نعم.. كارثة إنسانية ولكن من صنعها؟!
عبدالله الاحمدي
وصفت إدارة الرئيس الأمريكي بايدن الحرب في اليمن بأنها كارثة إنسانية!!
أمريكا -التي صنعت هذه الكارثة مع حلفائها وأدواتها في المنطقة- أصبحت إنسانية جدا!!
هذا هو العجب العجاب لمن اعتدوا على اليمنيين وأشعلوا الحرب وحاصروا الشعب اليمني، ومنعوا عنه الدواء والوقود، ولازالوا؛ وقتلوا الأطفال والنساء ودمروا البلاد خلال سنوات العدوان الست.
واليوم – بعد هزيمتهم – يقولون : إن الحرب صنعت أكبر كارثة إنسانية في اليمن!!
ويبدو أن ضميرهم تلقى جرعة صحو مع التلقيح ضد فيروس كرونا الذي هو الآخر صناعة أمريكية.
دعوة بايدن لإيقاف الحرب في اليمن هي اعتراف مباشر بأن أمريكا هي التي تدير الحرب، ومن ورائها الحلفاء الغربيون، تجار الموت، ثم الأدوات الصدئة في المنطقة الذين ينفذون المخططات المشبوهة، ويدفعون ثمن السلاح والمرتزقة.
وهي في نفس الوقت (أمريكا) تحمل الأدوات، وبالذات السعودية مسؤولية هذه الحرب وتبعاتها. الديمقراطيون كانوا حاضرين في هذه الحرب والقرار قرارهم من خلال رئيسهم أوباما الذي كان في البيت الأبيض حينها.
الحمارات سارعت فور سماعها دعوة بايدن إلى التنصل من المسؤولية بالقول: إنها قد أنهت تواجدها في اليمن، ولم يعد لها تواجد عسكري. وبالتالي فإن مملكة داعش الإرهابية هي التي تتحمل مسؤولية العدوان والحرب على اليمن.
حديث بايدن عن التوجه لإنهاء الحرب على اليمن هو اعتراف بهزيمة التحالف العدواني على اليمن بعد عدوان وحشي همجي، استمر لست سنوات متتالية؛ دمر الحجر والشجر، وطال الأحياء والأموات.
العدوان والحرب على اليمن هو أمريكي بامتياز من أول يوم. ولعلنا نتذكر إن صبي المخابرات الأمريكية عادل الجبير هو من دشن العدوان على اليمن من العاصمة الأمريكية واشنطن.
العدوان عدوانهم والحرب حربهم، ويمكنهم أن يوقفوه في أي لحظة إن شاؤوا.
تعود الديمقراطيون في البيت الأبيض على المراوغات، وتلميع وجه أمريكا القبيح.
أوباما في آخر أيامه في البيت الأبيض، أطلق مبادرة سلام لليمن بواسطة وزير خارجيته جون كيري. ولم يكن منها شيئا.
وعلى العكس منه المعزول ترامب الذي أنهى أيامه بفضيحة إدراج انصار الله ضمن منظماته الإرهابية!!
الآن يقولون : إن إنهاء الحرب في اليمن سيكون صعبا. وهذه (الصعبا) ضعوا تحتها أكثر من خط.
وإذا ما صدق بايدن وأدارته في إنهاء الحرب على اليمن فإنه سيكون قد خدم مملكة داعش الوهابية بإخراجها من المستنقع اليمني بماء الوجه.
قرار بايدان – إن صدق – فهو ليس حبا باليمنيين الذين قتلهم، ودمر بلادهم ومازال يحاصرهم، بل حبا بالمال السعودي، وببقاء أمراء وملوك النفط في مملكة العهر الداعشي والخليج على فتح الخزينة وصنابير النفط باتجاه أمريكا وإدارتها الجديدة.
والعملية في النهاية هي لعب أدوار مدفوعة الثمن، وابتزاز متكرر من قبل كل الإدارات الأمريكية بشقيها الديمقراطي والجمهوري.
إدارة بايدن بتوجهاتها الجديدة جاءت لترقيع وجه أمريكا القبيح الذي مزقه ترامب بالحروب والعدوان على شعوب المنطقة ومصادرة حق الشعب الفلسطيني.
في المحصلة فإن التوجه العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط قد هُزم. ويحاول بايدن ترميم قبح أمريكا بسياسة جديدة يسميها الدبلوماسية القصوى، بدلا عن الحروب.
كل ما تعمله أمريكا وحلفاؤها وأدواتها في المنطقة هو من أجل حماية مصالحها.
وسواء عينت مبعوثا، أو لم تفعل، فإن الموقف الأمريكي لن يكون في صالح الشعوب التواقة للحرية والاستقلال، بل لصالح بقاء الأنظمة الاستبدادية في السعودية والخليج، وفي خدمة الصهيونية ودولتها العبرية.
بايدن اعلن صراحة أنه ملتزم بأمن السعودية مثل التزامه بأمن إسرائيل، ولكن السعودية هي المعتدية على اليمن وسوريا والعراق فمِن مَن يحميها ؟!
إذا كان يحميها من شعبها، فهذا معلوم.
العالم يعرف أن بقاء مملكة العهر الداعشي مرهون بالحماية الأمريكية لهذا الكيان المجرم.
المضحك في الأمر أن يقول بايدن : إن مملكة داعش شريك أمريكا في الحرب على الإرهاب!!
والإرهاب أمريكي بتمويل سعو/خليجي.
في الأخير نقول لهؤلاء: كفوا عن اليمن عدوانكم الوحشي
وحصاركم الظالم، وتدخلاتكم في شؤونه؛ واليمنيون قادرون على صنع السلام لبلادهم وإدارة شؤونها.