Herelllllan
herelllllan2

العنصرية المقيتة تكشف حقيقة الديمقراطية الزائفة في الغرب

يمانيون – شهد العالم الكثير من مظاهر العنصرية والتمييز العنصري خلال 2020 خصوصاً بعد انتشار فيروس كورونا، وظهرت العنصرية بأشكالها المختلفة العرقية والدينية والإثنية وكثيرا ما كان هذا الشعور مصحوبا بكره أو عداء، وامتد إلى أبعد من ذلك كاستعمال العنف أو الإكراه أو المنع من حق ما.

وحذرت المنظمة الدولية لحقوق الإنسان “هيومن رايتس ووتش” حكومات الدول من تداعي جرائم العنصرية خلال عام 2020، داعية إلى أن تتخذ خطوات عاجلة لمنع العنف العنصري والكراهية والتمييز.

وأضافت المنظمة الدولية أن العنصرية خلال 2020ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بانتشار وباء “كوفيد-19” الناتج عن فيروس “كورونا”، فقد تعرض الآسيويون والسكان المنحدرون من أصل آسيوي إلى العديد من الاعتداءات تتهم الآسيويين بنقل الفيروس إلى بلدانٍ أخرى خصوصاً في دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وأن طريقة عيشهم وأكلهم هو من تسبب في نقل الوباء.

أمريكا… والعنصرية ضد السود
البداية كانت من الولايات المتحدة الأمريكية داعية الديمقراطية الزائفة، تحدثت العديد من التقارير خلال 2020 عن اعتداءات جسدية عنيفة على أمريكيين- آسيويين في ولايات كاليفورنيا، ومينيسوتا، ونيويورك، وتكساس.

وكشفت التقارير عن تعرض مئات الحالات من الأمريكيين-الآسيويين للمضايقة في الأماكن العامة أو مُنعوا من الأعمال أو وسائل النقل، أو صُرخ فيهم في الأسواق، واتهموا “بجلب فيروس كورونا” إلى الولايات المتحدة، أو حُرموا من خدمات النقل، فعلى سبيل المثال في 4 مايو أصدرت “رابطة مكافحة التشهير” قائمة بالأحداث شبه اليومية للهجمات العنصرية وحالات المضايقة من يناير حتى أوائل مايو.

ورغم تعرض تلك الفئات من الناس للعنصرية والتمييز إلا أن “مكتب التحقيقات الفيدرالي” والوكالات الفيدرالية الأخرى لم يتخذ أي إجراءات محددة لمعالجة تزايد الهجمات العنصرية والتمييز، رغم أن العديد من حكومات الولايات والحكومات المحلية وضعت خطوطا ساخنة وأمرت بالتحقيق في حالات الهجمات أو التمييز.

قتامة اللون أصبحت هي التهمة غير المعلنة الدائمة خلال400 عام الماضية إلى يومنا هذا، قد تدان بها وتحاكم وتعدم أحياناً في الشارع بل تلقى حتفك تحت اقدام رجال الشرطة إذا كنت في الولايات المتحدة الأمريكية هذا البلد الذي يدعي أنه صانع الحريات وتشطح بالليبرالية ولكن ما أثبتته الأيام الماضية من هذا العام زيف تلك الشعارات الرنانة خصوصاً بعد مقتل المواطن الأمريكي الأسود جورج فلويد في 25 من مايو والتي أشعلت تلك الجريمة الشارع وأججت الحرقة في قلوب المواطنين أصحاب اللون الداكن والملونين جراء المعاملة العنصرية في أمريكا وحتى من أصحاب اللون الأبيض الذين يرون تلك التصرفات بالمشمئزة.

إن ثوران الشارع لمقتل فلويد لم يكن السبب الوحيد لاشتعاله بل إن تكدس الأعمال العنصرية التي يرتكبها الأمريكيون البيض ضد السود لمدة طويلة، شكل شرارة انطلاقة ثورة عارمة على يد المواطنين ضد التماثيل الرمزية التي كانت ترمز للبرجوازية والدكتاتورية خلال العقود والقرون الماضية في أنحاء الولايات المتحدة وإسقاطها إلى الأرض وتدميرها

معلنين أن عهد العبودية والعنصرية والتمييز انتهى في الولايات المتحدة، والتي كانت لعقود من الزمن تمارس بشكل شبه يومي بشكل تسلطي ومستمر، ناهيك عن تصوير البيض السود كوباء كبير يجب التخلص منه، تحت مبررات كاذبة في تسبب تدهور الحياة في المجتمع، بدون أدلة مقنعة وبحوث علمية على الرغم من أننا نعيش في القرن الواحد والعشرين والتي يبدو أن مظاهر التمييز والعنصرية هناك لم تسقط بعد.

استمرار الكراهية
أصبح الآسيويون والأشخاص من أصل آسيوي منذ تفشي كورونا هدفا للغة مهينة في تقارير وسائل الإعلام وتصريحات السياسيين وكذلك على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يبدو أيضا أن خطاب الكراهية المرتبط بفيروس كورونا انتشر على نطاق واسع من العالم.

يرجع استمرار الكراهية والعنصرية والتمييز إلى أن هناك العديد من الجرائم العنصرية التي تم ارتكابها خلال القرون والعقود الماضية ومنها الجرائم التي حدثت خلال 2020 والتي كان أشهرها مقتل المواطن الأمريكي ذي الأصول الأفريقية جورج فلويد على يد رجال الشرطة من ذوي البشرة البيضاء

وجرائم أخرى حدثت حتى يومنا هذا والتي انتهت بضياع حقوق الضحايا وأهاليهم رغم أن الشارع والعالم كان يقف في صف ضحايا تلك الجرائم داعين السلطات في بلدانهم لاتخاذ الإجراءات المناسبة وإنصاف الضحايا بإعادة محاكمة الجناة مرة أخرى أمام القضاء الذي يدعي أنه عادل وأخذ رد اعتبار لأهالي الضحايا الذين مورست عليهم الكثير من الضغوط من جميع الجهات بدافع العنصرية للتنازل عنها، حتى من أعلى مكان مقدس يسعى كل المواطنين هناك إلى استرداد حقوقهم خلاله وهو القضاء والقضاة العاملون فيه، ليسجل هذا البلد أكبر وسام عار يحتزم به قضاته بوقاحة دون خجل.

أوروبا
لم تختلف كثيراً العنصرية في أوروبا عن الولايات المتحدة خلال 2020، فقد انتشرت العنصرية بشكل واسع بعد ظهور فيروس كورونا، وتم اتهام كل من اختلف عن البشرة البيضاء كمسبب رئيسي في انتشار الوباء، فتم معاقبتهم وتوجيه التهم إليهم وتشديد الإجراءات عليهم ومراقبة حياتهم، كما كان هناك محاولات للتضييق عليهم وطردهم من بلدانهم وظهور التمييز بين المواطنين حسب أصولهم العرقية.

وكشفت الدراسات الاستقصائية التي أجرتها المفوضية الأوروبية والمسماة يورو باروميتر في 2007 أن التمييز على أساس الأصل العرقي هو الشكل الأكثر شيوعا في أوروبا.

إيطاليا
تعرض الآسيويون والأشخاص من أصل آسيوي في فبراير الفائت في إيطاليا للهجمات، والضرب، والبلطجة العنيفة، والتهديدات، والإساءات العنصرية، والتمييز الذي يبدو مُرتبطا بالجائحة.

وسخر حاكم إقليم فينيتو من الصينيين ومن ثقافة الصين وطريقة عيشهم في تصريح له أمام الصحفيين قائلاً” إن البلاد ستكون أفضل من الصين في التعامل مع الفيروس بسبب اهتمام الإيطاليين القوي بالنظافة، وغسل اليدين، والاستحمام، بينما رأينا جميعا الصينيين يأكلون الفئران الحية”.

وجمعت منظمة المجتمع المدني “لوناريا” العديد من التقارير التي تحكي تعرض سكان من أصل آسيوي للاعتداءات، والتحرش اللفظي، والبلطجة، والتمييز.

بريطانيا
أما بريطانيا فقد تعرض الكثير من الآسيويين هناك للّكم على الوجه، والسخرية منهم، واتهامهم بنشر فيروس كورونا.
وذكرت “سكاي نيوز” البريطانية أن بيانات حصلت عليها من خلال طلبات “حرية المعلومات” قُدّمت إلى مختلف قوات الشرطة البريطانية الإقليمية أظهرت ما لا يقل عن 267 جريمة كراهية معادية للآسيويين سُجّلت في جميع أنحاء البلاد بين يناير ومارس.

ويقدر إحصائية القضايا العنصرية التي تم رفعها هناك خلال الأشهر الثلاثة الأولى خلال2020 أعلى من عام 2018 كاملا أو 2019، كما أظهرت “شرطة النقل البريطانية” عن تعرض آسيويين للكراهية بشكل كبير فقد ارتفعت خلال يناير وفبراير ومارس تلك الجرائم إلى أربعة أضعاف منه خلال 2019.

الدنمارك
وفي الدنمارك انتقدت منظمة العفو الدولية أعمال شرطة مكافحة المخدرات ضد المواطنين الأجانب، حيث اشتكى عدد من السياح تعرضهم للضرب ومضايقات من قبل الموظفين في السجن، وفيما يتعلق بحرب العصابات التي تحدث في الدنمارك، فقد وجهت انتقادات للقانون الذي يقضي بترحيل المتهمين غير الدنماركيين.

فرنسا
ورصدت عدة استطلاعات خلال 2020 تحكي عن تزايد في الآراء المعادية للمهاجرين والتي تعتبرهم ضرراً إما على الاقتصاد أو الأمن للدولة الفرنسية، هذه الآراء تشمل المهاجرين من وسط أوروبا والأفارقة.

وأصدر مجلس اللجنة الأوروبية لمكافحة العنصرية والتعصب ومنظمات حقوقية أخرى في 1998 تقريراً تحدث به عن مخاوف عن نشاطات عنصرية في فرنسا، واتهم السلطات الفرنسية بعدم قيامها بإجراءات كافية لضمان القضاء على هذه النشاطات، أبدى التقرير تخوفاً وقلقاً من بزوغ نجم منظمات يمينة مثل حزب الجبهة الوطنية النازي، وهو ما أثبتته السنين اللاحقة خاصة خلال2020.

السويد
أثبتت إحصائية لدراسة خلال 2020 تعرض العديد من المهاجرين إلى عقوبات أشد من المواطنين السويديين عند ارتكاب جريمة القيادة تحت تأثير الكحول، فحوالي أكثر من 50 % من الأشخاص الذي كانوا مهاجرين أجانب رحلوا إلى السجن ممن ارتكبوا جرم القيادة تحت تأثير الكحول، أمَّا من المواطنين السويديين فلم يحول إلى السجن من سكان البلد الأصليين سوى أقل من 30 % ممن ارتكبوا نفس الجرم.

تركيا
لم ترتبط العنصرية في تركيا بتاريخ محدد، بل أصبحت من التراث والتقاليد التركية، وتظهر العنصرية بشكل رئيسي في مواقف وتصرفات سلبية من قبل الأتراك تجاه الأشخاص الذين لا يعتبرون عرقياً أتراكاً، هذا التمييز هو في الغالب تجاه الأقليات العرقية غير التركية مثل الأرمن والآشوريين واليونانيين والأكراد والزازا، وكذلك العداء تجاه الأقليات الإسلامية مثل العلويين والصوفيين والشيعة.

أستراليا
وسجل مسح يركز على العنصرية الموجهة في أستراليا ضد الآسيويين والآسيويين-الأستراليين بسبب فيروس كورونا 178 حادثة خلال أول أسبوعين من أبريل في جميع أنحاء البلاد، وتتراوح تلك الجرائم بين الشتائم العرقية والاعتداء الجسدي، ولازالت ترتكب العديد من الجرائم العنصرية هناك حتى يومنا هذا.

الالتزامات القانونية الدولية
تُلزم “الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري” – التي تم التصديق عليها من قبل 182 دولة  البلدان بأن “تشجب التمييز العنصري” وتتخذ تدابير تهدف إلى “القضاء على التمييز العنصري بكافة أشكاله وتعزيز التفاهم بين جميع الأجناس” بينما تتعهد “بعدم تشجيع أو حماية أو تأييد أي تمييز عنصري يصدر عن أي شخص أو أي منظمة”. يجب على الدول “بجميع الوسائل المناسبة… حظر وإنهاء أي تمييز عنصري يصدر عن أي أشخاص أو أي جماعة أو منظمة”.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com