هل يملك ترامب الجرأة لضرب ايران.. ولماذا نعتقد انها مجرد استعراضات؟
تحليل / زين العابدين عثمان
رغم حجم الاستعراضات للقوة والقدرات العسكرية الفتاكة للجيش الامريكي التي نفذها ادارة ترامب في المنطقة والتي اغرقت الاخير بمجموعات نووية ضاربة كحاملات الطائرات النووية [ابرهام لنيكولن ]وحاملة الطائرات نميتز وغيرها والمجموعة الجوية من القاذفات الاستراتيجية المصممة للحروب الشاملة B-52 واسراب من المقاتلات الشبح F-35 وغيرها من المجموعات الهجومية الاستراتيجية،الا ان ادارة ترامب رغم هذا الكم الهائل ماتزال تصدر قرارات اضافية من شٲنها ارسال وتكديس مزيد من القوات والمعدات الامريكية الى المنطقة ونشرها وتوزيعها و التي كان اخرها القرار الذي تضمن نشر قوات امريكية برية وبحرية في ” السعودية والامارات بكامل تجهيزاتها العسكرية والانتشار في اراضيها ومياهها الاقليمية كاجراء اخر جديد ضمن قائمة القرارات الخاصة بمايسمى رفع مستوى الحظور الامريكي بالقيادة المركزية والاستعداد لمواجهة ايران واي طارئ استراتيجي قد يشعل حرب مفتوحه معها ، ..
“”ترامب ونية توجيه ضربة ضد ايران””
يبدو ان ترامب وبعد فشله في الانتخابات الرئاسية وفاز منافسة جو بايدن يحاول ترامب ان يرتكب حماقة وربما عسكرية ضد خصومة وتقربيا ايران ،،فقد اعلن اقالته لوزير دفاعه “مارك اسبر” الذي قد يكون على خلفية رفض الاخير اوامر حربية ضد ايران او الخصوم وهذا احتمال كبير ، كذلك وجه ترامب بتزويدالامارات بانظمة دفاعية واسرب من طائرات F35 مع مجموعه من الذخائر والصواريخ الذكية بقيمة 23 مليار دولار كاجراء احترازي في المواجهه ضد ايران ، لذا قد يكون ترامب متوجه فعلا لتحضير عمل عدواني في المنطقة قبل مغادرته البيت الابيض وكرسي الرئاسة وعليه لازالت الاحتمالات واردة ،لكن نؤكد ان مثل هذه الحماقة لن تأتي بجديد وانما ستلهب المطنقة بالكامل وستنشب كارثة فوق مستوى قدرة امريكا فمثلا مهاجمة ايران لن يكون بالامر السهل “ايران اصبحت كوريا شمالية ثانية ” خصوصا بعد ان اخذت فترة تطور عملاقة في قدراتها الاستراتيجية والردعية ،،،.
،بالتالي من هذا المنطلق نود استعراض حماقة امريكا والتي سنضعها مع مسارات عرض القوة والامكانات التي يديرها ترامب بالمنطقة على صفيح فرضية انه ينوي فعلا تسديد ضربة عسكرية خاطفةضد ايران وذلك وفق مخطط اسراتيجي حقيقي مشترك مع حلفاء امريكا من دول الخليج ، وان السقوط في هاوية حرب اقليمية شاملة ستحصل، فهل تستطيع امريكا تنفيذ الضربة وتقفل الحرب مع ايران بنجاح وتخرج منها باقل التداعيات ؟ وماردة الفعل الايرانية ؟
امريكا وبحجم ونوع القوات والمجموعات الضاربة التي حشدتها خلال الاونة الاخيرة للشرق الاوسط تعتبر قوات ذات طابع هجومي وذات قدرات فائقة وهي لب قوة الجيش الامريكي حيث تلبي متطلبات سيناريوهات الحرب الخاطفة والشاملة وبروتوكولات تدمير المفاعلات والمنشئات النووية والعسكرية الاكثر تحصينا فالقوات الضاربة تحوي حاملات الطائرات U. S. S لينكولن وقاذفات استراتيجية استخدمت سابقا في حرب عاصفة الصحراء 1991 واجتياح العراق وافغانستان كما تحوي مجموعة صاروخية باليستية ذكية وقطع بحرية من المدمرات والطرادات واسراب من مقاتلات الشبح F-35 الجيل الخامس وطائرات دون طيار الاكثر تطورا ..
ايران بعد الثورة الخمينية استطاعت ان تطور قدراتها وامكانتها العسكرية بمختلف اشكالها وترفد مخزونها الاستراتيجي بقدرات دفاعية مذهلة جعلت منها الدولة الاقوى بالشرق الاوسط دون منافس فهي من معطيات القوة والامكانات التي تمتلكها حاليا لن تكون باللقمة السائغة لاي هجوم امريكي فهي تمتلك انظمة دفاعية حديثة جدا منها “إس-200″، “إس-300″، “كوب”، “تور-إم1″، “بوك” روسية الإنتاج، بالإضافة إلى نظرائها المحلية نظام الدفاع الجوي خرداد التي اسقطت طائرة RQ4 الامريكية ومنظومة BAWER باور 373 الذي تعتبر نسخة موازية حديثة لنظام إس 300 الروسي وقريبة جدا لنظام آيس 400 .وايضا ٲنظمة الحرب الالكترونية التي تم بناءها بالتعاون مع دول صديقة روسيا الصين وكوريا الشمالية. وردارات متطورة قادرة على تتبع ورصد جميع الاخطار الاستراتيجية على المجال الجوي سواءا الصواريخ الباليستية وطائرات الشبح – والمجال الجو فضائي كالاقمار الصناعية المنخفظة المدار ،.
كل هذه القوة بطابعها التقني والتكنولوجي المتطورة فهي قادرة الى حد كبير على إنزال وتدمير الطائرات الأمريكية والتصدي للصواريخ والاقمار الصناعية وتستطيع التقليل من فعاليتها في اسوٲ الظروف ..
يوجد لدى طهران ايضا قوة جوية من الطيران القتالي الذي يمتلك القدرة المثالية للاشتباك المباشر مع سلاح الجو الأمريكي،وضرب اهداف بحرية وقواعد ومنشئات امريكية في مياة الخليج الفارسي واراضي دول الخليج .
اما في مجال الردع الاستراتيجي ايران تمتلك برنامجا صاروخيا هو الاكثر تطورا في المنطقة والاقليم وهو محور قوتها الذي ستعتمد عليه بنسبة كبيرة لمواجهة امريكا فلديها مخزون استراتيجي لصواريخ باليستية عالية الدقة وذات مدايات بعيدة جدا تتوزع مابين 300 كم الى 5500 كم وبكمية تقديرية تصل الى اكثر من نصف مليون صاروخ من ضمنها صواريخ استراتيجية جوالة من طراز كروز تستطيع ان تغطي مساحة المنطقة وتنال من كل القواعد العسكرية ال 36 الامريكية المنتشرة في دول الخليج وغيرها وحتى من حاملات الطائرات الامريكية نفسها واغراقها بفترات قياسية.
في الاخير ان احتمالية اقدام امريكا على تنفيذ ضربة عسكرية مفاجئة ضد ايران مع ما تمتلكة من تجهيزات ووسائل دفاعية مقتدرة على امطار القواعد الامريكية بالصواريخ الباليستية المتطورة فهذا احتمال هو لحد الان مستبعد وقد لايمتلك ترامب الجرأة لذلك ،،فمثل هكذا خيار سيكون مدمرا جدا سيضع امريكا وحلفاءها في جوف حرب اقليمية شاملة لن تتقيد بالقيود الجغرافية او الامنية او العسكرية فقد تتحول الى حربا دولية مكتملة لان النار ستخرج حدود المنطقة وستصاب حتما التجارة العالمية بعاصفة من الانهيار والفوضى الاقتصادية العارمة نتيجة اغلاق المضائق المائية هرمز وباب المندب واستهداف ناقلات النفط الخليجية والامريكية .
حجم تداعيات الحرب الامريكية الايرانية ان حصلت فستكون ذات ارقام فلكية وستلتهب المنطقة بالكامل وتكون دول الخليج السعودية والامارات وكل من يشارك امريكا مناطق عسكرية مشروعه اضافة الى ان اسرائيل دون شك ستكون الضحية الاولى التي سينال منها الغضب الايراني الذي لن يرحم
كاتب عسكري