الغارات الجوية والدعم المتواصل من الرياض للإرهابيين لم يحل دون هزيمتهم النكراء في البيضاء
يمانيون../
العدوان السعودي الأمريكي على اليمن والتنظيمات الإرهابية علاقة وطيدة ومتطورة وظل هذا العدوان المتواصل اهم رافد لتنظيمي داعش والقاعدة واهم عوامل بقائه وازدهاره وجاءت معركة قيفة التي سطر فيها أبطال الجيش واللجان الشعبية انتصارا حاسما على عناصر الإرهاب في محافظة البيضاء خلال أغسطس الماضي لتكشف المزيد والمزيد عن تفاصيل هذه العلاقة المميزة بين العدوان وعناصر هذه التنظيمات التي ظلت طيلة السنوات الماضية تقاتل جنبا إلى جنب مع قوى العدوان
وبحسب مراقبين فان هزيمة الإرهاب في البيضاء على أيدي الجيش واللخان كان بمثابة خسارة تنظيمي القاعدة وداعش، لأهم معاقلهما في اليمن والمنطقة عموما ومعها تعرض تحالف العدوان السعودي الأمريكي الذي ظل الداعم الأول للإرهاب لخسارة اهم حلفائه وأنصاره وصار مكشوفا أمام العالم بأنه الداعم الأول للإرهاب وتنظيماته في اليمن ومختلف بلدان الممثل إعلان الجيش واللجان الشعبية اليمنية في أغسطس الماضي إنجاز مهمة اجتثاث التنظيمين في محافظة البيضاء وتحرير ألف كيلومتر مربع، واغتنام كميات كبيرة من الأسلحة ضربة قاصمة للعدوان وتنظيماته الإرهابية.
ويؤكد خبراء عسكريون بأن النصر الحاسم للجيش واللجان في معركة البيضاء مثل إنجازا كبيرا يحسب للجيش ولليمن عموما حيث تقع المدينة في واد منخفض من الأرض، وهي محاطة بجبال من الجهات الأربع، ورغم التسليح الكبير الذي جهزت به السعودية التنظيمين الإرهابيين ورغم التدخل العلني لتحالف العدوان وأمريكا وغاراتهما لتغطية عمليات القاعدة وداعش بصورة فاضحة، إلا أن هؤلاء الإرهابيين خسروا 12 معسكرا دفعة واحدة خلال تلك المعركة، ولم ينجح العدوان بكل ما سخره من دعم شامل للإرهابيين في إنقاذهم من الهزيمة والانكسار.
وظلت دول العدوان الداعم للتنظيمات الإرهابية في اليمن طيلة الفترة الماضية ومثلت طوق النجاة للإرهابين في اكثر من مناسبة ومحطة فحين كاد الجيش اليمني واللجان الشعبية القضاء على تنظيم القاعدة في عام 2015 بعد أن استطاعوا اجتياح معاقله في الوضيع بأبين، وكانوا على وشك اجتثاثه من معاقله بقيفة، حيث وصل الجيش واللجان الشعبية آنذاك إلى منطقة يكلا وفر عناصر القاعدة إلى سائلة يكلا، ألا أن السعودية بدأت عدوانها آنذاك (مارس 2015م) وأعادت القاعدة إلى الحياة ثانية
ومنذ ذلك الوقت اعتمدت على التنظيم الإرهابي ومولته بالمال والسلاح لمواجهة الجيش اليمني واللجان الشعبية، حيث حاولت السعودية ومعها أمريكا حفظ ماء وجيهما فأدخلا القاعدة تحت مسميات أخرى منها “الجيش الوطني والمقاومة وألوية العمالقة”، حيث من المعلوم ان أمريكا تشن منذ 2016م هجمات على قادة تنظيم القاعدة في اليمن باستخدام الطائرات بدون طيار تحت مسمى مكافحة الإرهاب.
كما أن الانسحابات التي نفذها التنظيم الإرهابي في الجنوب (أبين وشبوة والمكلا) وروج لها تحالف العدوان السعودي بأنها “انتصارات” لم تكن سوى توافقات مع القاعدة أفضت إلى إغداق أموال طائلة على التنظيم الإرهابي وإدماجه في “جيش المرتزقة” الذي يحارب إلى جانب التحالف وما تسمى بالشرعية حيث تم تعيين كثر منهم في مناصب سياسية وعسكرية ضمن قوام المرتزقة، ومنهم عبد الوهاب الحميقاني القيادي الكبير في القاعدة والمسجل على لائحة ممولي التنظيمات الإرهابية والذي أصبح مستشارا لهادي.
وكما تلقى تنظيم القاعدة أموالا وذخائر غربية لقتال الجيش واللجان الشعبية تلقى تنظيم داعش الذي أعلن عن نفسه في 2015م في اليمن نفس التجهيزات ولكن بوتيرة أقل، وأقام داعش معاقله في منطقة الظهرة بقيفة إلى جوار تنظيم القاعدة الذي تركزت معاقله في يكلا، وقاتل إلى جانب القاعدة سوية ضد اللجان الشعبية، لكن تنظيم القاعدة خشي على نفسه ونفوذه أمام تنظيم داعش واستعرت بين التنظيمين معارك شرسة لأكثر من مرة خلال السنوات الماضية في مناطق قيفة في البيضاء
قدر عدد القتلى من الطرفين بـ300 عنصر على الأقل إضافة إلى مئات الجرحى، وسعى التحالف وما تسمى الشرعية للتوفيق بين التنظيمين الإرهابيين أكثر من مرة لتوحيدهم ضد الجيش واللجان الشعبية، إلى أن خسر هؤلاء معاقلهم نهائيا في الأيام الماضية حيث نقل التحالف ما تبقى من عناصرهم إلى مارب.
وجرى نقل مقاتلي القاعدة تحت إشراف التحالف السعودي الإماراتي الأمريكي من مناطق قيفة ويكلا (معقل القاعدة الأساسي والرئيس في اليمن) للدفاع عن معقل التحالف الأخير في شمال شرق اليمن ومعقل المرتزقة في مارب بعد انهيار ولاية الإصلاح في نهم.
وفي المجمل لم تكن هذه المرة الأولى التي يتم فيها الاستفادة من تنظيم القاعدة في الصراع السياسي لتحقيق مارب شخصية في اليمن فنظام علي عبد الله صالح استخدم التنظيم ضد خصومه السياسيين على مدى عشرات السنوات ، واليوم استطاع أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية إخراج هذا التنظيم الإرهابي من معقله الذي اتخذه منذ 30 عاما، ولليمنيين الذين خسروا أحباءهم في العمليات الإرهابية التي ارتكبها القاعدة في اليمن على مدى كل هذه السنوات إن يهنأوا بالانتصار العظيم الذي سطره مجاهدو اليمن في البيضاء وان يحتفلوا بمن انتصر لدماء شهدائهم.
وأصبح التعاون الوثيق بين العدوان والإرهاب خلال معركة البيضاء اكثر وضوحا وعلانية اكثر من أي وقت مضى حيث شنت مقاتلات العدوان السعودي أثناء المواجهات مئات الغارات جوية لمساندة عناصر ما يسمى بتنظيم القاعدة وداعش الإرهابيين.
كما أرسلت تعزيزات عسكرية كبيرة من قوات ما يسمى بالجيش الوطني لمساندة عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي المنهارة في منطقة يكلا بجبهة قيفة بضغط من الحاكم العسكري السعودي في محافظة مارب لكن كل ذلك لم يحل دون تعرضهم للهزيمة النكراء وتطهير البيضاء من دنسهم بعد ان مثلت لسنوات طويلة اهم بؤرة للإرهاب ومحطة الانطلاق للعبث بأمن واستقرار محافظة البيضاء والوطن اليمني عموما.