسباب وأهداف ونتائج المعارك العسكرية
يعتبر إصرار الشعب الصامد والقيادة اليمنية في صنعاء والجيش واللجان الشعبية على تحرير محافظة مارب من الاحتلال والارتزاق ضرورة حتمية تفرضها القيم الإنسانية التي تأبى الاحتلال وترفض الاستعمار، ومسؤولية إيمانية جهادية تهدف إلى مواجهة الظلم والطغيان والتصدي للخونة العملاء الذين أسرفوا في قتل الشعب اليمني وارتكبوا بحقه أبشع الجرائم الوحشية أضف إلى ذلك أن تحرير مارب من الاحتلال والخونة قضية شرعية محقة تهدف إلى تطهير محافظة مارب -التي هي جزء من الجسد اليمني- من الشر والفساد والخطر الذي يتربص باليمن واليمنيين والإصرار على تحرير مارب هو ردة فعل يمنية قوية ورسالة عملية للعدو مفادها عدم الرضى والقبول بالمستعمرين وأدواتهم والرفض المطلق لكل ما يسعون إليه من فرض هيمنتهم على هذا الشعب الذي لا يقبل بغير الحرية والاستقلال، وهذا ما يجب أن يدركه الجميع.
ولهذا يعتبر تحرير كل شبر من أرض الجمهورية اليمنية يرزح تحت هيمنة الاحتلال والارتزاق مسؤولية وطنية وإنسانية وأخلاقية ودينية وليس فقط تحرير محافظة مارب فحسب بل كل ذرة تراب يمنية يسيطر عليها المعتدون
لأن هذا يعتبر واجباً شرعياً على كل مواطن يمني عزيز حر يرفض الاستعمار والخيانة والارتزاق، وليست القضية واجبة فقط على أبطال الجيش واللجان الشعبية بل هي مسؤولية الجميع من سكان هذا الوطن الذي يريد العدو أن يستعمرهم وينهب خيرات بلدهم ويتحكم فيهم ويهيمن عليهم ويرتكب بحقهم جرائم لا إنسانية ويمارس عليهم الوصاية التي ما أنزل الله بها من سلطان ولا علاقة لها بالقيم والمبادئ والأخلاق
كما أن تحرير مارب هو بالدرجة الأولى نصرة لأبناء محافظة مارب الأحرار الشرفاء الذين عانوا الأمرين من العدوان ومرتزقته الذين لم يأت منهم سوى الظلم والطغيان والشر والإجرام وهذا ما لا يمكن أن يقبل أي إنسان يمني عزيز وكريم ما يزال على فطرته التي فطره الله عليها، الفطرة السليمة المشبعة بالرغبة الدائمة بالعيش الكريم الذي تحفّه الحرية من جميع الاتجاهات.
وكل ذلك الانزعاج الأمريكي والبريطاني والسعودي من عمليات الجيش واللجان الشعبية في مارب، هو نتيجة لأطماع استعمارية تسعى وتحلم ببقاء مارب مستعمرة لهم حتى لا تخرج عن هيمنتهم، وتكون منطلقاً لأهدافهم الخطيرة التي تستهدف سيادة اليمن واستقلاله
وميداناً مفتوحاً يحشدون إليها أدواتهم وأسلحتهم وعملاءهم وتنظيماتهم الإرهابية مثل داعش والقاعدة التي يدعمونها ويدفعون بها لارتكاب الجرائم البشعة بحق اليمنيين، ولكي تكون مارب ساحة ومنطلقاً لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية التي تستهدف اليمن واليمنيين في مختلف المحافظات، بحيث يتسنى لهم ما يطمحون الوصول إليه من بسط نفوذهم الاستعمارية والسيطرة على قرار اليمن سياسياً وعسكرياً وأمنياً وفي مختلف المجالات، أضف إلى ذلك ضمان بقائهم لنهب الثروة اليمنية
وهم يدركون أن سقوط مارب من أيديهم وعودتها إلى حضن الوطن يمثل فشلاً ذريعاً لمخططاتهم وأهدافهم وهزيمة مدوية لعدوانهم وأسلحتهم وقواتهم وخسارة كبيرة لهم ونصراً كبيراً للشعب اليمني الصامد، ولهذا يحاولون بمختلف الطرق والأساليب، وقف العمليات العسكرية التحريرية في مارب ولكن دون جدوى.
ولهذا على دول تحالف العدوان ومرتزقتها ومن يدور في فلكها أن تدرك جيداً أن الشعب اليمني الصامد بقيادته الشجاعة والحكيمة ورجاله الأعزاء وجيشه ولجانه الشعبية مصممون على تحرير محافظة مارب وكل شبر من تراب الجمهورية اليمنية مهما كانت التحديات وكيفما كانت الظروف وأن كل تلك الحشود العسكرية وكل تلك الأسلحة وكل ما يملك العدو من ماديات وإمكانيات لن تستطيع إعاقة الإرادة الجهادية الإيمانية التي يتمتع بها الشعب اليمني الصامد من خلال التوكل على الله والثقة به واستمداد العون منه وهو على نصر هذا الشعب المؤمن الصامد لقدير.