صنعاء | علي جاحز :
بعد أقل من 24 ساعة على العمليات التي شهدتها جيزان السعودية وسقط على إثرها 12 موقعاً عسكرياً في يد الجيش اليمني و«اللجان الشعبية»، حققت القوات اليمنية تقدماً جديداً في الداخل السعودي، حيث توسّعت يوم أمس في إمارة نجران، لتسيطر على موقع الشبكة وثلاثة مواقع أخرى محيطة بها وتطل على مدينة نجران.
في المقابل، أقرّت السعودية بمقتل ثلاثة من حرس الحدود في جيزان، أول من أمس، من دون أن تقدم تفاصيل إضافية، إلا أنه يرجح سقوط هؤلاء خلال المواجهات التي أدت إلى تقدّم الجانب اليمني يوم الأحد.
وأعلن مصدر عسكري، أمس، أن قوات الجيش و«اللجان الشعبية» نفذت عمليات نوعية في نجران أدت إلى سيطرة كاملة على موقع الشبكة وثلاثة مواقع عسكرية سعودية في منطقة الشرفة المطلة على مدينة نجران.
وأكد المصدر أن تلك العمليات نفذت في فترة زمنية قصيرة، مشيراً إلى أن خمس عشرة آلية سعودية دمرت خلال المعارك الخاطفة. وأفاد المصدر بأن العدوان تكبد خسائر في العتاد والعديد أثناء تلك العمليات، مؤكداً تدمير دبابتين من نوع «أبرامز» وثلاث عربات «برادلي» وسبع آليات وثلاث جرافات.
ولفت المصدر إلى أن الجيش و«اللجان الشعبية» كانوا قد بدأوا عملية عسكرية في 21 من الشهر الجاري، جرى خلالها اقتحام موقع الشبكة الاستراتيجي لتصل اليوم إلى استكمال تأمينه من خلال إسقاط ثلاثة مواقع عسكرية جديدة تابعة له عند ساعات الصباح الأولى أمس ليصبح الموقع بالكامل تحت السيطرة.
في ضوء ذلك، يتجه الواقع الميداني ما وراء الحدود نحو مرحلة جديدة، عنوانها الضغط اليمني على الرياض في إطار الوساطات التي يجري الحديث عنها حالياً بين «أنصار الله» وبين السعودية والتي ترمي إلى إنهاء الحرب، حيث اشترطت السعودية انسحاب «أنصار الله» من أراضيها مقابل وقف إطلاق النار.
وعلى الصعيد نفسه، شُغلت وسائل الإعلام السعودية والخليجية بمسألة سقوط قذائف على نجران تزامنت مع السيطرة على عدد من المواقع فيها.
وعلل المتحدث باسم «التحالف»، أحمد عسيري، في حديثٍ تلفزيوني أول من أمس سقوط تلك القذائف على المدينة بالقول إن نجران تقع على الحدود، وعسكرياً هي في مرمى أي نوع من هذه القذائف»، معتبراً أن ما سماها «ميليشيات الحوثي تستغل طبيعة الأرض للتحرك والتسلل وإطلاق مثل تلك القذائف»، في اعتراف مبطّن بحدوث توغل يمني الى داخل نجران.
وفي هذا الصدد، قال مسؤول المعلومات والتواصل في «الإعلام الحربي»، صلاح العزي، إن القذائف التي استهدفت نجران مجهولة المصدر، مذكراً بأنه سبق أن أطلقت قذائف في تلك المنطقة «تبيّن لاحقاً أنها من جهة القوات الإماراتية المرابطة في جيزان».
وفي حديثٍ إلى «الأخبار»، رأى العزي أن ما حصل أول من أمس، هو «تقدم مباغت في عمق جيزان بعد تشتيت انتباه الجيش السعودي باقتحام موقع نهوقة في نجران».
وأوضح أنه بينما كان الجيش السعودي يتأهب للتصدي للوحدات التي اقتحمت نهوقة «تفاجأوا باقتحام ما لا يقل عن ثلاثة عشر موقعاً في جيزان»، لافتاً إلى أن «الإعلام الحربي سيعلن أسماءها في الوقت المناسب بما فيها عدد من القرى التي سقطت».
وفيما أعلنت وزارة الداخلية السعودية مقتل ثلاثة من جنودها في جيزان خلال معارك في قطاع الحرث عند الحدود مع اليمن، أكد العزي أنّ «من غير الممكن تحديد عدد دقيق للقتلى»، مشيراً إلى أن اعتراف الرياض بمقتل عدد من جنودها «هو دليل كافٍ على أن عدد القتلى كبير».
وكان المتحدث باسم «التحالف» قد اعترف «بقوة وتماسك الجيش واللجان اليمنية»، في ردٍّ على سؤال صحفي عن سبب استمرار العدوان لأكثر من ثمانية أشهر في الحرب». وأضاف عسيري: «نحن نقوم بعمليات عسكرية كبيرة نواجه فيها قوات ليست قليلة العدد»، قائلاً: «الميليشيات الحوثية لديها استعداد كبير». وللمرة الأولى اعترف عسيري بأن «هناك جزءاً كبيراً من الجيش اليمني النظامي يشارك في العمليات الآن بشكل مركز»، مشيراً إلى أنها «قوات مدربة ولديها إمكانات كبيرة». كذلك أكد أن الجيش اليمني لديه من الإمكانات والعدة والعتاد ما يفوق بعض الدول العربية.
إلى ذلك، وفيما كانت أنباء قد تحدثت عن انسحاب الجيش و«اللجان الشعبية» من منطقة بيحان في محافظة شبوة أمس. نفى العزي صحة تلك الأنباء، لافتاً إلى أن قوات الجيش و«اللجان الشعبية» باقية هناك «وقد حققت تقدماً قبل ايام وسيطرت على عدد كبير من القرى في شبوة».
وأشار إلى أن «مرتزقة العدوان نفذوا أخيراً محاولة للهجوم على مواقع الجيش واللجان الشعبية وفشلوا بعدما قتل في المحاولة عدد من القادة الميدانيين»، في مقدمتهم قائد الكتيبة الثالثة في اللواء 19 مشاة الموالي للرئيس الفار عبد ربه منصور هادي، العقيد علوي المنصوري.