ندوة لمكتب اتّحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية بصنعاء تدعو إلى المقاطعة الإعلامية والاقتصادية لكل أشكال التطبيع مع إسرائيل
يمانيون| متابعات
نظّم مكتبُ اتّحاد الإذاعات والتلفزيونات بصنعاء، أمس الثلاثاء، ندوةً حواريةً بعنوان: المؤسّسات الإعلامية اليمنية.. الأساليب والأدوار في مواجهة التطبيع والتحريض الإعلامي، حضرها نائب وزير الإعلام اليمني وعدد من الإعلاميين والباحثين والأكاديميين والمهتم بالشأن الإعلامي.
واستهل نائب وزير الإعلام اليمني فهمي اليوسفي الحديثَ بسرد تاريخي عن الكيان الصهيوني والمشاريع التآمرية على فلسطين والوطن العربي بدعم ومساندة بريطانية، مؤكّـداً أن السلام الذي يأتي من البيت الأبيض لا يعد سلاماً وإنما يهدف إلى استسلام الشعوب وتخليها عن نهج المقاومة.
وأشَارَ اليوسفي إلى أن الكيان الصهيوني الغاصب يحضّر لمشاريع التطبيع منذ سنوات كثيرة وليس من اليوم، وَأن البريطانيين هم في الأَسَاس رواد التطبيع.
وأوضح نائب وزير الإعلام اليمني أن المشاريع التآمرية على المنطقة العربية كثيرة ومتعددة وهي تتكرّر كُـلَّ مِئة عام، وقد بدأت من وعد بلفور، ثم الإعلان للكيان الغاصب وإلى اليوم، حيث يتم الإعلان عن صفقة القرن والتطبيع وغير من المشاريع التي تستهدف القضية الفلسطينية وتسعى إلى إنهائها.
من جانبه، أثنى عميد كلية الإعلام بجامعة صنعاء الدكتور عمر داعر على مكتب اتّحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية بصنعاء لعقد مثل هذه الندوات، مشيرة إلى أنها جاءت في توقيت مهم للغاية وبعد تطبيع علني بين النظامين البحريني والإماراتي مع الكيان الصهيوني.
وتحدث داعر عن الجانب الإعلامي ودوره في مواجهة التطبيع، مؤكّـداً أن الأولوية حَـاليًّا هي في تسليط الضوء على الكوادر الإعلامية والشخصيات البارزة في المجتمعات التي تعمل بشكل دؤوب على مناهضة التطبيع.
ودعا داعر إلى ضرورة مواجهة التطبيع بعدة وسائل، منها الاهتمام بوسائل التواصل الاجتماعي، وتنمية الحس النقدي، إضافة إلى التمعن في المصطلحات، ومقاطعة المنتجات الإماراتية وغيرها، داعياً إلى ضرورة تظافر الجهود بين وسائل الإعلام الإسلامية لمواجهة كُـلّ أشكال التطبيع.
أما الخبير العسكري والاستراتيجي العميد عبد الغني الزبيدي فتطرق إلى الأساليب التي يمكن من خلالها مواجهة التطبيع والمطبعين مع الكيان الغاصب، داعياً إلى ضرورة أن يكون هناك خطاب إعلامي منصف ومنظم لمواجهة هذه الآلة الإعلامية الضخمة.
وشدّد العميد الزبيدي على أن تهتم وسائل الإعلام الإسلامية بمواجهة المشكلة الأَسَاسية وهي الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وأن يكون هناك خطاب إعلامي يواجه ذلك، مُشيراً إلى أن جيلنا الحال صار يمتلك وعياً أكثر من الأجيال السابقة؛ لذا فَإنَّه بات من الضروري أن يكون لدينا الأدوات لمواجهة المشكلة الأَسَاسية وهي الاحتلال أكثر من الحديث عن التطبيع.
واستغرب العميد الزبيدي من تداول بعض وسائل الإعلام العربية التي تتعامل مع إسرائيل؛ باعتبَارها دولة وليس كياناً غاصباً، مطالباً وسائل الإعلام أن يكون لديها إلمام ووعي بكيفية التعامل مع المصطلحات، وأن تصل إلى مرحلة كبيرة من الوعي، حتى يدرك العدوّ أن أدواتنا أصبحت مؤثرة.
من جانبه، قال مدير عام إذاعة صوت الشعب، الأُستاذ أحمد المختفي: إن الدولَ التي تسارعُ للتطبيع مع إسرائيل لم تحقّقْ أيةَ مكاسب، وأن الأصوات الداعمة للتطبيع تساهمُ في تشويه الوعي.
وأكّـد المختفي أن الإعلام يجب أن يكون لديه دور كبير في مواجهة التطبيع من خلال عدة أمور، منها الرد على التطبيع بالحجج والبراهين، والتشهير بالمطبعين ورفض التعامل معهم، واستضافة الإعلاميين والحقوقيين المندّدين بالتطبيع، ومقاطعة المواد والبرامج التي تطبع مع إسرائيل.
أما الكاتب والمحلل السياسي زكريا الشرعبي فأشار إلى أن الدول العربية لم تكن ذات يوم تحافظ على القضية الفلسطينية، بل كانت القضية حاضرة في وجدان ووعي الشعوب العربية.
وأوضح الشرعبي أن الإعلام العربي انحدر كَثيراً، ووصل به الحد إلى أن يعتبر إيران هي العدوّ بدلاً عن إسرائيل، كما لجأ إلى شيطنة المقاومة وأصبح الإعلام يحتفي بأي عمل ضد إيران ومحور المقاومة، مطالباً أن تكون لدينا قائمة سوداء لكل وسائل الإعلام المطبعة.
وبعد الانتهاء من أوراق المتحدثين فُتح المجال للمداخلات، حيث أجمع الحاضرون على ضرورة التصدي لكل المشاريع التي ترتبط مباشرةً مع الكيان الصهيونية عبر بوابة التطبيع، مطالبين الإعلامَ بلعب دور بارز خلال هذه المرحلة في محاربة كُـلّ المتواطئين مع القضية الفلسطينية وقضايا الأُمَّــة.
واختتمت الندوة بعدد من التوصيات، حيث أكّـدت على ضرورة المقاطعة الإعلامية والاقتصادية ولكل أشكال التعاون مع الدول المطبعة مع الكيان الصهيوني، وأن يتم التركيز على مسألة الوعي لدى الشعوب واستنهاضها لمواجهة التطبيع، وأن تعمل وسائل الإعلام ضمن خطة موحَّدة ومشتركة يتم فيها التنسيق بشكل كبير ضد التطبيع بكل أشكاله.
وأوصت الندوة كذلك بضرورة تسليط الضوء على الكوادر الإعلامية والأكاديمية المناهضة للتطبيع واستضافتها عبر مختلف وسائل الإعلام وأن يكون لدى وسائل الإعلام والإعلاميين وعي بالمصطلحات والانتباه لها وخَاصَّة فيما يتم تداولُه عبر وسائل الإعلام العربية المطبعة مع الكيان الصهيوني.
كما أوصت الندوة بالرد على المطبعين بالحجج والبراهين والتشهير بالمطبعين ورفض التعامل معهم، وتنظيم ورش عمل وتدريب الكوادر الإعلامية لمعرفة كيفية التعامل مع التطبيع، إضافة إلى توحيد عمل قنواتِ ووسائل إعلام محور المقاومة ضمنَ استراتيجية إعلامية موحَّدة تعمل على تنوير وتوعية الرأي العام العربي والإسلامي بمخاطر التطبيع وتداعياته.