مقتطفات من خطابات الشهيد القائد: منابع الإرهاب وجذور الإرهاب هي أمريكا
يمانيون../
إن من يفقد اليمن أمنه هم الأمريكيون أنفسهم، فعندما يتحدثون بأن من يتحدث عن الجهاد هو قد يؤدي إلى خلق اختلالات أمنية! نقول: إن من يسمح للأمريكيين بالدخول إلى اليمن هو من سيعمل على أن يجعل اليمن بؤرة للفساد، ومن سيجعل اليمن مضطربًا، من سيفقد اليمن أمْنه، وإن كان في الواقع لم يتمتع في يوم من الأيام بالأمن بالشكل الذي يريده اليمنيون، من يدخل الأمريكيين، من يسمح للأمريكيين أن يدخلوا هو من سيشكل خطورة على أمن اليمن، أوليس كذلك؟”.
لأنه بالتأكيد أن الأمريكيين لن ينتظروا اليمنيين حتى يتحرك أحد اليمنيين ليعمل شيئًا ضدهم، هم من سيفجرون على أنفسهم، هم من سيضربون أنفسهم، هم من سيضربون على سفارتهم، هم من سيضربون على أي منشأة لهم؛ ليقولوا: إنهم أولئك، إنه ذلك الشخص، إنها تلك الجماعة.
وهم من سيدخِّلون من يسمونهم إرهابيين إلى اليمن، قد يدخِّلون أفرادًا من [القاعدة] فيبثونهم في مناطق في اليمن، ثم يقولون: هناك في تلك المنطقة واحد من أفراد القاعدة، هناك في تلك المنطقة واحد من تنظيم طالبان، أولئك هم يحتضنون إرهابيين، هم يساندون إرهابيين، اضربوهم! لن يبقى لليمن أمن ولا إيمان ولا حكمة، نحن نقول عن اليمن: إنه بلد الحكمة، بلد الإيمان (الإيمان يمان والحكمة يمانية) لن تبقى حكمة، ولن يبقى إيمان من بعد أن يدخل الأمريكيون.
وعندما يدخل الأمريكيون في هذه الفترة هو يختلف عن دخولهم إلى أي بلدان أخرى دخلوها قبل عشرات السنين، وأنشأوا فيها قواعد عسكرية، الآن هي المرحلة التي يتوجه فيها أولئك لضرب الإسلام، وضرب الأمة.
دخلوا بلدانا وبنوا فيها قواعد عسكرية، وفعلًا أنهكوها، وفعلًا أذلوها، وأنهكوا اقتصادها، وأذلوا زعماءها، لكن دخولهم في هذه الفترات لبناء قواعد عسكرية، لإرباك وضعية الأمة؛ هو فعلًا سيكون في مرحلة تنفيذ الخطة الأخيرة لضرب الإسلام والمسلمين”.
وما أجمل ما قاله السيد حسن نصر الله – في تحليل هذه المسألة حين قال: [إن أولئك عندما يتحركون ليس من أجل أموالهم ومصالحهم، فأموالهم ومصالحهم في المنطقة مأمونة وهناك قواعد تحميها، وهناك أنظمة تحميها، وليس من أجل خيرات معينة، هم من تصب خيرات الشعوب العربية في بنوكهم، إنه تحرك – قال – لضرب الإسلام، إن المستهدف في هذه الفترة هو الإسلام، هو القرآن، وقد نجد أنهم سيلغون هذه الآيات في المنهج أو في الخطب، أو في أي شيء آخر] هكذا تحدث في أول ليلة من ليالي عاشوراء، في هذه المناسبة التي نحن نحتفل بها في هذا اليوم”.
من هو الذي يسعى لتحقيق أمن وطنه؟ من ينطلقون لمحاربة أولئك الذين يسعون في الأرض فسادًا؛ ألم يقل الله عن اليهود والنصارى أنهم يسعون في الأرض فسادًا؟ من أين يأتي الفساد؟ من أين يأتي الإرهاب؟ من أين تأتي الجريمة؟ أليس منبعها الفساد الأخلاقي، الفساد الثقافي، الفساد العقائدي، الفساد الاقتصادي؟ يسعون في الأرض فسادًا في كل المجالات”.
إذا ما انتشر الفساد، فما الذي سيحصل؟ من هو ذلك السياسي الذي يستطيع أن يقول إن انتشار الفساد يؤدي إلى استقرار أمني؟ أليسوا يقولون هم: إن الجريمة تؤدي إلى الاختلالات الأمنية؟ الجريمة تؤدي إلى الاختلالات الأمنية؛ من الذي يخلق شابًا، أو يخلق مجتمعًا ينطلق في الجريمة؟..
اقرؤوا أنتم عن الجرائم في أمريكا كم في الدقيقة الواحدة تحدث من جرائم اغتصاب – حسب تعبيرهم – من جرائم سرقة، من جرائم قتل في الدقيقة الواحدة في أمريكا! في أمريكا نفسها المحلات التجارية يحتاج أصحابها إلى أن يكون داخلها حرس معهم رشاشات لحراستها ممن قد يسطون عليها..
مجتمع مليء بالجريمة، مليء بالإرهاب، مليء بالفساد، مليء بالنهب، لا تستطيع أن تتحرك في مدينة أمريكية وفي جيبك دولارات، فقط شيكات، أوراق من هذه التي ليست أوراقًا نقدية، شيكات فقط، أو سندات، حوالات أو نحوها، أما أن تتحرك ولديك لديك في جيبك دولارات فقد يقتلونك ويأخذون الدولارات من جيبك؛ هل هو استقرار أمني؟ أو أنه اختلالات أمنية؟”.
إن من يفقد اليمن أمنه هم اليهود والنصارى عندما يدخلون، هم الأمريكيون، هم أولئك الذين قال الله عنهم أنهم يسعون في الأرض فسادًا، أنهم يريدون أن نضل السبيل، هم من سيفقدون كل إنسان أمنه حتى داخل بيته.
أين هي جرائم قتل الأبناء للآباء، وقتل الأبناء للأمهات، وقتل الأخ للأخت، وقتل الأخت للأم؟ أليست في بلدان أوروبا؟ هنا تعيش الأسرة كلهم مع بعضهم يأمنون شر بعضهم بعضاً، بل كلهم يقفون موقفًا واحدًا في مواجهة صعوبات الحياة، وفي العمل في سبيل توفير معيشتهم.، أليس كذلك؟”
هدف الأمريكيين هو الاستيلاء على مقدرات هذه الأمم
“ليس الهدف هو محاربة الإرهاب، الهدف هو الاستيلاء على مقدرات هذه الأمم، هو إخضاع هذه الأمة، هذا الشعب، هو السيطرة عليه، هو أن يملئوه بقواعدهم العسكرية، هو أن يحكموا قبضتهم عليه كما أحكموها على دول أخرى، أليست السعودية الآن في مشكلة كبرى أمام القواعد العسكرية والوجود العسكري الأمريكي هناك؟ وهم من يتحملون أعباء نفقاتهم الكبيرة في السعودية نفسها؟..
هل يستطيع السعوديون أن يخرجوا الأمريكيين؟ لا يستطيعون إلا بمشقة بالغة وجهاد مرير.. هكذا خدعوا من البداية ووثقوا بمن قال الله عنهم بأنهم لن يرضوا عنكم، وثقوا بمن قال الله عنهم بأنهم أعداء، وأنهم لا يحبونكم حتى ولو آمنتم بكتبهم {هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ}(آل عمران: من الآية119) أنتم على الرغم من أنكم تؤمنون بالتوراة والإنجيل لا زالوا يحملون لكم العداء ولن يحبونكم أبداً، {وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظ}(آل عمران: من الآية119) هل تجد هنا في بلدك ذلك الشخص الذي تعتبره عدواً كبيراً وتجند نفسك ومالك لمواجهته هل تجده في لحظة من اللحظات يعضّ على أنامله من الغيظ ضدك؟”.
“لا يصل به العداء إلى هذه الدرجة وإن كان يحاول بطريقة ملتوية أن يتغلب على شيء من مالك، إن هذه الحالة توحي بعداء شديد، هو أشد من ذلك العداء الذي داخل نفس خصمك الذي تجند نفسك ومالك لمواجهته {عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظ} توحي بغضب شديد، وحقد شديد، وعداء شديد داخل نفوسهم ضد المسلمين وضد الإسلام، إذا ما وثقوا بهم فستكون هذه هي النتيجة في الأخير..
ثم نحن من نقول في كل لحظة من اللحظات: هم إنما يريدون كذا فقط. كلمة [فقط] والاستثناءات هنا لا وجود لها أمام أهدافهم البعيدة المدى، أمام أهدافهم الكبيرة، لا تقل هم لا يريدون إلا كذا، هم لا يريدون إلا مكافحة الإرهابيين الفلانيين. ستسمع جذور إرهاب، وسترى أين هي الجذور، إنها عندهم [المساجد] إنه [القرآن الكريم] إنه الجذر الكبير عندهم، والمنبع الرئيسي عندهم للإرهاب..
وحينئذٍ وعلى ضوء الآيات القرآنية التي تحكي واقع أولئك الذين يقعدون ويثبطون أنهم في الواقع إذا ما استحكمت قبضة العدو، ووصل العـدو مكشـوفاً إلى ديارهم، هـم من سيكونون قريبين جداً للتخلي عـن دينهم {وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيراً} (الأحزاب:14) لأنه هكذا تكون قد طبع الله على قلبك، وتكون أنت في الأخير من ستكفر بسهولة وتكفر بالمجان {ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ} الفتنة عن دينهم، والخروج عن دينهم، والكفر بما هم عليه {لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيراً}، يفتتن بسرعة؛ لأن الشيء المهم لديه هو سلامته..
هل هذه سلامة؟ أن يصل بك الأمر إلى أن تتنكر لدينك وأن تكفر بدينك؟! من يقعد ويربي نفسه على القعود والصمت وينطلق دائماً على أساس أن هنا السلامة، لن يسلم له دينه، ولن تسلم له دنياه، ولن تسلم له آخرته، والقرآن الكريم يؤكد هذا..
حينئذٍ نقول إن من واجبنا أن نفهم أولئك الذين ينطلقون ليثبطوا الناس عن أي موقف، نفهمهم حتى نزداد بصيرة نحن، وحتى ندخل الهزيمة إلى داخل أنفسهم إذا لم يعتبروها بصيرة نعرفهم واقعهم، وأنت تستطيع من خلال القرآن الكريم ومن خلال الأحداث في هذه الدنيا أن تريهم آثار أعمالهم السيئة ونتائجها السيئة عليهم هم تستطيع، من واجبنا ومن واجب الخطباء في يوم الجمعة وفي المناسبات وكل شخص منا أن ينطلق هذا المنطلق، لأنك عندما تنطلق في عمل مكشوف صريح يجب أن تتجه ضد من يثبطون عنه، وهذا هو منطق القرآن الكريم في سورة التوبة، وهذا هو أسلوب الرسول(صلوات الله عليه وعلى آله) الذي حكاه الله في سورة التوبة..
قد يقول البعض: ماذا سنعمل؟ نحن ضعاف. أشخاص لا زالوا هكذا في مجلس أو مسجد يرفعون هذا الشعار، ماذا سيعمل شعاركم هذا؟ نحن مساكين نحن مستضعفون، وأولئك أقوياء وكل الإمكانيات لديهم وهم كذا وهم كذا.. إلى آخره..
إن هذا في واقعه هو من الجهل بحقائق القرآن الكريم، تأمل القرآن الكريم، هل الله وعد الجبابرة والمتكبرين بأن يقف معهم وينصرهم؟ ويعمل على إنقاذهم أم وعد المستضعفين؟ إنه وعد المستضعفين، وإن الناس الآن هم مستضعفون في مواجهة أعدائهم، استضعفونا..
لكن ليس كل مستضعف هو من سيكون الله معه، ومن سيحظى بتأييد الله ونصره، ومن سيعمل الله على إنقاذه، إنهم فقط المستضعفون الواعون، أولئك الذين قال الله عنهم وهو يأمر المؤمنين أن يقاتلوا: {فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً}(النساء: من الآية75) هؤلاء هم مستضعفون واعون، على مستوى عالٍ من الوعي، فاهمون لوضعهم أنه وضع سيئ
ومتألمون لما هم فيه، أنهم يرون دينهم محارباً، أنهم يرون أنفسهم لا يستطيعون أن يقولوا الحق، ولا يستطيعون أن يمارسوا الكثير من الأعمال العبادية، فهم عارفون أنهم مستضعفون ومتألمون لما عليه، وضعيتهم التي هي في الأخير تنعكس على وضعية دينهم، أو بالعكس محاربة لدينهم، استضعفوا هم باستضعاف الآخرين لـهم، وهم في نفس الوقت يعرفون الجهة التي استضعفتهم وظلمتهم، وهم في نفس الوقت عمليّون واعون، هم ليسوا ممن يوكلون المسألة إلى الله فليتولاها هو بعيداً عنهم، وهم يريدون السلامة وإن كانوا في وضع سيئ كهذا. لا.. هم من يقولون لله {وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً}، ولياً نقف معه، ولياً نتحرك معه، ولياً يعمل على إنقاذنا، ويقودنا حتى ننقذ أنفسنا {وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً}، هؤلاء هم المستضعفون الذين هم محط عناية الله ورعايته”.
“ولاحظوا القرآن الكريم كيف هو؟ تتجه آياته لتقول إن المستضعفين هم من سيحظون بنصر الله وتأييده {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّة وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ}(القصص:5-6) ويقول عن المسلمين الأوائل: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}(الأنفال:26) إن الوعد هو للمستضعفين وليس للجبابرة والمتكبرين، ولا حتى نصرُ الدين، ولا إنقاذُ الأمة، لن يكون على أيدي أولئك الكبار، هكذا السُنَّة الإلهية، سُنَّة إلهية لا يكون إعزاز عباده ونصر دينه إلا على أيدي المستضعفين الذين يغيرون ما بأنفسهم فيصبحوا مستضعفين واعين، يستشعرون مسؤوليتهم ويثقون بوقوف الله معهم، يثقون بالله، ويثقون بما وعدهم به..
فالذي يقول لك: نحن مساكين ونحن كذا ونحن كذا..إنك – لو فهمت القرآن – إنك تعدد إيجابيات، وإن اليهود يفهمون هذه..
إن اليهود عاشوا هم فترة الاستضعاف وفهموا كيف جاء الله بموسى (صلوات الله عليه) لينقذهم، ألم يكونوا مستضعفين في مصر تحت هيمنة آل فرعون؟ فرعون وهامان وجنودهما؟ ماذا حصل؟ أنقذهم الله بموسى، ولهذا نرى أعمالهم، وحاولوا أن تتلمسوها أنتم، إنهم حتى وإن وثقوا بالكبار، بالحكومات، أنها أصبحت صديقة ووثقوا بهم كامل الثقة، إنهم ما زالوا يخافون من الناس من الشعوب