“إسرائيل” تتعمّد هدمَ الذات العربية
يمانيون – بقلم – محمد الهادي
(وَقَضَيْنَا إلى بَنِي إسرائيل فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأرض مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا) من سورة الإسراء- آية (4)، “إسرائيل” اليوم تستعرض إنجازات عسكرية وسياسية جديدة، فالقانون لا يحمي المغفلين من بعران الخليج، والحياة لا ترحم من أهان نفسه، فهرولة الأنظمة الخليجية للاحتماء بالعدوّ عبر التطبيع هو ما سينهي ممالكهم.
الاتّفاقات المتتالية بين أنظمة العار والذل الخليجية، هو ما يساعد على غرز ناب ومخالب المفترس الإسرائيلي في كبد الجسد العربي، وهو ما يترجم الحقد اليهودي بعقائدهم الباطلة والمزيفة ضد البشرية عبر التاريخ.
(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا) الإسراء- آية (5)، مستغلاً ضعف تماسك الأُمَّــة العربية والإسلامية، مستخدماً سياسة تدحرج كرة الثلج، فالتطبيعات المتتالية هي ما يتعمده كيانُ العدوّ الإسرائيلي، والهدف ضرب عدد من الحيوانات الخليجية برمية واحدة.
أولاً: حرف الأنظار عن ما يجري في الأراضي المحتلّة، خُصُوصاً ما يجري في المسجد الأقصى، متعمداً بذلك تفسيخ القضية الأم وَالأَسَاسية.
ثانياً: الغرض من تسريع عملية التطبيع مع البحرين هو لإدخَال نظام البحرين تحت سقف سياسة الجرجرة إلى التطبيع لرفع اللوم والحرج على كُـلّ من سبقهم في التطبيع (الإماراتي)، ثم التالي فالتالي.
ثالثاً -وهو الأهم-: ترسيخ ثقافة اللامبالاة بين حيوانات الخليج، والغرض من إشهار زفاف الإماراتي والبحريني تمهيد الطريق لإدخَال نظام السعودية إلى القفص الذهبي، ليسيروا على طريق آبائهم وأجدادهم من الأمم اليهودية الغابرة.
الرئيس الأمريكي اليوم يبارك للكيان الصهيوني تعدي مرحلة عقده ودخوله الشاذ مسبقًا على العديد من ساقطات الدول الخليجية، ومن ثم يشجع العديد من دويلات الخليج على المسارعة في صيغة طباعة دعوات إشهار الحفل بشكل وصورة جماعية، لمن تبقى سعياً منه لرفع الحرج على جلالة الملك المعظم ملك المملكة.
فما حقيقة المحادثات الهاتفية وعذوبة غزل الرئيس الأمريكي إلا مِن أجلِ إقناع خادم الحرمين بأن جميع الملوك والرؤساء والأمراء الخليجيين راغبون في ظهور جلالته دون حرج عليه في إعلان وإشهار التطبيع مثل أسلافه المطبعين وإشعار خادم الحرمين بأنه كفّى ووفّى بخيانة الحرمين الشريفين وسيعفى من مهمته التي ستكون موكلة لولي العهد الحاكم الفعلي أمير الكفر والمتأسلمين المنافقين والتكفيريين (نتنياهو)، وذلك يعود لخبرته المجربة في خدمة المسجد الأقصى من عام 1948م.
(وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إسرائيل اسْكُنُوا الأرض فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا) الإسراء- آية (104)، تعدي الاحتلال له ما بعده، فالعدوّ الإسرائيلي ينوي على تثبيت ضحيته الأنظمة العربية التي اتبعته كثيراً، وهو اليوم يظن أنه ينال مراده بالإقدام على اتِّخاذ خطوات استفزازية كبيرة، متجاهلاً ثورات الشعوب التي ستؤتي أكلها في الأيّام القادمة إن شاء الله.