جمعة رجب.. هوية شعب
عادل أبو زينة
ذكرى حلول أول جمعة من شهر رجب الأصم، رجب الأصب مناسبة جليلة لها مكانة استثنائية في وجدان الشعب اليمني الذي ارتبط بالإسلام منذ بواكيره الأولى فكان أبناء اليمن هم أول من نال شرف التضحية في سبيل دين التوحيد، دين الإسلام الذي ارتضاه الله للبشرية ليكون هذا الدين هو المهيمن على جميع الرسالات السماوية السابقة ويكون الرسول الأكرم محمد صلوات الله عليه وآله هو خاتم الأنبياء والمرسلين.
تكمن عظمة هذه المناسبة كونها فاتحة الانطلاق في نشر دعوة الحق والعدل لتعم بشائر هذا الدين الحنيف أرجاء المعمورة.
قائد الثورة أكد في خطابه بمناسبة جمعة رجب لعام 1438هـ أهمية جمعة رجب بالنسبة لنا كيمنيين بقوله ” تحتل الجمعة الأولى من شهر رجب أهمية وذكرى مميزة وعزيزة ، من أعزّ وأقدس الذكريات لشعبنا اليمني المسلم العزيز وتعد أيضا من الصفحات البيضاء الناصعة في تاريخ شعبنا المسلم، هذه الذكرى هي واحدة من ذكريات ارتباط شعبنا العزيز، بالإسلام العظيم في الجمعة الأولى حيث التحق عدد كبير من أبناء اليمن بالإسلام في ذكرى تاريخية عظيمة ومقدسة ومهمة في الحفاظ على هوية شعبنا المسلم وفي تجذير وترسيخ هذه الهوية لكل الأجيال الحاضرة والمستقبلية، الهوية التي يمتاز بها شعبنا اليمني.
الهوية الإسلامية المتأصلة هي تعود إلى تاريخ أصيل لهذا الشعب، فعلاقته بالإسلام وارتباطه بالإسلام وإقباله على الإسلام منذ فجره الأول كان على نحو متميز وعلى نحو عظيم، منذ بزوغ فجر الإسلام، كان هناك ممن هم من أصول يمنية، وممن هم من اليمن من تميزوا كنجوم لامعة في سماء تاريخ الإسلام”.
وعلى ذات النهج يواصل شعب الإيمان والحكمة مسيرة الارتباط بالدين القويم ويخوض أقدس معارك الدفاع عن هوية الإيمان في مواجهة طغيان العصر المتمثل في أمريكا وإسرائيل وباعتماد أبناء اليمن وتوكلهم على الخالق سبحانه وتعالى يواصل أحفاد الأنصار درب العطاء الجهادي وترسيخ مفاهيم الإسلام المحمدي الأصيل،
حيث تطل مناسبة، جمعة رجب هذا العام وشعبنا اليمني الصامد على أعتاب مرحلة تحول تاريخية فقد استطاع إنسان الأرض اليمنية أن يحطم أكذوبة الإرهاب الأمريكية واستطاع الشعب اليمني بصموده وتكاتف مكوناته الاجتماعية والوطنية أن يثبت للعالم أجمع أن إرادة الشعوب لا تقهر وأن شعبنا اليمني بما يمتلكه من موروث حافل وتاريخ ضارب في أعماق الزمن لن تستطيع قوة مهما أوغلت في الإجرام أن تصادر حقوقه المشروعة في الحرية والسيادة والاستقلال.
أن هذه المناسبة في بعدها الإيماني ودلالتها الواضحة تكرس حقيقة مفادها أن جمعة رجب تشكل هوية شعب كونها الجمعة التي ربطت أبناء اليمن بالدين الإسلامي، وربطتهم بالرسول الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم كل ذلك يشير إلى أن أبناء هذا الشعب هم من يجسد حضارية الإسلام في العصر الحديث وليس ذلك بالغريب فقد منحهم رسول الله ذلك الوسام الخالد عندما قال من لا ينطق عن الهوى “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.