النازحون شماعة للحماية والإنقاذ
عبدالفتاح علي البنوس
قرابة الثلاثة ملايين نازح يمني هم ضحايا العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي البريطاني الإسرائيلي الذي يشن على بلادنا ، حيث أدى القصف الهمجي الإجرامي لهذا التحالف السلولي اللعين إلى تهجيرهم من منازلهم ومغادرتهم مناطقهم حفاظا على أرواحهم بعد أن أصبحوا هدفا لصواريخ وقنابل طائراتهم ، ومنظوماتهم الصاروخية ومدفعيتهم المتطورة
كل هؤلاء يعيشون في ظل ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد بعد أن تقطعت بهم السبل وبعد أن دمر العدوان كل ممتلكاتهم وأتى على مصادر عيشهم ، وباتوا يعانون من حالة فقر مدقع ، هذا الواقع المؤلم والحال المدمي للقلوب الذي عليه هؤلاء لم يشفع لهم لدى الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها التي ظلت وما تزال تستثمر معاناتهم وتتاجر بآلامهم من خلال تقييد تدفق المساعدات الإغاثية التي تمنح لنسبة ضئيلة منهم ، والعمل على تسييس العمل الإنساني وتكييفه لخدمة قوى العدوان ومرتزقته.
ففي الوقت الذي تخضع فيه المحافظات الواقعة تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى للعدوان والحصار وتعاني من تبعات النزوح الكبير للأسر المتضررة من العدوان والتي ينبغي أن توجه نحوها كافة المساعدات الإغاثية الإنسانية على اعتبار أن بقية المحافظات التابعة لما يسمى ( الشرعية ) تعيش حالة من الاستقرار والطمأنينة حسب الوعود السعودية الإماراتية
ولكون ما يسمى ( الشرعية ) تسيطر على كافة الموارد النفطية والإيرادات المختلفة التي تلزمها بصرف المرتبات وتأمين الحياة الكريمة والعيش الرغيد للمواطنين في تلكم المحافظات ، ولا مبرر على الإطلاق لبحثها عن مساعدات ومعونات ،إلا أن تجار الحروب ومافيا الفساد تصر على توجيه نسبة كبيرة من المساعدات الإغاثية للمحافظات المحتلة بتواطؤ أممي قذر يفتقر لأبسط مقومات العمل الإغاثي والإنساني.
ملف النازحين تحول إلى مادة للاستغلال القذر من قبل قوى العدوان ومرتزقتهم مع تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية صوب مدينة مارب ، بعد أن قام المرتزقة بنصب مخيمات على أطراف مدينة مارب قالوا أنها لنازحين فروا من المعارك التي شهدتها البيضاء والجوف ومارب
رغم أن الكثير من هذه المخيمات تابعة لأسر عناصر تابعة لمليشيات الإصلاح في مارب ، تم نصبها للحيلولة دون تمكين أبطال الجيش واللجان الشعبية من دخول مدينة مارب وتحريرها من دنس الغزاة والمرتزقة ، حيث جعلوا من هذه المخيمات دروعا بشرية لتأمينهم مستغلين نفاق وانحياز الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن إلى صفهم.
المبعوث الأممي الذي دعا في إحاطته الشهرية التي قدمها لمجلس الأمن إلى إيقاف العمليات العسكرية في مأرب بذريعة اقترابها من مخيمات النازحين ، وقال بأن عدم إيقافها يهدد عملية السلام في اليمن ، ولا نعلم بأي منطق يتحدث هذا المرتزق الأممي المأجور ؟!!
مضى سنوات على اتفاق السويد وما يزال العدوان ومرتزقته يرفضون تنفيذه دون أن يصدر منه أو الأمم المتحدة أي موقف حول ذلك ، يبحث فقط عن التمديد والهبات والمكرمات الملكية والأميرية التي يحصل عليها ، ولا ثمار إيجابية ملموسة لتحركاته التي يقول أنه يبذلها.
وحدة النازحين التابعة للمرتزقة تطالب بإخراج المسلحين من مخيمات النازحين في محيط مدينة مارب ونقلها إلى مناطق آمنة ، وغريفيث يلهث وراء إيقاف عملية تحرير مارب تحت شماعة ( حماية النازحين والحرص على سلامتهم ) بعد أن حصحص الحق وباتت الكفة الراجحة بفضل الله وتأييده هي كفة أبطال الجيش واللجان الشعبية ، رغم أن مخيمات النازحين الواقعة تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى تتعرض للقصف والاستهداف المباشر من قبل طائرات العدوان ولا بواكي على الضحايا ، ولا مواقف منددة بتلكم الجرائم.
بالمختصر المفيد : النازحون حالهم حال ما يسمى ( الشرعية ) عبارة عن مطية تسعى الأمم المتحدة وقوى العدوان للارتزاق والتكسب من ورائها ، الشعب اليمني بات يعيش في ظروف لا تختلف كثيرا عن ظروف النزوح ولامؤشرات لأي انفراجة في هذا الجانب ، في ظل استمرار العدوان وتشديد الحصار ، وانقطاع المرتبات ، والحروب المتعددة الأشكال والأوجه التي تشن على بلادنا وشعبنا
لذا لا داعي للمغالطة والمزايدة باسم النازحين فقد انكشف المستور وتساقطت الأقنعة وتجلت الحقائق بكل وضوح ، وعلى غريفيث والأمم المتحدة وقوى العدوان أن يبحثوا لأنفسهم عن مبرر معقول لدعوتهم المشبوهة لإيقاف معركة تحرير مأرب ، فقد سئمنا من أكاذيبهم وأساليبهم الملتوية التي لم تعد قابلة للتداول حتى في أوساط مرتزقتهم.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.