Herelllllan
herelllllan2

الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ونجمه الذي أفل باليمن

د. محمد هادي القهالي

جميل ذلك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في مواده الثلاثين المُتراصة والأنيقة في صياغتها .. جميل أن يحتفل العالم اجمع بمناسبة الذكرى السنوية لإعلان الأمم المتحدة تلك الوثيقة في العاشر من ديسمبر عام ????م بقصر شايو في باريس، باعتبارها وثيقة حقوقية عالمية، ولحظة فارقة في تاريخ الإنسانية.

إلا أن هذا الإعلان قد افل نجمه عند اليمنيين في اليوم الأول من العدوان على أرضهم وشعبهم، فقد صادر ذلك الغاشم المعتدي كل الحقوق الواردة فيه تحت مرأى ومسمع الأمم المتحدة التي لم تُحرك ساكناً رغم أننا أعتدنا منها الشجب والتنديد في القضايا العربية، إلا أنها قد استكثرته على اليمن واليمنيين، أنها لم تندد أو تشجب تصرفات الصلف العدواني من دول تحالف العدوان.

لقد تقرحت العيون بُكاء وغيمت السماٌء عزاءً مما ارتكبوه من جرائم إرهابية ومجازر منظمة ضد الإنسانية، استخدمت فيها مُختلف الأسلحة المُحرمة لاستهداف الأحياء السكنية بكافة المُدن والعُزل والقرى اليمنية، وراح ضحيتها الألاف من المواطنين المدنيين معظمهم نساء وأطفال تمزقت أشلاؤهم أمام العالم المُتحضر الذي يتغنى بحقوق الإنسان وهو يُشاهد شعبٌاً يُباد وتُصادر حقوقه وتُدمر مقوماته وبُنيته التحتية .. ولم تُحرك ضميره الأوضاع الإنسانية الكارثية التي تسبب فيها الحصار الخانق واللاإنساني المفروض على اليمنيين بتغطية وقرارات أممية.

إذن ليس لنا من هذه الذكرى إلا الاحتفال، أما مُحاسبة المُعتدي على جرائمه فلا، إنهم يُريدون منا الاحتفال فقط كشعار ظاهري ذهب بريق حقيقته، وأصبح مُجرد أوراق خُضبت بمداد قد جف حبره، فاليمن يُقتل بعيون أممية، بينما وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لا تشهد سوى صمتاً ينام في أروقة ورفوف الأمم المتحدة ودهاليزها، أو أصبحت في عداد الموتى في نظر اليمنيين وقد أفل نجمه وذُبح من الوريد إلى الوريد.

أصبح هذا اليوم لا يعنينا وليس محور اهتمامنا طالما سُفكت دماء أطفال اليمن وفُجّعت نساء اليمن ودُمرت بُنيته التحتية .. أنهم يُريدون منا الاحتفال بالأوراق التي خطت في صفحاتها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بأوراق لم تُؤت أُكلها، إنها مُجرد ورق وصكوك جامدة طالما ظلت نظرة المجتمع الدولي للشعب اليمني – وغيره من الشعوب المقهورة – لم ترق لأبسط مبادئ وقيم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ولا يزال التمييز والعُنصرية بمُختلف أبعادها الدينية والعرقية هي المُحرك الرئيس للدبلوماسية الغربية والموجه الأساسي للمجتمع الدولي والمنظمات الدولية.

سيظل الشعب اليمني والأوضاع الكارثية التي يعيشها، وجرائم الحرب التي تُمارس ضده مُنذ ست سنوات، خير شاهد على عدم عالمية هذا الإعلان، وأبشع دليل على العبثية والهمجية الأممية والتي شرعنت لأكبر جرائم الإبادة المُنظمة في القرن الحادي والعشرين.

وأمام كل هذا الصلف العالمي، فلم يبق لليمنيين إلا خيار الصمود في وجه العدوان .. الخيار الوحيد والأوحد الذي سيحفظ كرامة الإنسان اليمني، وستفهم دول تحالف العدوان رسالة اليمن قيادة وشعباً، أن الاستسلام ليس في أجندته، انه شعب سيكتب إعلان عالمي لحقوق الإنسان بشعار (نحن لا نستسلم ..

ننتصر أو نموت)، وهذا لا يعني أن اليمني لا يقبل السلام، أننا نقبل ونرضى بالسلام لكن سلام الأوفياء القادرين، سلام لا استسلام، إن إعلاننا اليمني العيش بكرامة وعزة سنمد أيدينا للسلام عندما يعترف العالم بأننا احق بالبقاء في أرضنا بقرار سيادي يمني، قرار يمني فقط يمني لا سواه، نحن الأرض والإنسان، والبقاء لصاحب الحق، هذا إيماننا وهذه عقيدتنا

أما إعلانكم وحقوق الإنسان فقد ذبلت، فالضحايا وأشلاء القتلى من الأطفال والشيوخ والنساء أصبح وصمة عار في جبين ما يُسمى بالمجتمع الدولي، وليعلم العالم أجمع (عربان وعجمان) أن شرعية اليمني أن يعيش على أرضه صامداً في وجه المُعتدي الغاشم، إن صنعاء الحضارة وقيادتها أخذت على نفسها عهداً أن إعلانها هو الإنسان اليمني وكرامته وعزته

ولا مكانة لغير ذلك في قاموسه بعد أن فقد اليمنيون مصداقية الأمم المتحدة في تعاملها مع الجرائم والانتهاكات المُرتكبة من قبل العدوان، ومع ذلك اليمن دولة ذات سيادة تحترم كافة المواثيق و الاتفاقيات الدولية المصادقة عليها بشرط تفعيلها وتطبيقها في هذه الحرب المنسية، عليهم إخراجها من قوالبها الجامدة، والكيل بميكال المساواة والعدالة.

نحن مع الإعلان ونصوصه ومواده لكن بعد إحيائه وبعثه أمام هذا العدوان ليقف ويُحاسبه على ما اقترفته يداه المُلطخة بدماء اليمنيين، وهو أمل كل حُر عزير في هذا العالم، أن يتحقق ذلك في هذه الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، انه قانون المحاسبة لا قانون المُجاملة وقانون بترو دولار، هذا ما يأمله اليمني حتي يُعيد ثقته في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، عندما نرى قادة هذه الدول المُعتدية تُحاكم أمام محكمة الجنايات الدولية سيتغير نظرة اليمني للأمم المتحدة ولكل مواثيقها واتفاقياتها وإعلانها العالمي لحقوق الإنسان

أما أن يظل الحال على ما هو عليه فالصمود هو الطريق الذي يسلكه الثائر اليمني المُقاوم، وليعلم الجميع أن اليمني لا يساوم على أرضه وعرضه فهي غالية تُراق الدماء وتُسكب في سبيلها، هذا هو اليمني وهذه اليمن والتاريخ يذكركم بأن اليمن مقبرة الغُزاة وعليكم استيعاب الدروس من الماضي، فالحاضر شاهد على كسر الغازي المُعتدي وخيبة أمله، وأن غداً لناظره قريب، سيُهزم تحالف العدوان وستولي فلولهم هاربة تحت نيران الصمود اليمني

هذا هو القادم سيُرسم بعزيمة يمنية ليعلم كل من تسول له نفسه الاعتداء على يمن الحضارة .. يمن التاريخ والمجد نقولها اليوم وغداً والحاضر والمستقبل لا سبيل لكم إلا الاعتراف بأن اليمن عصية عليكم ايها الجرذان ..”وسيعلم الذين ظلموا أي مُنقلب ينقلبون”.

عاشت اليمن حُره أبية .. المجد لليمن .. الرحمة والخُلود للشهداء .. والشفاء للجرحى ..

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com