بالصور.. إعادة الإعتبار لأحد معالم تاريخ العمارة الإسلامية في اليمن
يمانيون – أكمل مكتب الأوقاف والإرشاد بأمانة العاصمة مشروع إعادة تأهيل وصيانة قبة ومسجد محمد بن الحسن بن القاسم الأثري بمنطقة الروضة بأمانة العاصمة، محققاً نجاحاً لافتا؛ لأن المشروع، الذي تم على مراحل ثلاث استغرق أربعة شهور، و روعي فيه ضوابط دقيقة حافظت على روح المعلم الأثرية والتاريخية والاسلامية.
وقال مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد بأمانة العاصمة عبدالله عامر لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن هذا المشروع أعاد الاعتبار لمعلم تاريخي هام من معالم تاريخ العمارة الإسلامية في اليمن وواحد من أهم المساجد الأثرية في صنعاء.
التأهيل
ويعود بناء وتشييد المسجد وقبة محمد بن الحسن بن القاسم المتوفى سنة 1079 هجرية إلى فترة حكم الدولة القاسمية، وكان أحد أهم قادتها.
وقال عبد الله عامر إن أعمال الترميم وإعادة التأهيل للمسجد والقبة، شملت ثلاث مراحل اشتملت على الإصلاحات العاجلة في البنية، واستكمال صيانة وترميم دورات المياه والمسجد من الداخل، واستبدال الأسوار الخارجية للمسجد كاملة باستخدام نفس حجارة الحبش بدون إضافة أي مواد حديثة وإزالة السابقة كونها كانت مخالفة للمعايير المعتمدة لدى هيئة الآثار.
وأضاف: كما تم تأهيل ساحة المسجد وإعادة تأهيل الحمامات والأحواض ودفن الحفر المنتشرة بها وتنظيف النقوش والأبواب والنوافذ الأثرية القديمة داخل المسجد، وصيانة البئر الأثري وسقفه.
وأشار إلى ما تعرض له المسجد من أعمال عبث خلال الفترات السابقة طالت التشكيلات في البوابة الرئيسة وبعض النوافذ، وغيرها مما تم إعادته وتأهيله .. حتى انتهاء المرحلة الأخيرة من المشروع، والتي تمثلت في فرش الجامع، واعادة تأهيل البئر الخاص، وتجديد وتبديل كل ما يتعلق بأعمال النجارة، وكذلك عزل للأسقف وتجديد المآذن والأرضيات.
ولفت إلى ان كل ذلك تم بإشراف إدارة الصيانة في المكتب ومن موازنته الخاصة.
مراحل ومواصفات
وأشار عامر إلى أن مشروع إعادة التأهيل تم على مراحل وأنجز وفق مواصفات روعي فيها الخصوصية التاريخية والثقافية للمبنى ومرافقه.
والمسجد الكائن في الروضة هو مسجد عامر من قبل اربعمائة سنة، وتقام به الصلوات الخمس، وبه ضريح محمد بن الحسن بن القاسم، وله عدد من الأوقاف صارت تورد إيراداتها حالياً إلى حساب مكتب الأوقاف والإرشاد في الأمانة.
وقال عبدالله عامر: إن الوزارة قامت بواجبها في تحمل مسؤولياتها في الولاية، وقامت بترجمة ذلك على الواقع، وعملت على تنفيذ مشروع إعادة تأهيل القبة والمسجد بمبلغ إجمالي يقارب الثلاثين مليون ريال.
وأشار إلى أنه تم القيام بكافة الإجراءات الكفيلة بإنقاذ المبنى التاريخي وملحقاته ومعالمه الأثرية بالتنسيق مع الأخوة في هيئة الآثار والمتاحف وعدد من الجهات المختصة.
المياه والكهرباء
وذكر أن المشروع شمل إعادة تأهيل البئر بالتنسيق مع المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بالأمانة وإعادة بناء جسم البئر بنفس النمط المعماري وإعادة تأهيل الساقية التابعة لها.
وأضاف: كما تم تجهيز منظومة الطاقة الشمسية الكافية للقبة والمسجد للإنارة ولزوم ضخ المياه للخزانات.
وتابع: كما تم تأهيل البوابة الشمالية والجنوبية بنفس النمط المعماري الإسلامي المتبع في المباني الاثرية، وإعادة تأهيل السور عبر البناء بالحجر المطابق للمواصفات في المباني الأثرية، بالإضافة إلى تأهيل المطاهير (الأحواض المائية) والبركة المائية الرئيسية بنفس النمط المعماري القديم مع إعادة تأهيل سقف الأحواض.
واستطرد: إلى ذلك تم إعادة تأهيل أرضيات الصوح ورصفها بالحجر الشبامي وتأهيل صالات الوضوء الداخلية والخارجية وتأهيل الحمامات بالبلاط والتلييس والرنج وتركيب الشبابيك وصيانة وتأهيل شبكتي المياه والمجاري مع إعادة تأهيل غرف التفتيش.
الزخارف
وأردف مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد بالأمانة: لقد تم إعادة تأهيل الواجهة الجنوبية للصوح، وإعادة تأهيل القبة من الخارج، وإعادة تأهيل الضريح، مع إعادة تأهيل الأبواب والشبابيك والخشبية، وإعادة تأهيل شبكة الكهرباء والإضاءة كاملة.
وتابع عبدالله عامر: وشمل المشروع إعادة تأهيل القبة من الداخل، عبر إعادة ترميم وصيانة النقوش الموجودة في وسط القبة وأركانها الأربعة تحت إشراف المعنيين من الهيئة العامة للآثار والمتاحف.
وأضاف: من الأعمال، أيضاً، تم إعادة تأهيل الزخارف التاريخية داخل البنية في المحراب والجدران الداخلية للبنية بالإضافة إلى إعادة تأهيل الفرش القديم عبر استبداله بفرش جديد يليق بمقام القبة والمسجد.
وأكد مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد بالأمانة أهمية المشروع باعتباره مرتبط بمعلم تاريخي هام تم إنقاذه وإعادة للحياة، منوهاً بخصوصية المسجد كمعلم تاريخي يحكي عن تاريخ مرحلة هامة من مراحل تاريخ عمارة المساجد في اليمن.
أوقاف المساجد
وأشار عامر إلى ما يقوم به مكتب الأوقاف والإرشاد من جهود على صعيد إعادة تأهيل المساجد التاريخية وإعادة تقويم وضع ولاية أوقاف المساجد بما يضمن الاستفادة منها بما يخدم هذه المساجد.
وكانت القبة والمسجد يعانيان في الماضي أشد المعاناة جراء الإهمال والحرمان إلى أن قامت وزارة الأوقاف والإرشاد بتحمل مسؤولية الولاية بموجب حكم قضائي، وبدأت ترجمة ذلك بتنفيذ مشروع إعادة تأهيل وصيانة القبة والمسجد.
26 مسجد
وذكر أن مكتب الأوقاف بالأمانة انتهى من أعمال الترميمات العاجلة لعدد 26 مسجداً بصنعاء القديمة، بما يحميها من الانهيار وأي تهديدات جراء هطول وسيول مياه الأمطار.
ونوه بأن خطة المكتب للعام الجاري تشمل كافة المسجد الأثرية بصنعاء القديمة، مشيراً إلى أنه يجري حالياً العمل بشكل أوسع لصيانة وتأهيل مساجد: خضير، فايع، محمود والفليحي، وغيرها من المساجد الأثرية بصنعاء القديمة حتى نهاية العام الجاري.
وأكد عامر أن خطة العام القادم ستشمل أعمال الصيانة لكافة المساجد الأثرية بأمانة العاصمة باعتبار غالبيتها تمتلك أوقاف، وعائداتها تورد للمكتب المعني بالرعاية والإشراف عليها، منوهاً بضرورة إعادة تأهيل المساجد الأثرية لإطالة عمرها الافتراضي، والمحافظة عليها كونها تراثاً معمارياً هاماً.
الصيانة والترميم
فيما أشار نائب مدير الصيانة بالمكتب المهندس عبدالسلام المهدي إلى أن أعمال الصيانة والترميم للمساجد الأثرية داخل وخارج صنعاء القديمة تتم بالتعاون والتنسيق مع هيئتي الآثار والمدن التاريخية والصندوق الاجتماعي للتنمية وفقاً للتوثيق المعماري والفوتوغرافي والدراسات الإنشائية والمعمارية الخاصة، وذلك لمراعاة الحفاظ على طابعها الأثري والتاريخي.