سياسة التضليل وتزييف الحقائق تفشل أمام الإعلام الحر المناهض للعدوان..فشل ..ونزعة شمولية
«حرب جديدة على حرية التعبير والإعلام في العالم العربي تشنها المملكة العربية السعودية، ومحاولة جديدة لتكميم الأفواه وإقصاء المعارضين، حيث دخلت المملكة في مشادات مع لبنان بدعوى أن الأخيرة تؤوي قناة “الميادين” التي تعتبر من بين القنوات القليلة المنتقدة لسياسة السعودية كما أنها لم تبارك العدوان على اليمن، بل وقفت في وجهه موضحة من خلال مراسليها وخبرائها وتقاريرها ما تتعرض له الأراضي اليمنية من هلاك ومعاناة، وهو ما جعلها منبرا إعلاميا تسعى السعودية إلى إغلاقه..» هذه المحاولة السعودية لممارسة التضليل الإعلامي ومحاولة تكميم الأفواه لم تكن الأولى من نوعها، فمحاولات المملكة متعددة في هذا الشأن، حيث تستغل سلاح “الترغيب والترهيب” وإمكاناتها المالية وعلاقاتها الدبلوماسية لممارسة سياساتها هذه..
لقاءات/ اسماء حيدر البزاز
الإعلامية بقناة الساحات المذيعة ماجدة طالب استنكرت هذه الهجمة الشرسة على منابر الإعلام الحر وصوت المقاومة والصوت العربي القومي .. كما وصفت سياسة تكميم الأفواه تلك بالجبانة.
وأضافت: ينبغي أن يتضامن كل الشرفاء والأحرار مع كل صوت حر ضد كل من يحاولون انتهاك سياسة الحق والقومية العربية.
من جانبه قال البرلماني كهلان صوفان، مدير عام مكتب الحقوق والحريات بمجلس النواب أن هذه الحرب على الإعلام ليست جديدة على النظام السعودي بل تأتي ضمن سلسلة عدوانه البربري على اليمن وشعبه فقد دشن هذا النظام الباغي حربه على اليمن في شهر مارس بحملة شرسة على كل من يعارض عاصفة حزمه سواء كان قلماً حراً أو صحيفة أو موقعاً الكترونياً أو قناة إعلامية، ولم يكتف هذا النظام النازي بقمع كل من يعارض عدوانه من تلك المنابر رغم قلتها بل تجاوز ذلك إلى تكميم أفواه كل من يحاول نقل الحقيقة كماهي ونقل كل ما يجري على أرض الواقع من مجازر بشعة بحق المدنيين والأطفال والنساء وتدمير مقدرات الشعب اليمني.
ومضى يقول: وما الحملة الشرسة التي يمارسها النظام السعودي وحلفاؤه على قناة الميادين الفضائية والمسيرة واليمن اليوم وروابطها على الانترنت وأندية التواصل الاجتماعي إلا دليل فشل لأنه استهداف لمنابر حرة وشريفة ترفض تزوير وقلب الحقائق ومسايرة رغبات ذلك النظام الظالم الذي اشترى كل شيء بأمواله لإسكات صوت الحق وإخفاء الجرائم البشعة التي يرتكبها بحق الشعب اليمني بشكل يومي تقريبا وعلى مدى ثمانية اشهر مضت من عدوانه على اليمن.
وتابع : ولكن مهما علا صوت الباطل فإن صوت الحق سيدمغه مهما انتشر الباطل ، فهذه سنة الله في خلقه إلى قيام الساعة.
امبراطورية التضليل
رئيس حزب اليمن الحر الدكتور ناصر العرجلي يقول: مما لا شك فيه أن هذه الجريمة ليست جديدة أو غريبة على النظام السعودي إذ رغم أنه يمتلك امبراطورية كبيرة من وسائل الإعلام، واستطاع السيطرة على عدد كبير من وسائل الإعلام في العالم كما يثبت ذلك في وثائق آل سعود المنشورة، إلا أن العدو لم يستطع حجب الحقيقة عن العالم الذي يملك القدرة على استخدام العقل.
ويرى في هذا السياق أن العدو لم يستطع تحمل النهج القويم لوسائل الإعلام الشريفة فأوقف بث بعض القنوات الفضائية على قمر عربسات المملوك لعدد كبير من الدول العربية .. فقط لأن هذه القنوات تتحدث بالصورة عن جرائم العدو السعودي في اليمن وخصوصا استهداف المدنيين .
واعتبر هذا الصلف السعودي انتهاكا صارخا لكل مواثيق حقوق الإنسان وحرية الصحافة والإعلام، بالإضافة إلى أنه يعد إعلانا صريحا عن حالة افلاس غير مسبوقة تلازم النظام السعودي إذ ان لجوءه إلى محاولات ايقاف بث قناة الميادين – مثلا – يدلل على عظم تأثيرها في مقابل فشل إمبراطوريته الإعلامية، وتلك شهادة للقناة وخير الفضل ما شهدت به الأعداء ..
ويستطرد بالقول : لكننا نرى أن النظام السعودي لم يقدم على ارتكاب ذلك الجرم لسبب خاص به لأن لديه من الجبهات ما يكفيه ولن يخوض حربا جديدة ضد الإعلام الحر ليفتح على نفسه بابا آخر من أبواب الجحيم إلا بضغط من أسياده وأولياء نعمته وهم الصهاينة إذ أن العقل الواعي يدرك أن موضوعية ومهنية قنوات مناهضة العدوان لايبرر الفعل السعودي ولكن انحياز قناة الميادين الواضح للانتفاضة الفلسطينية منذ انطلاقها في التاسع من اكتوبر الماضي أثار قلق كيان العدو الصهيوني الذي يخشى تبعات التغطية الواسعة لاحداث الانتفاضة، فأراد إعدام مصدر قلقه بإيقاف بث الميادين عبر اليد السعودية ليبدو بعيدا عن الشبهات.
وتابع : ولعل تفرد الميادين بتغطية وقائع الانتفاضة في الوقت الذي تغرق فيه مئات الفضائيات في بحر الحرب التضليلية يؤكد رأينا، ونحن إذ ندين الجرئم السعودية بحق الإعلام الحر، فإننا واثقون من انتصار الحقيقة فقد اثبتت الأحداث أن محاولة حجب الشمس بغربال هو الوجه الآخر للتصارع مع طواحين الهواء ولن تكسب مملكة القمع سوى المزيد من اللعنات والهزائم في كل الميادين.
نزعة شمولية
من جانبه أوضح الدكتور محمود البكاري، استاذ العلوم السياسية بجامعة تعز: أن حرية الرأي والتعبير هي من الحقوق الفطرية التي لا يجوز الاعتداء عليها وانتهاكها وربما انها الحرية التي تمكن الإنسان من ممارسة بقية الحريات وعلى ذلك فإن البلدان ذات النظم الديمقراطية تقدس هذا الحق وهذا من أهم أسرار أسباب نجاحها وتطورها لأن الغاية من ذلك دائماً هي تبصير الناس بحقوقهم وتصويب الأخطاء والأختلالات ولا يرفض ذلك إلا أحمق أو جاهل .
ومضى يقول : العالم وبفعل التطورات العلمية الحديثة أصبح أشبه بقرية كونية تنتقل وفيه الأخبار بسرعة قياسية ومن أكثر من مصدر وبالتالي فإن سياسة تكميم الأفواه لم تعد مجدية على الاطلاق بل أنها تعكس نزعة شمولية قاصرة وتقليدية وللأسف الشديد هذا ديدن النظم القمعية ومن أهم ما يميزها عن البلدان المتقدمة كفارق حضاري لا يمكن تجاهله أو إغفاله لأتفه الأسباب حيث يتم اللجوء إلى قمع الحريات وهو ما يسمى بالسهل الممتنع.
ليست حرباً جديدة
فؤاد الصياد، رئيس إدارة المؤتمرات الدولية بوزارة الأوقاف قال: تنتهج السعودية هذا الخيار في مناهضة صوت الإعلام الحر ظنا منها أنها ستقضي على كل صوت حر باعتباره يتهدد أمنها.
واضاف : هذا النظام لا حدود لأخلاقياته المسيئة أمام شيء اسمه نفوذ أو هيمنة سياسية والمتوقع هو أن يتم تقويض كل منابر الإعلام سواء منها المرئي أو المسموع والمقروء والتي تساعدها على اضفاء المشروعية لكل أعمالها ونلاحظ امتلاكها لأغلب هذه القنوات.. بذات الهدف .
خالد العابدي من قناة اليمن اليوم : الحقيقية أنها ليست حرباً جديدة بل هي تعبير عن هزيمة نفسية عانت منها مملكة الشر بعد أن أقدمت منذ بداية عدوانها على قصف وتكميم كل أفواه اليمن الفضائية الحرة بكل السبل الممكنة لها عبر الضربات الجوية والصاروخية ثم عبر رشوة وشراء ذمم قيادات الدول والمراكز الإعلامية المتواجدة فيها إدارة الأقمار الصناعية التي كانت تبث منها قنوات اليمن ولما لم تستطع أن تشفي غليلها بما فعلت وانفقت حاولت أن تتجه للتضليل على عدد من القنوات الدولية المناصرة للحق اليمني كقناة العالم وقناة الميادين وحاولت أكثر من مرة ولفترات طويلة أن تشوش عليها وأن تستنسخ نسخا طبق الأصل منها لكنها جاءت جميعها مشوهة ولم تحقق الغاية منها وتسببت في خلق مزيد من التأييد والشهرة لتلك القنوات، ومنها قناة الميادين التي جعلت النظام الصهيوسعودي يشعر بمرارة الهزيمة وبفشل كل استراتيجياتها الحربية على اليمن ليس فقط في جانبها العسكري بل وهو الأهم في جانبها الإعلامي الذي كانت عصابة آل سعود تعتقد أنها تملك فيه قوة توازي حجم انفاقها الخيالي وغير المحدود في هذا المجال منذ أربعة عقود على الأقل.
وأردف بالقول :لكنها اكتشفت أن كل ما أنفقته واستثمرت فيه لم يصمد حين جاءت حاجتها إليه، وكان الأشر والأكثر إيلاماً لها في هذا الجانب هو أن تأتي خسارتها وفشلها في الإستراتيجية الإعلامية من اليمن أو بسبب اليمن الذي ظلت تقنع نفسها منذ تأسيسها كمملكة أنها قد همشته وقد وضعته في درجة لا يمكن أن يأتيها منه أي خوف أو تهديد، فإذا بقوة الله ترفع هذا اليمن وتنتصر له وتجعل كل من يناصره ويقف في صفه مرفوع الهامة بليغ الحجة قوي الموقف، ومن ذلك موقف قناة الميادين التي أقضت مضاجع آل سلول بنقلها للأخبار الصادقة من ميدان الواقع والحقيقة في اليمن ومن مواقع القتال في مختلف الميادين والجبهات ..
وختم بالقول :وتصرف السعودية بردة فعل جعلها تظهر كأكبر قراصنة العصر وعصابات الإرهاب والتهديد غير النزيه وغير المبرر .. وهو أكبر مؤشر على سقوطها الأخلاقي والقيمي وأقوى دليل عملي على فشل نظام آل سعود وأكبر مؤشر ومبشر بقرب سقوط ونهاية هذا النظام العفن بكل ما تعنيه الكلمة من معان ودلالات ظاهرة وباطنة.