جرحى “الأجر اليومي” ينزفون حتى الموت في مستشفى مأرب
يمانيون| مأرب
حالة عجز وانهيار شبه كامل تعانيها قوات الإصلاح في مارب، ظهرت جليةً مع التقدم المتسارع لقوات صنعاء التي سيطرت على كثير من المديريات واقتربت كثيراً من إسقاط المدينة التي تتحصن فيها بقايا قوات الإصلاح وهادي، التي راهنت كثيراً على التحالف ولم يخطر ببالها أنه سيتركها في منتصف الطريق، وقبل مدة بالفعل سحب عتاده الحربي الثقيل من كل المواقع العسكرية المهمة في المحافظة، متذرعاً بخيانة قيادات إصلاحية ونهبها للسلاح والمخصصات المالية التي صرفتها السعودية لشراء ولاءات قبلية أو كنفقات للألوية الموالية للتحالف.
تجلت حالة الانهيار والعجز لدى قوات هادي والإصلاح في فقدانها الكثير من المواقع على امتداد جبهات محافظة مارب، والتي سقطت تباعاً بيد الحوثيين، لكن أبرز شواهد العجز والانهيار في صفوف القوات الموالية للتحالف تجسدت في التجاهل التام لجرحى المعارك الدائرة الآن في ما تبقى من مواقع، ففي وقت تعتبر أحوج ما تكون لأفرادها تركت جرحاها في أروقة المستشفى الوحيد في مدينة مارب، بلا عناية ولا حتى التفاتة لمعالجتهم، وحسب ناشطين على منصات التواصل الاجتماعي فقد رفض الأطباء التعامل مع جرحى قوات هادي والإصلاح، بل أغلقت أقسام الأشعة والرقود والطوارئ أبوابها في وجوه النازفة جراحهم من منتسبي تلك القوات، ولم يجدوا سوى البقاء في انتظار السراب حتى نزف بعضهم آخر قطرة من دمائهم وفارقوا الحياة وهي في حالة ذهول من واقع لم يخطر في حسبانهم ولم يتخيلوا يوماً أن حياتهم رخيصة إلى ذلك الحد لدى قياداتهم التي دفعت بهم إلى خطوط النار، فيما هي تتقاسم الغنائم من الأسلحة والمخصصات المالية.
يأتي ذلك بالتزامن مع بدء الإمارات ضغوطاً كبيرة على قيادات الإصلاح في مارب لفرض قوات من فصائلها التي يقودها طارق صالح في الساحل الغربي على قوات الإصلاح في مارب، والتي بدأ طارق عفاش فعلياً الترتيب لنقل ستة ألوية منها إلى مارب، تحت شعار توحيد القرار العسكري، وهو الأمر الذي رفضه سلطان العرادة القيادي الإصلاحي المعين محافظاً لمارب، خوفاً من الإطاحة به من عرش الإمبراطورية النفطية التي يتربع على عرش ثرواتها الهائلة، التي ينفق منها على قوات حزبه بعد قطع التحالف كل أشكال الدعم عنها.
ويرى مراقبون أن فرض الإمارات وصول فصائلها العسكرية التي يقودها طارق عفاش، إلى مارب هدفه الأبرز تقويض سلطات الإصلاح في المحافظة النفطية الأولى، خصوصاً أنها قد سبقت ذلك بتفكيك الولاءات القبلية للحزب وكذلك الولاءات العسكرية عن طريق صغير بن عزيز، رئيس هيئة أركان قوات هادي، والذي نجح إلى حد كبير في ذلك، وكان بن عزيز اقترح في وقت سابق تحويل رواتب قوات هادي والإصلاح إلى أجور يومية تُصرف للمتواجدين في الجبهات على اعتبار أن غالبية كشوفات الراتب تحتوي أسماء وهمية ويتسلمها قادة تابعون للإصلاح.
بوابة الاخبار اليمنية- ابراهيم القانص