مسيرات الاثنين.. الرسائل والدلالات
عبدالفتاح علي البنوس
22 ساحة في عموم المحافظات اليمنية الحرة شهدت صباح وعصر أمس الأول مظاهرات ومسيرات جماهيرية واسعة تحت شعار “العدوان والحصار الأمريكي جرائم أمريكية” ، ملايين اليمنيين كبارا وصغارا تقاطروا منذ ساعات الصباح الباكر للمشاركة في الرد العملي على التصنيف الأمريكي لأنصار الله جماعة إرهابية
حشود كبيرة حملت الكثير من الرسائل للعدو الأمريكي المتغطرس والكيان الإسرائيلي وآل سعود وآل نهيان وقباقيبهم وأحذيتهم من خونة الداخل الذين هللوا وكبروا عقب تصريحات وزير الخارجية الأمريكي المخلوع مايك بومبيو التي أعلن خلالها تبني وزارته قرارا يقضي بتصنيف جماعة أنصار الله جماعة إرهابية..
الرسالة الأولى: الرد على الغطرسة الأمريكية بالتأكيد على وحدة وتماسك وتعاضد الجبهة الداخلية و أن أبناء الشعب اليمني أمام القرار الأمريكي تجاه أنصار الله كلهم أنصار الله، وأن أي استهداف لهم أو لأي مكون وطني يمني هو استهداف لليمن واليمنيين كافة ، ولا يمكن القبول بهذا الاتهام الباطل أو التسليم به مهما بلغ حجم التهديدات والأخطار المترتبة على ذلك ، والتأكيد على أن التصنيف الأمريكي مردود عليهم..
الرسالة الثانية: إظهار أمريكا على حقيقتها ونسف كافة ادعاءاتها بدعمها الجهود الإنسانية والإغاثية في اليمن وإطلاع العالم على حجم التآمر الأمريكي الذي يمثله هذا القرار وتوضيح أن هذه الخطوة الأمريكية الرعناء وغير العقلانية واللا إنسانية عبارة عن محاولة بائسة لخنق اليمنيين واستكمال مخطط الحصار المفروض على بلادنا، والتي تهدف في مجملها إلى تركيعنا وإخضاعنا للشروط والإملاءات السعودية والتسليم بولاية المهفوف السعودي محمد بن سلمان والغر الإماراتي محمد بن زايد ، والتأكيد على الصمود والثبات والمواجهة والتصدي لكافة المؤامرات وعدم الاستسلام..
الرسالة الثالثة: تعزيز وترسيخ مبدأ العداء والكراهية للسياسة الأمريكية العدائية، وتأكيد صوابية المنهج والمسار الثوري المناهض لمشروع الهيمنة والغطرسة الأمريكي الذي اختطه الشهيد المؤسس حسين بدرالدين الحوثي الذي وضع الشعب اليمني خاصة والعالم أجمع أمام حقيقة أمريكا ، وكشف لهم أبعاد مخططاتها ومشاريعها التآمرية التي تستهدف الأمة ، وتتهدد دينها وقيمها ومبادئها وأخلاقها وثوابتها..
الرسالة الرابعة: وضع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أمام المسؤولية الأخلاقية والإنسانية والدولية المنوطة بهم تجاه أبناء شعبنا اليمني الذين يتعرضون للعدوان الغاشم والحصار الجائر من قبل تحالف الشيطان وقرنه وأذنابهم والذي أوشك على دخول العام السابع ، والمخاطر والانعكاسات السلبية التي قد تترتب على تمرير هذا القرار الأمريكي وتأثيرات ذلك على الأوضاع الإنسانية والإغاثية والمعيشية ، علاوة على تداعيات ذلك على المسار السياسي والجهود التي تقول الأمم المتحدة إنها تبذلها في سبيل التوصل إلى حلول ناجعة وصيغة توافقية توقف العدوان وترفع الحصار وتطوي ملف الأزمة اليمنية..
الرسالة الخامسة: دعم وإسناد القيادة الثورية الحكيمة ممثلة بالسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي ، والقيادة السياسية الرشيدة ممثلة بالرئيس مهدي محمد المشاط في معركة النفس الطويل ومواجهة قوى العدوان والحصار ، وتجديد الولاء والتأييد لهما في مواجهة هذا القرار الأمريكي الأرعن الذي يعد امتدادا للعدوان والحصار ومحاولة قذرة لإنجاز ما عجزوا عن إنجازه من خلال العدوان والحصار ، ودعم الخيارات التصعيدية القادمة التي من المتوقع الإعلان عنها ردا على هذا القرار الإجرامي الوحشي الذي لا يقل وحشية وإجراما عن العدوان والحصار..
الرسالة السادسة: تأكيد الجهوزية العالية والاستعداد التام لمواجهة أي حماقات أمريكية تجاه أبناء شعبنا اليمني وإعلان النفير العام دعما وإسنادا للمجاهدين من أبطال الجيش واللجان الشعبية للوقوف في وجه أمريكا وأذنابها ومخططاتهم الإجرامية التي تستهدف اليمن وثرواته ومقدراته، وتتهدد سيادته وأمنه واستقراره..
بالمختصر المفيد: مسيرات أمس الأول العابقة بالشموخ والعنفوان هي المعبِّرة عن نبض الشارع اليمني، وعلى الإدارة الأمريكية الجديدة أن تعي وتدرك وتستوعب الرسائل التي حملتها ؛ إذا ما أرادت فعلا تصحيح أخطاء الإدارة السابقة ، وبناء على ذلك سيتبدي موقفها من العدوان والحصار على بلادنا وشعبنا ، وتوجهاتها المستقبلية تجاه هذه القضية..
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم، وعاشق النبي يصلي عليه وآله.