أضواء على خطاب قائد الثورة في ذكراها السادسة
منير إسماعيل الشامي
في إطلالته يحفظه الله ويرعاه بمناسبة الذكرى السادسة لثورة الـ 21 من سبتمبر المباركة أزاح قائد الثورة الستار كعادته عن كل ما يترسب على الجفون ويسدلها على العيون فيحجب عنها إنجازات هذه الثورة المباركة حتى اليوم وأقل منجز لها كان الشعب يراه من المستحيل.
بدأ قائد الثورة خطابه بهذه المناسبة بالشكر لله على ما حقق الشعب من إنجازات لهذه الثورة ثم توجه بالمباركة والتهنئة للشعب ولأبطال القوات المسلحة المرابطين والذين يحققون انتصارات عظيمة بتوفيق من الله تعالى
أكد سماحته أن ثورة الـ21 من سبتمبر محطة انطلق منها الشعب للخروج من واقع البؤس والمعاناة التي كان
يعيشها والانطلاق إلى المستقبل المشرق بإنجازات ثورته المباركة وأهمها:-
-الحرية والاستقلال فهي أول الانجازات التي حققتها الثورة للشعب وأكبرها، فعزة الشعب وكرامته لا يمكن أن ينعم فيها إلا في ظل الحرية والاستقلال.
وأشار سماحته إلى أن اجتثاث الوصاية الخارجية وانتزاع السيادة الوطنية من قبضتها وتحرير القرار اليمني الذي ظل بيد أعداء الوطن لعقود طويلة من الزمن، وأولهم الأمريكي الذي وضع عينه على هذا البلد وركز على ثرواته الظاهرة والباطنة وعلى موقعه الاستراتيجي، وقد تماهى النظام السابق معهم طمعا في الكرسي والسلطة، موضحا أنهم صنفوا اليمن بالبلد الحاضن للإرهاب ومن ثم تدخل النظام الأمريكي وتدخل في كل مجالات الحياة في القضاء والأمن وفي السياسة وفي كل شيء. ولم يبق السفير الأمريكي نافذة من النوافذ إلا وتسلل منها ودخل منها، وكل هذا موثق بمختلف الوسائل وأشار سماحته إلى أن كل تلك المواقف نابعة من حرصهم على دفع البلد نحو حافة الانهيار، وأن الفارق الكبير جدا بين ما كان يعانيه المواطن سابقا وما يعانيه اليوم هو أن معاناته في أيام النظام السابق كانت مفتعلة نتيجة مماحكات سياسية أما اليوم فهي مفروضة بقوة العدوان فمن الذي يحتجز سفن المشتقات ومن الذي نقل البنك ومن الذي فرض الحصار؟ مؤكدا أنهم حاولوا أن ينزعوا كل عناصر القوة وكل وسائل المواجهة من هذا الشعب وكذلك أيضا استخداموا السلطة في تبني سياسات خاطئة ووصل الأمر إلى مراحل خطيرة جدا لدرجة التنسيق السري مع العدو الإسرائيلي وسيتم كشف ذلك قريبا ووصل مسؤولون إسرائيليون إلى صنعاء بطريقة سرية وحدثت لقاءات لهم مع السلطة واتفاقيات نحو التمهيد للتطبيع، إلا أن الأحرار من أبناء هذا البلد من مختلف المكونات ومن مختلف المحافظات انطلقوا في تحركات ثورية مسؤولة وواعية نابعة عن المعاناة واستشعار المسؤولية في ثورة شعبية حقيقية وترجمت الحرية في تلك الفعاليات بمختلف أشكالها بكل الساحات .
أربكت كل من يقوم بالتحكم في هذا الشعب من السفارات وتفاجأوا بمواقف مختلفة عما كانوا معتادين عليه، واستخدموا مختلف الوسائل لتغييرها إلا أن الشعب وجه لهم صفعة مدوية فاتجهوا إلى استهداف الثوار وأنه – يحفظه الله ويرعاه – حذرهم من مغبة ذلك فلم يستوعبوا ذلك التحذير فكان يوم الـ 21 من سبتمبر يوماً من أيام الله. وبتوفيق الله تم حسم الموقف بسرعة عجيبة من أجل حماية الشعب وحماية مقدراته، وكانت هذه الثورة لهم بالمرصاد أفشلت كل مؤامراتهم كلها فاتجهوا إلى العدوان بشن حرب شعواء شاملة على هذا الشعب وما يعانيه اليوم هو بسبب عدوانهم.
وأشار سماحته إلى أن الإصلاح كان لهم موقف سلبي من هذا البلد ومن هذا الشعب وانهم كفروه واجرموا في حقه وارتبطوا بقرن الشيطان وعلاقتهم بأطراف خارجية أقوى من ارتباطهم بهذا الشعب.
ثم وضح سماحة قائد الثورة أن الأمريكي اضطر إلى الاتجاه إلى حضرموت وله تواجد في مطار الريان وقاعدة في شروره ويتجه حاليا إلى توسيع تواجده بشكل اكبر.
وكل ذلك على حساب-البقرة الحلوب- السعودي والإماراتي -الماعز الحلوب – فهم من يمولون كل تحركات الأمريكي وأن كل مواقف التطبيع التي حدثت – حفلة التطبيع، فتح أجواء السعودية أمام الطيران الإسرائيلي، الترويج -في مصلحة الأمريكي والإسرائيلي- موضحا أن آل سعود، وآل نهيان، وآل خليفة سخروا كل أموال شعوبهم لمصلحة الأمريكي والإسرائيلي مظهرا استغرابه أن يتم كل ذلك من قبل هؤلاء تحت عنوان السلام ،وفي نفس الوقت يقوم أولئك المطبعون في استهداف الشعوب العربية فأينهم وأين السلام؟
وأين السلام من الشعب السعودي الذي يقمع ﻷتفه الأسباب ولمجرد كلمة.
ثم أكد سماحة قائد الثورة أنه بدون الحرية والاستقلال لن يستطيع الشعب تحقيق أي تحولات إيجابية مشيرا إلى أننا ومن منطلق أصالتنا وهويتنا الإيمانية نعاني ونقدم تضحيات كبيرة ولكنها وفق تعاليم ديننا ومن أجل عزته وعزتنا وكرامتنا وأجرها محسوب عند الله في الدنيا ومحسوب عنده في اﻵخرة.
وقبل نهاية خطابه أكد قائد الثورة على ما يلي :-
ثبات الشعب اليمني من منطلق هويته الإيمانية وانتمائه الإسلامي على مواقفه المبدئية والثابتة بقضايا أمتنا المصيرية وفي مقدمتها قضية الأمة الكبري قضية شعب فلسطين وعلى حقه في تقرير مصيره وامتلاك سيادته على وطنه، واعتبر كل عمليات التطبيع خيانة. وخسارة على البعد الاستراتيجي ومن عوامل الإخلال بالأمن والاستقرار في الوطن العربي
كما أكد سماحته على الثبات على مبدأ الأخوة الإسلامية ودعا إلى تعزيز الأخوة والترابط بين الشعوب العربية والإسلامية وبما يكفل توحيد المواجهة لكل المؤامرات المستهدفة للأمة كما أعلن قائد الثورة تضامن الشعب اليمني مع كل المسلمين المضطهدين والذين يعانون من الظلم والطغيان.
وأكد قائد الثورة على استمرارية مشروعنا التحريري لكل تراب وطننا الغالي وعلى نبذ التسلط والاستثمار ونبذ كل مفاهيم العصبيات وأكد التصدي للعدوان والمضي على هذا الدرب وهو مسؤولية الجميع كل بما يستطيع ونصح المقصرين والمفرطين والمثبطين والمحادين والمتخلفين بتدارك مواقفهم والخروج منها للوقوف الموقف الصحيح مع دينهم وشعبهم ووطنهم.
كما أشاد السيد العلم بكل معاني الوفاء والتبجيل لكل من يعملون بكل جد وإيمان وتقوى وضمير في مواجهة العدوان وفي التصدي له.
ونصح سماحته المتورطين بالخيانة والعمالة بالعودة إلى جادة الصواب فما يقدمونه هو أكثر مما يحصلون عليه ويوصمون أنفسهم بوصمة العار والخيانة لأنهم يساعدوا الأمريكي والإسرائيلي على احتلال بلدهم لهم أخذ العبرة مما حدث في سقطرى.
ودعا شعبه العزيز إلى الاهتمام بالنهضة الزراعية فهي عمود الاقتصاد الوطني، وإلى التوسع فيها والسعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي ووجه بالحفاظ على السلم الاجتماعي وعلى وحدة الصف وعلى التصدي للطابور الخامس والتصدي لكل أشكال التخريب والإفساد الهادفة لضرب السلم الاجتماعي.
ووجه باستمرار التكافل الاجتماعي والعمل الإغاثي والإنساني وإلى الترابط والتعاون ودفع الزكاة.
ثم وجه رسالته للعدوان قائلا :-
إننا كشعب يمني بهويته الإيمانية كما صمدنا لـ2000 يوم جاهزون ومستعدون بالاعتماد على الله والتوكل عليه للصمود والثبات والمواجهة لألفي يوم ثم ألفي يوم ثم ألفي يوم وحتى آخر نفس.