الولايات المتحدة .. حاضر مر وواقع مأزوم ومستقبل غامض
يمانيون – متابعات
ربما كان وجود دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية أكثر من ضروري لتعرية الولايات المتحدة وفضح ادعاءاتها الزائفة بأنها البلد الديمقراطي النموذجي في العالم وأنها حامية للديمقراطية في مختلف أصقاع الأرض.
لقد جاء فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية على الرغم من الكوارث التي حلت بالعالم بسببه، بمثابة رحمة للعالم لتزيل الغشاوة عن الأعين بشأن حقيقة الديمقراطية الأمريكية الزائفة، وبقدر الضرر نفسه الذي ألحقه ترامب بالعديد من دول العالم جراء سياسته الرعناء، فقد تسبب بأضرار فادحة لبلاده وكشف حقيقتها للعالم كله حتى أصبحنا على يقين تام بزيف الديمقراطية الأمريكية.
والآن علي الولايات المتحدة الأمريكية، أن تكف وإلى الأبد عن إملاء دروس في العمل الديمقراطي وحقوق الإنسان، إذ لم تعد ذات مصداقية في هذه المسألة، خاصة بعد أن اتضح للعالم جلياً أن من يحكم أمريكا ويصنع رئيسها هم طواغيت المال والبنتاغون والمخابرات الأمريكية.
في الانتخابات الأمريكية أصبحت هناك مصطلحات جديدة، كانت واشنطن تتعامل بها مع بقية دول العالم إذا لم تأتِ الانتخابات فيها متوافقة مع الرغبة الأمريكية ومن تلك المصطلحات؛ الانتخابات المسروقة والتزييف الانتخابي واقتراع الموتى والتلاعب بالانتخابات .. الآن أمريكا تشرب من الكأس نفسه الذي حاولت أن تجرعه للعديد من بلدان العالم.
وبالتأكيد يحسب لترامب أنه الرئيس الأمريكي الوحيد الذي كشف زيف الديمقراطية الأمريكية، وأنها ليست إلا لعبة تتكرر في مهرجان يمتد لأربع سنوات، يضحكون فيه على العالم بينما من سيرأس الولايات المتحدة قد حسم أمره في البنتاغون والمخابرات المركزية.
وفي الحقيقة، فإن جوهر الصراع في الانتخابات الأمريكية يكمن على مر التاريخ في الشأن الداخلي، خاصة فيما يتعلق بالنظام الضريبي والخدمات الاجتماعية والتأمين الصحي وبعض الأمور الداخلية ليس إلا، أما ما يتعلق بالتحالفات والسياسة الخارجية وأمور الدفاع والأمن فإنها محسومة بموجب إستراتيجية تم رسمها لعقود طويلة وتحدث دوريا، والاختلاف بين رئيس وآخر يكمن في تكتيك التنفيذ لتلك السياسة.
لقد عانت المنطقة العربية الأمرّين جراء السياسة الأمريكية وذاقت الويلات منها، الأمر الذي وصل إلى حد تدمير جيوش في العديد من الدول العربية تحت ذرائع واهية كما حصل في العراق ولعبة سلاح التدمير الشامل وتدمير سوريا بحجة دكتاتورية الرئيس ونظامه وتدمير الجمهورية اليمنية وقتل عشرات الآلاف من المدنيين بمزاعم إعادة ما تسمى بالشرعية واتضح فيما بعد أنها كلها ادعاءات كاذبة أثبتت الأيام زيفها.
فلا سلاح دمار شامل في العراق ولا وجود لدكتاتورية النظام في سوريا ولا شرعية في اليمن وإنما دول عدوان دمرت البلدان.. جميعها حجج زائفة الغرض منها تدمير القوة العسكرية العربية لصالح الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة.