الانصار بين اضرار التهمة ومكاسب القرار
منير إسماعيل الشامي
لكل العالم بأنظمته ومنظماته بمراكز بحثه وخبرائه السياسيين والعسكريين ،القانونيين والأمنيين. ….. اجيبوني أيها السادة :
إذا كان تصنيف أي جماعة كجماعة إرهابية يبنى على معايير الجريمة المنظمة والاجرام ووفقا لمبادئ الفساد والإفساد في الأرض وفي إهلاك الحرث والنسل وتدمير الحياة ومقوماتها…
فما هي المعايير التي اعتمدت عليها امريكا بالنسبة للشعب اليمني وهل هناك أدنى معيار من تلك المعايير يمكن أن ينطبق على “جماعة الحوثي” حسب التسمية الواردة بالقرار؟ وما هي الجرائم التي استدلوا بها؟
أليست امريكا في قرارها بالنسبة للشعب اليمني تمارس الإرهاب في اوضح صوره ؟ وتنفذ جريمة منظمة ضد شعب يعاني أسوأ كارثة إنسانية حدثت في العالم حسب توصيف الأمم المتحدة وعلى سبيل الفساد في الأرض والإفساد فيه؟ وإهلاك الحرث والنسل وتدمير حياة الإنسان اليمني؟
فمن هو الإرهابي؟ ومن هو الذي يمارس الإرهاب الدولي والسياسي والاجتماعي والنفسي والاجرامي في الآخر؟
إن النظام الأمريكي المجرم ينفذ أجندته المعروفة وفق قاعدته الاستكبارية – من يرفض سياستي ويناهض اطماعي فهو ارهابي
فبعد أن فشل هذا النظام المجرم في عدوانه الغاشم خلال ستة اعوام ، من جهة وبسبب فشله خلال تلك السنوات في جر الجيش واللجان الشعبية من خلال أدواته القذرة إلى مربع العنف الارهابي وجرائم الخرب،والانتقام البغيض وحاول ايقاعهم في فخ أي جريمة من تلك الجرائم البشعة التي ارتكبتها ادواته القذرة ممثلة بالغزاة السعوديين والاماراتيين والقتلة المأجورين من جنجويد وبلاك ووتر ومرتزقتهم بل واعتمد بشكل اساسي على الجماعات التي الارهابية وعلى عناصرها التي استجلبها من شتى انحاء الارض في ارتكاب الكثير من جرائم الحرب من الدرجة اﻷولى حسب تصنيف القانون الدولي في حق أبناء الشعب اليمني رجالا،
ونساء، واطفال
وبمختلف أرجاء الوطن و لا حصر لها ضد انسانية الانسان اليمني وبحقه، وبحق أسرانا وبحق أطفالنا ونساءنا وما زالوا ونشروها بمختلف وسائل الإعلام ليثيروا غضب جيشنا واللجان الشعبية، ويشعلوا نار الحقد والغضب وليدفعوهم إلى الرد بالمثل ففشلوا ولم يرى العالم منهم إلا ارقى المعاملة الانسانية ﻷعداءهم سواء في عملياتهم العسكرية الداخلية أوالخارجية أو تجاه أسرى تحالف العدوان ومرتزقته
فلم يسقط مدني واحد في عملياتهم العسكرية لا في اليمن ولا في دول العدوان ولم يستهدفوا أي هدف غير مشروع ولم يهان بأيديهم أسير ولا جريح بل لاقوهم بالإحسان والرعاية والاهتمام فأمنوا روعتهم، وعالجوا مصابهم وحملوا جريحهم على ظهورهم وحافظوا على حياتهم من استهداف العدوان لهم وهم جنوده المنضوين تحت لواءه.
لقد فشلوا في إيقاع الجيش واللجان الشعبية في فخ وحشيتهم لأنهم لا يدركون أن انصار الله لا يحملون نفسيات العرب الذين عهدوهم ولا نفسيات المسلمين الذين دجنوهم، بل يحملون نفسيات تختلف كليا عن من ألفوهم واعتادوهم، يحملون نفسيات ايمانية الهوى يمانية الهوية صنعتها ثقافة القرآن وصقلتها ارادة الرحمن
ولذلك فهم يخوضون هذه الحرب وفقا نهج قرآني وتعاليم مشروع رباني وفي سبيله دفاعا عن حرمه من دماء معصومة وأعراض مصانة ومقدرات محرزة وذودا عن النفس ودفاعا عن الذات وهذه حرب مشروعة ومقدسة بكل الشرائع السماوية التي فرضتها واقرتها كحق مشروع لكل مظلوم على اﻷرض في كل زمان ومكان،و اقرتها كل القوانين البشرية، حرب تسودها القيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية التي فرضها الله سبحانه وتعالى على الناس.
يخوضون هذه الحرب امتثالا لأمر الله وانتقاما له لا انتقاما ﻷنفسهم وسعيا لنيل رضاه لا سعيا لإرضا نفوسهم، ركنوا طباع نفوسهم البشرية جانبا وتحركوا تلبية لأوامر ربهم ونبيهم فكانوا كملائكة من السماء يفعلون ما يؤمرون وينفذون ارادة الخالق حتى ولو كانت منافية لما في نفوسهم وعكسية لإرادتهم.
فكيف لمن تكون حركتهم على هذا النحو أن يقال عنهم ارهابيون؟
فيا لعجب العجاب أن الإرهابي الذي يستخدم الجماعات الارهابية المشهورة في العالم ويمارس بها وببقية أدواته أبشع الجرائم الارهابية يصنف الشعب المدافع عن نفسه، وعن حقوقه المشروعة بالارهابي! !!!!!
ربما يظن هذا النظام المجرم أنه بهذا القرار سيخضع شعبا بعد أن عجز عن اخضاعه بالحديد والنار واسلحة الدمار ، فإن كان ذلك ظنه فقد خاب ظنه، فوالله لن يحقق من قراره الغاشم إلا مزيدا من عزم هذا الشعب وصموده واصراره على مواصلة درب جهاده ونضاله، وتلك هي الحقيقة، وهذا ما ستخلقه تبعات قراره الإجرامي، ولن ينتج عنه إلا أجيالا تلو أجيال توالي الله ورسوله والمؤمنين وتعادي امريكا وكل قوى الشر والطاغوت في الأرض مهما تعاظمت تضحياتهم وتفاقمت معاناتهم بسبب ذلك القرار، وهو ما ستخبرهم به الأيام القادمة فهي حبلى بمفاجآت لم تخطر لهم على بال وستتمخض عنها بما يسوأهم فهم يريدوا ونحن نريد والله يفعل مايريد، وإن غدا لناظره قريب.