حكومة صنعاء .. تزف بشائر النصر بإتخاذها خيارات إستراتيجية ستغير موازين المعركة .. وتجبر العدوان على الإنسحاب .. تفاصيل
يمانيون../
دخلت الحرب ضد أبناء الشعب اليمني عامها السادس، ولقد أصبحت الاوضاع النفسية والمعنوية للتحالف الغربي – العبري – العربي، بقيادة الأمريكيين والسعوديين في الحضيض، وذلك عقب تعرضه للكثير من الهزائم الثقيلة على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية رغم التقدم الذي أحرزه ذلك التحالف الغاشم في بداية هذه الحرب وتباهيه في وسائل الاعلام أنه سوف يُنهي الحرب خلال أسابيع معدودة ولكنه الان يبحث له عن قشة تنقذه من هذا المستنقع الذي تسبب له بحدوث الكثير من الخسائر المادية والانسانية والاقتصادية.
لقد تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية، بالرغم من قلة الامكانات العسكرية التي يملكونها والحصار الجوي والبحري والبري المفروض على اليمن منذ أكثر من خمس سنوات
من وضع استراتيجية المقاومة بين عامي 2015 و 2019 وتمكنوا من صد عناصر المرتزقة التابعة لتحالف العدوان السعودي وتحرير الكثير من المدن والمحافظات اليمنية خلال الفترة الماضية. وبالاعتماد على استراتيجية توطين وصناعة المعدات العسكرية محلياً، تمكنت القوات المسلحة اليمنية من زيادة قوتها الرادعة بشكل كبير ضد السعوديين والخروج من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم وتغيير المعادلات في ساحة المعركة.
وبالاعتماد على القوة والقدرات المحلية، تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية من تأمين حد كبير من الأسلحة التي يحتاجونها في ساحة المعركة وتأمين النقص في ساحات القتال وتمكنوا خلال السنوات الماضية من قيادة قطار المقاومة على قضبان النصر، ذلك حتى إلحاق الهزيمة النهائية بتحالف العدوان السعودي وتحقيق النصر لأبناء الشعب اليمني.
وحول هذا السياق، كشفت العديد من التقارير، أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية تمكنوا خلال الفترة الماضية من تطهير أجزاء كبيرة من الأراضي المحتلة في محافظات صنعاء والجوف ومأرب وتحقيق الكثير من الانتصارات على مدار العام الماضي، والبدء بالعد التنازلي لتحرير مدينة مأرب أهم قاعدة لتحالف العدوان السعودي في وسط اليمن.
ولفتت تلك التقارير إلى أن السعوديين، الذين قرعوا طبول الحرب ورسموا خطوطًا للشعب اليمني، يسمعون الآن أصوات تحطم عظامهم في ساحات القتال ولهذا فإنهم يبحثون في كل مكان ويدقون كل باب للخروج من هذا المستنقع. الجدير بالذكر أن “آل سعود”، أظهروا خلال السنوات الأخيرة بأنهم لا يمتلكون حكمة سياسية، وذلك لأنهم كانوا يمسكون بحبل “ترامب” المهتري ومع هزيمة هذا الاخير في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، سقط “آل سعود” إلى قاع البئر عشية تغيير الحكومة وانتقال السلطة في الولايات المتحدة، ولهذا فهم اليوم يبحثون لهم عن منقذ داخل اروقة البيت الأبيض لإخراجهم من المستنقع اليمني.
وطبعا لا ينبغي أن ننسى أن طلب السعوديين بقيادة “محمد بن سلمان” ولي عهد السعودية لم يكن بلا ثمن، فلقد أرسل قادة المجمع الصناعي العسكري الأمريكي، المكون من أقوى التيارات في النظام الرأسمالي، فاتورة باهظة إلى الرياض.
ولقد بدأ مجمع واشنطن، الذي خصص عشرات المليارات من الدولارات من مبيعات الأسلحة للنظام السعودي على مدى السنوات الخمس الماضية للحرب في اليمن، محادثات نهائية في الأسابيع الأخيرة لإدراج حركة “أنصار الله” في قائمة الجماعات الإرهابية.
ولقد عمل وزير الخارجية السابق “مايك بومبيو” وصهر الرئيس الامريكي السابق “ترامب”، “جاريد كوشنير” كوسطاء لإجماع واشنطن في هذه الفضيحة الجديدة، حيث أضافا حركة “أنصار الله” اليمنية إلى قائمة الجماعات الإرهابية قبل أيام قليلة من تولي إدارة “بايدن” السلطة وذلك من أجل تقديم خدمة جيدة للرياض والحصول على مكافآت مالية جيدة من “بن سلمان”.
وبوضع حركة “أنصار الله” اليمنية على قائمة الجماعات الإرهابية، يحاول السعوديون زيادة الضغط على صنعاء لإيجاد طريقة للهروب والخروج من هذه الأزمة، لكن هذا الخطأ الفادح ما هو إلا استمراراً لتطبيق نفس السياسة الفاشلة والتي ستؤدي قريباً إلى هزيمة الرياض وذلك لأنه في صنعاء تم إتخاذ خيار استراتيجية المقاومة النشطة التي تقوم على قوة الرادع والهجوم والتي سوف تقوم بتغيير ميزان القوى لصالحها.
يٌشار إلى أن النظام السعودي بدأ سيناريو إضافة حركة “أنصار الله” إلى قائمة الجماعات الإرهابية وذلك من خلال توجيه العديد من الاتهامات لهذا الاخير بالهجوم على ناقلة نفط أجنبية في ميناء جدة في أواخر ديسمبر من هذا العام. حيث يٌذكر أنه في صباح يوم الاثنين الموافق الـ 24 ديسمبر من العام الجاري، وقع انفجار وحريق في ناقلة وقود أجنبية في ميناء جدة على ساحل البحر الأحمر شمال غرب السعودية.
وألقى مسؤولو النظام السعودي باللوم في هذا الانفجار الذي حدث للناقلة نتيجة عملية إرهابية وهجوم تفجيري باستخدام زورق انتحاري، ووجهوا أصابع الاتهام إلى جماعة “أنصار الله” اليمنية، لكن حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء نفت هذه المزاعم معتبرة أنها لا أساس لها من الصحة.
وأشار مصدر ميداني يتابع التطورات في اليمن عن كثب إلى تفاصيل وكواليس السيناريو السعودي لاتهام صنعاء وقال: “لقد جاءت هذه المزاعم السعودية بعدما تمّكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من تحقيق الكثير من الانتصارات خلال الفترة الماضية في العديد من محاور القتال ضد قوات ومرتزقة تحالف العدوان السعودي“.
الجدير بالذكر أنه قبل عدة أيام تم تنصيب الرئيس “جو بايدن” كرئيساً للولايات المتحدة خلفاً للرئيس السابق “ترامب” وعقب هذا التنصيب وتولي “جو بايدن” زمام الامور في البيت الابيض، سارعت الإدارة الامريكية الجديدة إلى اتخاذ قراربمراجعة قرار “ترامب” المتهور المتعلق بوضع حركة “أنصار الله” اليمنية على قائمة الجماعات الإرهابية وحول هذا السياق، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية يوم الجمعة الماضي، إن “وزارته بدأت مراجعة قرار إدارة ترامب تصنيف انصار الله في اليمن كمنظمة إرهابية“.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إنهم “لن يناقشوا علنًا أو يعلقوا على المداولات الداخلية المتعلقة بهذه المراجعة”.
وأكد أن الأزمة الإنسانية في اليمن، هي الدافع الأساسي للإسراع بما يمكن لإجراء المراجعة واتخاذ القرار. ورغم مراجعة القرار، أكد المتحدث أن الخارجية الأمريكية تؤمن بقوة بضرورة تغيير تحالف العدوان وحكومة “الفار هادي” وحركة “أنصار الله” سلوكهم، وحملهم مسؤولية كبيرة للكارثة الإنسانية والفوضة اللتين يشهدهما اليمن، لكنه أوضح قائلا: “في الوقت نفسه علينا أن نتأكد من أننا لا نعيق تقديم المساعدات الإنسانية“.
وأكد المسؤول الأمريكي أن بلاده ستدعم جهود المبعوث الأممي لليمن، “مارتن غريفيث”، لحث أطراف النزاع على التوصل لاتفاق سياسي لحل الأزمة.
وفي الختام يمكن القول، إن العديد من السياسيين الأمريكيين يدركون جيداً أن حركة “أنصار الله” ليست جماعة أجنبية وأن هذه الحركة تشكلت من قلب المجتمع اليمني وأن أنصارها ليسوا مقتصرين على موقع جغرافي معين في شمال البلاد وأن قادة هذه الحركة مصرون على الحفاظ على المصالح الوطنية وأن هذه الحركة مدعومة من قبل جميع الطبقات والاعراق في مختلف المناطق اليمنية، ولهذا فقد يدفع هذا الامر السياسيين الأمريكيين في الكونغرس الأمريكي إلى استنتاج أن إدراج هذه الحركة في قائمة الجماعات الإرهابية هو خطأ فادح
وسوف تكون له نتيجة معاكسة وقد يعقد الوضع على الساحة اليمنية. والنقطة الجديرة بالملاحظة هنا والتي لا يستطيع بعض السياسيين الأمريكيين تجاوزها بسهولة وببساطة، هي أن حركة “أنصار الله” اليمنية أصبحت القوة الرائدة في اليمن خلال سنوات الحرب والعقوبات والحصار
ولا تزال لديها القدرة على تحمل أقصى قدر من الضغط. ويرى العديد من الخبراء السياسيين، أن التصنيف الأمريكي لجماعة “أنصار الله” كمنظمة إرهابية، لن يكون له تأثير على مجريات الأحداث، وهو تغطية على فشل إدارة “ترامب” قبل رحيلها. وأن هذا القرار لن يكون له تأثير إلا على زيادة تعاطف خصوم أمريكا مع هذه الحركة اليمنية التي وقفت مدافعة خلال السنوات الماضية عن أبناء الشعب اليمني ضد تحالف العدوان ومرتزقته
وربما يكون البيت الأبيض أراد أن يُدخل المنطقة في صراع أكبر للتغطية على الإخفاقات التي شهدتها تلك الإدارة الراحلة، فالخسارة التي تكبدتها أمريكا كبيرة نتيجة عجزها السياسي والعسكري والاقتصادي وفرض أجندتها على الشعب اليمني.